المشاهد نت

“البهرة ” يحاربون شجرة القات فى عيد الغصن

المشاهد-خاص:

سجال كبيرفي اليمن وخارجه ،احتضنته صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوعين الماضيين بين فريقين: أحدهم احتفل بعيد الغصن، والآخر بعيد البن ،وبين الفريقين ،ثمة فريق ثالث خارج صفحات العالم الافتراضي في محافظة صنعاء،قام بتنفيذ مبادرة فعلية على أرض الواقع استهدفت قلع أشجار القات واستبدالها بزرع البن واللوز،جاءت الفكرة استجابة لدعوات أطلقها سلطان البهرة الدكتورمفضل سيف الدين، مخاطبا اتباعه” عليكم بخلع شجره القات من حراز لكي يعم عليكم الامن والأمان ؛ ويعم عليكم رضاء الله ،لان عز وجل يقول (بلدة طيبه ورب غفور).”
دعوات سلطان البهرة،لاقت تفاعلا كبيرا من مختلف فئات المجتمع المحلي بمنطقة حراز صنعاء،رغم وجود أصوات معارضة تعتبر شجرة القات مصدر دخل رئيسي لهم ولذويهم،وفي أخر إحصائية “فقد تم قلع أكثر من ثمانية الف ومائة وستة وخمسون شجرة قات ،في مناطق وقرى( ال الخدر ، الجبل، بني مره ،الحطيب ،ًوعدة قر في حراز” بحسب يوسف اليمني،وهو أحد مالكي مزارع القات في حراز، ويقول يوسف لـ”المشاهد”،”تبقى مايقارب٤٠ الف شجرة قات ،من المتوقع أن يتم قلعها كاملآ ،اذا استمرت الحملة على ماهي بنفس الحماس والوتيرة والنشاط.”
ويضيف ” لقد قرر أبناء حراز الالتزام بتوجيه السلطان وبماجاء في المرقوم وهي (وثيقة قبلية) صيغت من قبل مشائخ وشخصيات اجتماعية في بعض القرى و تفيد بوجوب مقاطعة من يتعاطى القات أو يزرعه، وتكون مقاطعته في حزنه وفي فرحه”

أرباح بالبركة:
ويشير مكرم علي ،أحد من قام باقتلاع القات بـ منطقة حراز إلى “قيامهم بزراعة البن بديلا عن القات”؛ويقول في حديثه لـ”المشاهد”،” متوقعين أن نحصل على مردود مادي عندما نحصد زراعة البن بدلا عن القات،وهي البركة التي نأمل أن نحصل عليها،وحتى من ناحية أخرى فإن زراعة البن بدلا عن القات توفر المياه،فشجرة البن الواحدة يتم ريها من 20 إلى 30 لتراً من الماء ،فيما تحتاج شجرة القات لريها بأربعمائة لتر. ”
وليست المرة الأولى التي يبادر فيها أهالي منطقة حراز بقلع شجرة القات من أراضيهم،فسجلهم حافل بمثل هكذا مبادرات وأنشطة كان لها اثر كبير في المجتمع منذ العام 1998،حينها تم قلع أكثر من ثلاثمائة ألف شجرة قات،واستبدلوها بزراعة البن ،الذي نجحو أيضاً في تسويقه الى السوق العالمية.
وفي حديثه لـ”المشاهد “،لفت يوسف الخدري،أحد وجهاء طائفة البهرة إلى “ان البهرة الإسماعيلية الفاطمية تحب وطنها وتحب الخير له،ومن أجل ذلك رأت في القات كارثة بمعنى الكلمة على جميع المستويات ،فالقات من وجهة نظره ” يتسبب في حدوث أغلب المشاكل الاجتماعية ،ومن الناحية الاقتصادية تجد البعض لا يهتم في مشرب وماكل ومسكن وملبس وتعليم اولادة بسبب صرفياته الكبيرة في هذه الشجرة الخبيثة ”
ويقول الخدري” ومن أهم الاسباب التي دفعت أبناء طائفتنا الى الخروج بعدتهم وعتادهم من الفاس والمعول والمجرفه وغيرها من متطلبات القلع لاجتثاث شجرة القات من حراز ،تسبب القات بوقوع كارثة مائية،كون اليمن معروف عنه من أفقر البلدان في الثروة المائية والمياة الجوفية،حيث تجد الكثير من المزارعين يسارعو في عمل مضخات الماء والبمبات التي تستخرج المياة الجوفية ويصرفو كل تلك المياة في سقاية هذة الشجرة الخبيثة التي لا تكتفي بالقليل من الماء بل تحتاج الكثير ،أيضا بسبب الدخل العالي للقات ،يقوم المزارعين بإستبدال أي محصول أو أي شجرة أو فاكهه بهذه الشجرة طلبا للمال، مما ادى الى شح كبير في المنتجات الزراعية المختلفة والمتنوعة التي يمكن انتاجها وزراعتها في بلادنا”

إقرأ أيضاً  مصير العائدين من المعتقل
"البهرة " يحاربون شجرة القات فى عيد الغصن
مواطنون فى حراز ينظفون حقولهم من شجرة القات

تكافل وتعاون:
وبحسب يوسف الخدر “فان سلطان المهرة تكفل بمصاريف المواصلات والسكن والمأكل والمشرب لمن يعمل في اجتثاث شجره القات ،وكذالك قامت هيئه وجمعية خدمة المزارعين والتكافل الاجتماعي بالتكفل بجميع نفقات قلع القات وكذالك بجميع مصاريف زراعة الاشجار الأخرى كالبن وغيرها وكذلك تكفلت الجمعية بصرف المساعدات لجميع المزارعين .
الى ان يحصل المزارعين ثمرة اتعابهم من المحصول الجديد”
ويضيف الخدر القول ” ايضا تم تكليف عدد من المهندسين الزراعيين بعمل دراسات زراعية عن التربة والمناخ وعن ماهية الثمرات الخيرة التي ممكن أن تزرع في هذه المنطقة.”

إعجاب وتقدير:
وحضيت حملة قلع القات في منطقة حراز شمالي اليمن، بإعجاب وتقدير مختلف شرائح المجتمع اليمني كمايقول لـ”المشاهد”، حامد عبدالله الباحث الاكاديمي في كلية الزراعة جامعة صنعاء،ويضيف عبدالله “ستسهم هذه الخطوة الجبارة إلى تشجيع الا نتاج الزراعي للمحاصيل النقدية والغذائية التي تحتاجها اليمن في الوقت الراهن،كما سيتشجع المزارعين المتواجدين في مناطق أخرى للاقتداء بتجربة أبناء حراز.”

"البهرة " يحاربون شجرة القات فى عيد الغصن
مبادرة لإقتلاع اشجار القات فى منطقة حراز -صنعاء

وتشير الإحصاءات إلى أن حوإلى 13 مليون يمني بالغ ،من أصل 23 مليون نسمة، يتعاطون القات بصورة دائمة، مهدرين أكثر من 20 مليون ساعة عمل يومية.
وينفق اليمنيون سنوياً على القات، ما يقارب ملياري دولار. وكانت دراسات محلية، من بينها دراسة لمؤسسة “يمن بلا قات” قدّرت متوسط إنفاق الأسرة اليمنية الشهري على تعاطي القات بقرابة 12% من إجمالي دخلها المتوسط المقدر 100 دولار شهرياً، في حين لا يتجاوز الإنفاق على التعليم 1.74%، والحبوب ومشتقاتها 17.2%، والفواكه 2.9%، والخدمات الصحية 2.91%. بحسب أرقام وزارة الزراعة اليمنية الأخيرة، جاء محصول القات في صدارة المحاصيل النقدية من حيث متوسط المساحة المزروعة سنوياً إذ بلغت 153 ألف هكتار عام 2011 قبل أن ترتفع إلى 168 ألف هكتار عام 2012،وزادت مساحة القات خلال العقود الأربعة الماضية بنحو 21 مرة، ليرتفع عدد المحافظات التي يُزرع فيها القات إلى 18 محافظة من 21 محافظة يمنية،الا أنه لاتوجد اية إحصائيات رسمية أو غير رسمية عن القات والجوانب المتصلة به منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل نحو اربعة اعوام.

مقالات مشابهة