المشاهد نت

زبيد أقدم عاصمة لليمن تتحول الى تمركزات عسكرية والمخاوف تتزايد على آثارها التاريخية “تقرير خاص”

المشاهد-خاص:

“اللهم احفظ زبيد، وأهلنا في زبيد، اللهم نجهم مما يخافون” بهذه الكلمات عبر مراد القرش، أحد أبناء مدينة زبيد المقيمين في العاصمة صنعاء عن قلق أهالي المدينة العتيقة خشية تدمير منازلها ومساجدها الأثرية، وسقوط ضحايا من المدنيين جراء معركة تحريرها المرتقبة من قبضة مسلحي جماعة الحوثيين.

زبيد أقدم عاصمة لليمن تتحول الى تمركزات عسكرية والمخاوف تتزايد على آثارها التاريخية "تقرير خاص"
احد المساجد التاريخية فى مدينة زبيد صورة خاصة “للمشاهد”

وتزداد مخاوف أهالي المدينة وقلقهم مع تحصن مجاميع من الحوثيين وراء أسوار زبيد، واقتراب القوات المشتركة منها، عقب تحرير الاخيرة يوم السبت الماضي لمديرية “التحيتا ” المجاورة جنوب محافظة الحديدة.

وعبر عدد من المهتمين بالشأن الزبيدي عن قلقهم من المواجهات التي تقترب من المدينة وهو مارفع سقف المخاوف من اشتداد المعارك في زبيد وطمس معالم المدنية التاريخية والاسلامية لاسيما بعد الدعوة التي وجهها وزير حقوق الانسان اليمني محمد عسكر لدى مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيت للضغط على جماعة الحوثي للخروج من مدينة زبيد التاريخية وتجنب المواجهات فيها للابقاء على معالمها التاريخية والاثرية

يقول صادق الغودري،أحد ساكني منطقة النفير بزبيد، في حديثه لـ”المشاهد”،”: منازلنا لاتتحمل القصف، وسور زبيد مهترىء، وغالبية الناس يعانون من فقر مدقع بسبب فقدانهم مصادر ارزقهم، وأصبح الناس هنا غير قادرين حتى على النزوح من المدينة.”

ويؤكد الناشط اسامة مجهصي احد النشطاء في زبيد بالقول ان جماعة الحوثي تتمترس ضمن ابرز معالم المدنية تاريخيا ولا يابون بحجم الضرر على المدينة فهم يسعون الى تشوية المدينة وطمس معالمها حيث يريدون تدمير تلك المعالم الاثرية والعلمية التي تكشف مخططاتهم السئية لتدمير التعليم والثقافة والادب.

 

ويوضح المجهصي ان التحالف وبرغم القصف على زبيد في اوقات سابقة الا انه لم يتم قصف أي موقع اثري او تاريخي في المدينة فلا زالت جمعي المعالم كما هي لكن الخوف من القادم من اصرار جماعة الحوثي على نقل المواجهات الى المعالم الاثرية والتاريخية وهو مايجب ان يتوقف عبر تدخل المنظمات الدولية ومنظمة اليونسيكو لان ذلك بمثابة طمس للهوية والتاريخ الاسلامي اليمني فزبيد لها خصوصياتها والجميع يعرف ذلك

أهمية استراتيجي وتاريخية

وتنبع أهمية مدينة زبيد كونها تقع في الطريق الرابط بين سهل تهامة غربا، امتدادا من عدن جنوبا ،حيث يستخدم الحوثيون زبيد لقطع طرق الإمداد في منطقة “الفازة” إضافة ألى اهميتها الاستراتيجية وألاثرية والتاريخية الاستثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني،وبالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر  ،حيث اتسمت بأهمية  كبيرة في العالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية الشهيرة،

وتشكل مدينة زبيد اهمية اثرية وتاريخية استثنائية فهي كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر الى القرن الخامس عشر الميلادى  ومثلت لها خصوصياتها العلمية والاسلامية شهرة عالمية بفضل جامعتها الاسلامية ولقبت بمدينة العلم والعلماء واصبحت تحتل مكانة مرموقة عالميا حيث اصبحت ضمن المدن الترثية المعترف بها عالميا

وللمدينة خمسة ابواب تاريخية آثرية وهي باب سهام في الشمال والشبارق في الشرق وباب القرتب في الجنوب وباب النخيل في الغرب وباب النصر في الجنوب الشرقي ، ونشاءت فيها اول مدرسة في اليمن وكان ذلك في اواخر حكم الدولة الايوبية في الفترة 1229- 1173 م .

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان

ويقول الباحث الزبيدي محمد بن محمد طه يوجد اكثر 86 مسجدا في زبيد ومدرسة علمية بكامل هيائتها ومرافقها وهي المدارس والمساجد التي شكلت مؤسسات زبيد التعليمة والعلمية عبر التاريخ الاسلامي وكانت مصدر تخريج العلماء والائمة الكبار الشعراء والادباء على امتداد الساحة اليمنية والعالم الاسلامي من خلال مؤلفاتهم ومصنفاتهم التي مثلت اساسا مرجعيا للفكر العربي والاسلامي

معالم اثرية خالدة

زبيد أقدم عاصمة لليمن تتحول الى تمركزات عسكرية والمخاوف تتزايد على آثارها التاريخية "تقرير خاص"
من زبيد القديمة

توجد في زبيد العديد من المعالم الاثرية الخالدة التي يعود تاريخها الى مئات السنين والتي اعطت المدنية شهرة كبيرة واسعة جعلتها محط اهتمام منظمة اليونسكو التي اصدرت قرارا باعتبار المدينة معلما حضاريا تاريخيا ضمن معالم التراث الانساني العالمي.

وفي مارس من العام 1998صنفت ضمن المدن التارخية العالمية ويحيط بالمدينة سور من الياجور شيد في القرن الثالث الهجري في عهد الامير سلامة ويوجد في زبيد اكثر من 200 معلم تاريخي واثري يتمثل في مساجد ومدارس ومنازل خاصة ومن اهم تلك المعالم جامع الاشاعر الذي يعتبر من العمائر الدينية المهمة في زبيد وتم تاسيسة في عام 10 هجرية وايضا السور والابواب الاثرية على مداخل المدينة والتي يعود تاريخا الى القرن الرابع الهجري اضافة الى المدارس الاسلامية التي كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية وتمثل المذاهب الاسلامية المختلفة.
ومن ضمن المعالم الاثرية في زبيد الدار الناصري الكبير الذي يعتبر اهم الماثر في زبيد وقصر شحار.

تحذيرات

ليس أهالي زبيد وحدهم من يخشون من تدمير مدينتهم ، فمنذ نحو شهرين و أصوات عدد من المسؤلين اليمنيين والاجانب تدعوا إلى تجنيب المدينة الخراب والدمار الناتج عن ويلات الحرب.
وفي هذا الصدد دعا وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية اليمنية “محمد عسكر”، الأمم المتحدة ومبعوثها لدى اليمن “مارتن غريفيث”، إلى إخراج جماعة الحوثي المسلحة من مدينة زبيد حفاظا على تراثها الإنساني القديم.

زبيد أقدم عاصمة لليمن تتحول الى تمركزات عسكرية والمخاوف تتزايد على آثارها التاريخية "تقرير خاص"
باب لمدينة زبيد القديمة من معالم المدينة التاريخية

9

وقال “عسكر” في تغريدة بصفحته على “تويتر”، إن مدينة العلم والعلماء “زبيد” مصنفه ضمن مدن التراث الانساني لدى اليونيسف، مشيرا إلى أن تمترس جماعة الحوثي بداخلها يعرض هذا المعلم التاريخي للأضرار،وطالب الأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين، من أجل أخراجهم من وسط المدينة، خصوصا وان الجيش الوطني وصل الى اسوارها، وذلك حفاظا على هذا الكنز التاريخي.

زبيد أقدم عاصمة لليمن تتحول الى تمركزات عسكرية والمخاوف تتزايد على آثارها التاريخية "تقرير خاص"

بدورها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ” من أن هذه المعارك تهدد معالم المدينة التاريخية. ودعت اللجنة في بيان الأطراف المتقاتلة إلى حماية معالم المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد في اليمن.”

وأكد ألكسندر فيت، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، “أن القانون الدولي الإنساني ينص بوضوح على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالعمليات العسكرية لتجنب الإضرار بمثل هذا الموقع الأثري والتاريخي البارز”

مقالات مشابهة