المشاهد نت

ملخص ميدانى للمواجهات العسكرية فى الساحل الغربي لليمن

المشاهد-متابعات:

وقالت مصادر عسكرية وإعلامية، ان قوات مشتركة من العمالقة والمقاومة التهامية  ، دخلت مركز مديرية التحيتا جنوبي مدينة الحديدة، ضمن حملة عسكرية واسعة لتأمين خطوط إمداد حلفاء الحكومة نحو المدينة الساحلية وموانئها الحيوية على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

خلفت المعارك التي لاتزال مستمرة عند الأحياء الغربية لبلدة التحيتا 60 قتيلا على الأقل بينهم 35 جنديا من القوات الحكومية، حسب مصادر إعلامية متطابقة من طرفي النزاع.

وأفادت مصادر محلية، أن القوات الحكومية وحلفاؤها، استعادوا اجزاء واسعة من مدينة التحيتا اثر مواجهات عنيفة قادت الى السيطرة على اداراتي الامن والتعليم، ومصنع لتعليب التمور، عند خطوط امداد رئيسة للحوثيين من مدينة زبيد المجاورة، لكن المعارك وتبادل القصف، ماتزال على ضراوتها عند الاحياء الغربية للمدينة.

في المقابل شن الحوثيون هجوما كبيرا على مواقع القوات الحكومية وحلفائها في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة.

هجوم استخدم فيه المقاتلون الحوثيون الدراجات النارية الى جانب الاسلحة الثقيلة التي دفعت بها الجماعة من معسكراتها في محافظتي تعز واب المجاورتين.

وخلال الايام الاخيرة، استأنفت القوات الحكومة وحلفاؤها المعروفون بالمقاومة الجنوبية والتهامية، عملية واسعة لتأمين مكاسبهم العسكرية في محيط مدينة الحديدة من هجمات الحوثيين المضادة، بعد نحو ثلاثة اسابيع من تقدم تلك القوات الى المداخل الجنوبية للمدينة الاستراتيجية التي تضم ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.

وكانت قوات يمنية، وسودانية مشتركة بقيادة الامارات أطلقت في الثالث عشر من الشهر الماضي هجوما عسكريا بريا وجويا وبحريا هو الاضخم لاستعادة موانئ مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ ثلاث سنوات.

وشقت هذه القوات طريقها سريعا في غضون ايام لمسافة تبعد بضعة كليو مترات من مدينة الحديدة، لكن الحملة عادت الى التباطؤ مع تصاعد هجمات الحوثيين المضادة، وتحذيرات الامم المتحدة من تداعيات انسانية للهجوم على المدينة وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية.

وفي مرات عدة، قادت هجمات الحوثيين المضادة في منطقتي الفازة والجاح في مديريتي التحيتا وبيت الفقيه الى قطع الطريق الساحلي نحو مواقع القوات الحكومية وحلفائها في محيط مدينة الحديدة حيث تستعد هذه القوات لهجوم أضخم من اجل استعادة الموانئ الاستراتيجية على البحر الاحمر.

ودفعت المعارك الطاحنة في محيط مدينة الحديدة الالاف من سكان المدينة وضواحيها الى الفرار بعيدا عن ديارهم تحسبا لتصعيد عسكري كبير باتجاه المدينة التي يقطنها نحو 600 ألف نسمة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن ” الشركاء الإنسانيين تحققوا من نزوح أكثر من 121 ألف شخص منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي”.

وتسود مخاوف كبيرة من تداعيات معركة الحديدة على الوضع الانساني الكارثي في اليمن، وكذلك على امن الملاحة الدولية في المنطقة التي تعبر منها نحو 13 بالمائة من اجمالي التجارة العالمية، بينها اربعة ملايين برميل من النفط الخام يوميا.

وتعارض الامم المتحدة ومجتمع العمل الانساني نقل الاعمال القتالية الى مدينة الحديدة وموانئها التي تتدفق عبرها 80 من المساعدات والسلع الاساسية، خشية تعريض 8 ملايين يمني يحصلون على مساعدات منتظمة لخطر المجاعة.

إقرأ أيضاً  نوران.. رفض القيود المجتمعية 

وميناء الحديدة هو بمثابة شريان حياة لملايين السكان الذين قذفت بهم الحرب الى دائرة الجوع.

ونهاية الاسبوع الماضي دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف اليمنية للانخراط بشكل بناء مع جهود الأمم المتحدة للمضي نحو حل سياسي فى اليمن، وطالب بالإبقاء على مينائي الحديدة، والصليف مفتوحين امام الشحنات الانسانية والتجارية.

وتأمل المنظمة الدولية بإقناع الاطراف المتحاربة الموافقة على تحييد ميناء الحديدة عن الصراع، بموجب خطة اممية تضمن استغلال إيراداته لتمويل دفع رواتب الموظفين، وتحسين قدرات المرفأ الاقتصادي الهام في استقبال سفن الاغاثة الانسانية والشحنات التجارية.

ويقوم مقترح تحييد ميناء الحديدة الذي سبق ان تبناه المبعوث الاممي السابق الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد منتصف العام 2016، على ركائز أمنية واقتصادية وانسانية تسمح بآلية أسرع لإدخال المواد الإغاثية والمنتجات التجارية، واستخدام الايرادات الجمركية والضريبية في دفع رواتب الموظفين وتحسين الخدمات.

ويتضمن المقترح تشكيل لجنة عسكرية مشتركة، لضبط الاوضاع الامنية، واخرى اقتصادية مالية للتعامل مع مداخيل الميناء وضمان تدفق البضائع والمساعدات الإنسانية.

ويأتي المقترح ضمن اجراءات بناء الثقة بين الأطراف، بدءا بوقف للأعمال القتالية كخطوة لاستئناف محادثات السلام في القريب العاجل.

لكن يبدو ان هناك تباينا واضحا في المحادثات مع انتقال النقاش الى تفاصيل هذا الملف الشائك، حيث وافق الحوثيون على ادارة مشتركة مع الامم المتحدة لميناء الحديدة، بينما تتمسك الحكومة المعترف بها دوليا بانسحاب الحوثيين من المدينة وموانئها بشكل كامل.

في الاثناء استمر التصعيد العسكري على ضراوته في جبهات القتال الحدودية والداخلية في تعز ولحج والضالع والبيضاء ومحيط العاصمة صنعاء.

واعلنت قوات التحالف الجمعة اعتراض هجوم بالستي جديد للحوثيين عبر الحدود مع السعودية.

وتبنى الحوثيون الهجوم الذي قالوا انه استهدف المدينة الصناعية في مدينة جازان، لكن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف تركي المالكي أكد اعتراض الصاروخ في سماء المدينة الساحلية على البحر الاحمر.

وكثف الحوثيون من هجماتهم البرية والصاروخية عبر الحدود خلال الاشهر الاخيرة، في محاولة لاحتواء الضغوط العسكرية الكبيرة لحلفاء الحكومة باتجاه المعاقل الرئيسة للجماعة عند الشريط الحدودي والساحل الغربي على البحر الاحمر.

ومنذ نهاية مارس الماضي، تبنى الحوثيون 55 هجوما بالستيا داخل العمق السعودي، أعلنت قوات التحالف اعتراض ورصد32منها، حسب احصائية خاصة بفرانس 24 ومونت كارلو الدولية.

ورصدت قوات التحالف 156 هجوما بالستيا للحوثيين عبر الحدود منذ انطلاق عملياتها العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن نهاية مارس 2015، اضافة الى أكثر66326 مقذوفا عسكريا، فيما تبنى الحوثيون رسميا نحو 252 هجوما بالستيا عبر الحدود مع السعودية، ومواقع التحالف في الجبهات الداخلية.

كما تبنى الحوثيون خلال الساعات الاخيرة هجمات برية وصاروخية على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير.

ونشر الحوثيون اسماء 4جنود سعوديين قالوا انهم قتلوا بمعارك الساعات الاخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن.

وتدعم القوات السعودية منذ شهور حملة عسكرية ضخمة بمشاركة قوات يمنية وسودانية لتأمين حدودها الجنوبية من هجمات الحوثيين.

المصدر “مونت كارلو الدولية”عدنان الصنوي

مقالات مشابهة