المشاهد نت

هذا مايحدث للأسر النازحة من مدينة الحديدة إلى محافظة عدن

المشاهد-خاص:
بين مطرقة الحوثيين وسندان قوات الحزام الأمني يعيش النازحين من المحافظات الشمالية إلى عدن أوضاعاً مأساوية، بعد منعهم من قبل مسلحي الحوثيين من المرور إلى عدن وما يتعرضون له من مضايقات وممارسات عنصرية في مداخل المدينة من قبل قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات.
ومنع المسلحون الحوثيون النازحين القادمين من مدينة الحديدة غربي اليمن، من الدخول إلى مدينة تعز أو المرور إلى مدينة عدن، واحتجزوا خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الحافلات التي تقل نازحين في منطقة الحوبان، شمال شرقي تعز، فيما منعت قوات الحزام الأمني أسر أخرى من دخول مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد. وقال مسافرون وشهود عيان لـ”المشاهد” أن مسلحي جماعة الحوثي يواصلون احتجاز حافلات أخرى لنازحي الحديدة في مفرق ماوية ومنطقة الراهدة، ويمنعوهم من الوصول إلى مدينة عدن. فيما أُعيد عدد من النازحين إلى مدينة إب وسط اليمن.
واضطرت بعض الأسر التي نزحت من الحديدة إلى ترك الحافلات التي كانت تقلهم، وتوجهت من الحوبان بسيارات رباعية الدفع عبر خط الأقروض الوعر وصولاً إلى منطقة نجد قسيم، ومن هناك اقلتهم حافلات إلى عدن عبر خط هيجة العبد الرابط بين مدينة تعز وعدن.,,وفقا لمشاهدات مسافرين تحدثوا بها لـ”المشاهد”.
رحلة المعاناة الشاقة عبر خطي الأقروض ونجد قسيم وساعات السفر المضاعفة لم تشفع لأسرة المواطن محمد ناصر عند قوات الحزام الأمني التي تسيطر على مداخل العاصمة المؤقتة عدن والتي قامت بمنعهم من الدخول الى المدينة.
وقال ناصر لـ”المشاهد” أنه عانى كثيراً مع أسرته حتى تمكن من دخول العاصمة عدن التي يقطنها أخوه الأكبر منذ عشرات السنين حيث ظلوا عالقين نحو يوم وليلة في الحاجز الأمني المعروف بـ “الزيتونة” والتابع لقوات الحزام الأمني بمحافظة لحج
وأضاف ناصر أن جنود الحزام الأمني يمنعون النازحين الذين فروا من الحديدة هرباً من لهيب المواجهات ومنعوا مواطنين أخرين قادمين من محافظات شمالية أخرى من الوصول إلى مدينة عدن لأسباب مناطقية، مشيرا إلى أن قوات الحزام الأمني التي تسيطر على مداخل مدينة عدن تمارس تصرفات مستفزة بحق أبناء المحافظات الشمالية، وترويعهم النساء والأطفال، إذ لا يوجد فرق بين تصرفاتهم الغير مبررة وتصرفات مسلحي الحوثي، وتابع: “قطعنا مسافة طويلة للوصول إلى مدينة تعز بعد منعنا من قبل الحوثيين من التوجه من الحوبان إلى عدن، وسافرنا من منطقة نجد قسيم أكثر من ستة عشر ساعة عبر الضباب التربة الحجرية هيجة العبد سامع والصلو طور الباحة الخط الساحلي لحج ليتم منعنا في لحج من قبل قوات الحزام الأمني من مواصلة الطريق إلى عدن ولم يرحموا النساء والأطفال المنهكين من السفر. ”
ولفت إلى أن الهدف من تلك الاجراءات الأمنية المشددة والمستفزة هو إهانة المسافرين الذين بينهم أطفال ومرضى وكبار السن، كونهم شماليين، وغير مرغوب بهم في الجنوب.
ومنعت قوات الحزام الأمني مؤخراً قوافل من النازحين من محافظة الحديدة من دخول مدينة عدن وتركت المئات من الأشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، دون أي مساعدة وسط حر الصيف الشديد.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للعشرات من المواطنين النازحين القادمين من الحديدة على قارعة الطريق في مداخل مدينة عدن الجنوبية، حيث اضطروا للبقاء لأيام في الصحراء.
وتذرعت قوات الحزام الأمني بأسباب مختلفة لتبرير قرارها وكان، وأكثر الأسباب ذكراً هي المخاوف الأمنية بشأن احتمال وجود مقاتلين من داعش داخل قوافل النازحين والتخوف من تسلل مسلحين حوثيين ضمن هذه القوافل إلى مدينة عدن.
وأثارت صور النازحين الذين منعوا من دخول عدن، انتقادات واسعة النطاق في أوساط الناشطين الحوقيين والمنظمات العاملة في المجالين الحقوقي والانساني والتي دعت الحكومة إلى التصدي لهذه الظاهرة التي لا يجوز السكوت عليها.
وأكد ناشطون حقوقيون أن الإجراءات التي تقوم بها النقاط الأمنية الخاضعة لسيطرة قوات الحزام الأمني معيبة، خصوصاً في ظل تواجد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في عدن مشيرين بأن هذه الظاهرة التي تتكرر من حين لآخر لا علاقة لها بالجوانب الأمنية، وأن التعلل بوجود مقاتلين مندسين ضمن هذه الأسر أمر يدعو للسخرية.
بالمقابل، وجه رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، يوم الثلاثاء الماضي، النقاط الأمنية بالسماح بدخول عشرات الأسر النازحة من المحافظات الشمالية إلى العاصمة المؤقتة عدن، داعياً قوات الحزام الأمني إلى الانصياع للقانون.
وقال بن دغر في تصريح نشره في حسابه على “فيس بوك”: “ليس من القانون في شيء منع الأسر في المحافظات الشمالية من دخول عدن، ليس هذا في أعرافنا وتقاليدنا وأخلاقنا”، مضيفًا أن “تعريض الأطفال والنساء والشيوخ للأذى عمل محرم، وعلى الجميع القيام بواجبه كل من موقع مسؤوليته”. وتابع رئيس الحكومة “أفسحوا طريقهم وسهلوا واحموا دخولهم للعاصمة، عاصمة اليمن، وللمواطن اليمني حرمته وحقوقه فلا تنتهكوا حرماته، ولا تعتدوا على حقوقه”. ويرى مراقبون أن ردود الفعل الحكومية لم تكن بمستوى الموقف، حيث يجب على الحكومة أن تفرض سلطة الدولة والقانون في العاصمة المؤقتة عدن وجميع المدن المحررة، إذ أنه لا يمكن أن يعم الأمان في ظل وجود أجهزة أمنية أو جماعات مسلحة خارج سيطرتها، مهما كانت مبررات وجوده.
وتواصل قوات الحزام الأمني منذ أسابيع خنق المسافرين إلى العاصمة المؤقتة عدن واذلالهم بدوافع لا إنسانية مخالفة لحق الحياة والوجود الإنساني وعبر إجراءات عنصرية لم يعرفها أبناء المحافظات الشمالية حتى قبل الوحدة.
ويواجه أبناء المحافظات الشمالية منذ أكثر من عام ونصف العام، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدينة عدن جراء بعض الممارسات العنصرية من قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، وزادت هذه الممارسات مؤخراً مع نزوح عشرات الأسر من الحديدة صوب مدينة عدن.
وواجهت عملية منع أبناء المحافظات الشمالية من الدخول إلى العاصمة المؤقتة عدن حملة انتقادات وتحذيرات من هذه الخطوة التي وصفت بانها عنصرية كما أنها عكست الوضع الذي آلت إليه عدن جراء تعدد الأجهزة الأمنية وتنازع الصلاحيات ونشوب خلافات فيما بينها، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المدينة.

مقالات مشابهة