المشاهد نت

الفنان السعيدي وآخر عرض مسرحي إنتهى برصاصة الموت ” التفاصيل الحصرية للجريمة “

المشاهد-خاص:

سنوات قليلة مضت كان جلال السعيدي الشاب العشريني يؤدي خلالها عدد من العروض المسرحية،وعروض رقص أثناء حفلات تخرج طلبة المدارس والجامعات ،وفي مختلف المناسبات،في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية .

بدأ السعيدي مشواره الفني في وقت مبكر من عمره ، حيث عمل ممثل مسرحي في شركة لينا للانتاج الفني بصنعاء ،وأسس مع أقرانه منتدي دويت الفني، رافق السعيدي لفترة في صنعاء المخرج سامر زرقا وهو أحد معلمي المعهد العالي للمسرح بسوريا.

وفي المركز الثقافي السوري بصنعاء نشط السعيدي في اقامة عروض مسرحية وموسيقية،و ،تنقل السعيدي في محافظات ” صنعاء، وعدن، وتعز،وحضرموت، والحديدة” دعماً للحوار الوطني في اليمن حلال انعقاده،وفي التلفزيون شارك السعيدي في تمثيل مسلسل ” طريق المدينة ” الذي عُـرض على قناة “يمن شباب “.
وفي تلك الفترة الوجيزة لمع نجم الفنان الصاعد الذي اشتهر بتقليد دورالشخصية الكوميدية المعروفة بـ”زمبقة”،وشخصيات المسلسلات الكارتونية.
كان جلال عبد الله السعيدي المنتمي لمحافظة إب ،والمترعرع في العاصمة صنعاء يحلم بالسفر الى جمهورية مصر العربية لدراسة التمثيل والاخراج في أكاديمية الفنون بحسب حديث اصدقائه لـ”المشاهد” ،لكن ظروفه الاقتصادية السيئة هو وأسرته التي تعيش في منزل مستأجر بصنعاء، اضافة الى القدرالمشؤم لنهاية حياته ،حال دون ذلك ، فهو لم يدري أنه سيقتل بدم بارد بعد أن يؤدي أخر عرض مسرحي في حياته ، بمحافظة الضالع جنوبي البلاد،حيث قدم اليها هو وعدد من زملاءه ، من العاصمة صنعاء أواخر أيام عيد الفطرالفائت للمشاركة في إحياء حفل خيري ترفيهي للأطفال والعوائل أقامه الهلال الأحمر الإماراتي هناك.‬

جريمة يكتنفها الغموض
ظروف مقتل السعيدي ماتزال يكتنفها الغموض،فبعض الروايات تحدثت عن قيام مسلحين بإقتحام المكان الذى  كانت فيه  العرض المسرحي ،.

تتحدث بعض الرويات ان مسلح صعد لخشبة المسرح وقام والاعتداء على رعاة الحفل ومطاردة السعيدي وقتله، في حين ذكرت رواية أخرى بأنه تم تهريبه من قبل عدد من المواطنين بعد الهجوم على المكان الى منزل الضابط في الجيش ،العميد دحان الصيادي،ابن عم صلاح الصيادي الوزير في الحكومة الشرعية اليمنية ، وتم قتله في ذلك المنزل، برصاصة حولت جبهته الأمامية إلى أشلاء.

تطرف ديني أم مناطقي؟:
ويرى مراقبون أن قضية مقتل الفنان السعيدي أثارت الرأي العام في اليمن شمالاً،وجنوباً،وأخذت ابعاداً مناطقية، كون الراحل ،كان قادماًمن منطقة شمالية ، وقتل في منطقة جنوبية يعارض بعض الرافضين فيها لوجود الشماليين،وفي هذا الصدد كتب الصحفي محمد جميح،عن السعيدي ،مخاطباً أهالي مدينة الضالع “الفنان جلال السعيدي بدلاً من تكريمه على عمله الفني والإنساني، قتل اليوم على خلفية مناطقية لأنه شمالي!‬ ما هذا الجنون؟!‬ ما هذا العبث الإجرامي؟!‬ ‫يا أهل الضالع، يا أهل النخوة والمروءة: هل من الرجولة قتل فنان جاء لإسعاد الجمهور، لأسباب مناطقية؟‬كم من الجنوبيين في الشمال! آلاف من الضالع ويافع وعدن وشبوة وحضرموت وأبين في كل مناطق الشمال!‬

أخرين يرون أن مقتل السعيدي كان على خلفية مواقف دينية متطرفة لبعض الشخصيات التي اعتبرت اقامة العرض المسرحي إفساد ديني لاهالي المنطقة ،ويساعد على نشر الرذيلة،ويشجع هذا الرأي بعض الجماعات الدينية المتطرفة كجماعة الحوثي ،وتنظيم القاعدة .
بينما يرى طرف ثالث أن مقتل السعيدي ،يأتي في سياق سلسلة من الجرائم التي ترتكب بحق الفنانين في اليمن ،احتقاراً لدورهم في المجتمع، واستهتارا بارواحهم ، ،مثلما حصل عند مقتل الفنان نادر الجرادي بصنعاء ،ومحاولة قتل الفنان يحيى عنبه،وسجن وملاحقة فنانين اخرين في صنعاء وعمران وذمار.

سرعة القصاص :
العميد دحان الصيادي ،الضابط الذي قُـتل الفنان السعيدي في منزله بالضالع ، أشار الى ” أن لاعلم له بوقوع الجريمة الا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ،وأن المنزل الذي قُـتل فيه السعيدي مهجورمنذ اربعة أعوام،حيث يعيش الصيادي في القاهره لتلقي العلاج.”
وقال الصيادي “الجريمة مدانة بكل المقاييس الاجتماعية والسياسية والقانونية وكل الاعراف ترفض مثل هذه الاعمال الارهابية اي كان الفاعل ومن يقف خلفها

واضاف ندعو اجهزت الدولة الامنية وقوى التي للقيام بواجباتها وعدم السماح لتحول البلاد الى غابة من الثارات والصراعات المدمرة للسلم الاجتماعي مازلنا نامل ذالك.”
وفي ذات السياق طالب الفنان المسرحي مهند الرديني، وهو صديق الراحل جلال السعيدي ” بسرعة القبض على القتل الجاني،ومن اشتركومعه في التحريض والتخطيط والتنفيذ لينالوجزائهم الرادع “، وفي حديثه لـ”المشاهد”، قال الرديني” لايمكنأن يفلت الجناة من العقاب ارتكبو جريمة بشعة على مرأى ومسمع من الناس”، أما صديقه الاخر الممثل المسرحي فراس محمد،فيقول لـ”المشاهد”،” ماذنب أم جلال السعيدي التي كان يحرص جلال على تقديم الدواء لها، ماذنبها ،وماذنب جمهوره الذي كان يحتفي بعروضه المتميزة، كان صانع الابتسامه في كل مكان وفي الضالع التي قتل فيها.”

إقرأ أيضاً  مسلسل «ممر آمن»… الأمن مسؤولية مشتركة

وقد تكررت من عمليات الاعتداء على الفنانيين منذ اندلاع الحرب فى اليمن فقد قتل الفنان نادر الجرادي قبل مايقارب ثلاث سنوات فى صنعاء اثناء احياء احد الاعراس فى حادثة اجرامية تشبة ما حد للفنان المسرحي السعيدي .

 

مقالات مشابهة