المشاهد-صفية مهدي-خاص:
يعاني الأربعيني محمد الحميضة من عدم توفر الأدوية في مركز غسيل الكلى التابع لهيئة مستشفى ذمار العام، الأمر الذي جعل المريض ينفق 100 ألف ريال لسد العجز الذي يعاني منه المركز كما يقول لـ”المشاهد” مضيفا “إذا وجُدت بعض الأدوية تنقص الأخرى، ونغسل 6 ساعات أسبوعياً، المقرر 12 ساعة، وإذا احتاج المريض لغسلة إسعافيه، قد لا يحصل عليها بسبب الزحمة وقلة الأدوية والمحاليل، بعض المرضى يموتون نتيجة لذلك”.
الحميضة الذي يعول أسرة مكونة من خمسة أولاد وبنات، أصيب بالفشل الكلوي نهاية العام 2015، ويخضع للعلاج في مركز الغسيل الوحيد في مدينة ذمار، غير أنه لا يجد الأدوية في المركز كغيره من المرضى الذين تقطعت بهم السبل في رحلة البحث عن الدواء.
وذكرت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في نداءً استغاثة أطلقته مطلع شهر يوليو الجاري أن أكثر من 2200 مريض من زارعي الكلى يحتاجون إلى العلاج اللازم لبقائهم على قيد الحياة، فيما يحتاج 7300 من مرضى الفشل الكلوي إلى غسيل دوري وفي وقت محدد، بإجمالي احتياج سنوي يبلغ أكثر من 700 ألف جلسة غسيل وأصبح العجز فيها يفوق الـ 50 بالمائة.
الحميضة الذي يشتكي إلى جانب الفشل الكلوي، من كتمة في الصدر ونقصاً في الدم والكالسيوم والحديد والسكر والفيتامينات، لا يخفي تردي الخدمات في المركز بسبب شح المحاليل والأدوية، والعناية في المستشفى تبدو وكأنها “سوق الملح” في صنعاء بسبب الفوضى فيه، ناهيك عن غياب النظافة، وعدم والاهتمام بالمرضى، إذ أن بعض العاملين ومنهم مسؤول القسم لا يتعاونون معهم كما يقول.
ويضيف “نغسل بغير بغير شاش أو محلول الصوديوم، وبقية الأدوية التي ترافق العملية، ولا يوجد حتى دبة أكسجين خاصة بقسم الغسيل.
ويقول مصدر في مركز غسيل الكلى في محافظة ذمار (رفض الكشف عن هويته) أن الأجهزة العاملة في المركز تقدر بـ 10 أجهزة فقط من بين 30 جهازاً يملكها المركز.
ويستقبل المركز 180 مريضاً، بالإضافة إلى المرضى غير المدرجة أسماؤهم في جدول المرضى والنازحين الذين يقومون بزيارات للمركز، وإذا أتى مريض يحتاج إلى غسلة إسعافيه، قد لا يحصل عليها بسبب الزحمة وقلة الأدوية والمحاليل”.
ويقول الحميضة أن أحد المرضى أتى وجسمه يعاني من انتشار الحبوب من كثرة الحك بسبب زيادة نسبة الفوسفات فيه، ولم يحصل على غسلة.
وأطلقت هيئة مستشفى ذمار العام الذي يقع فيه مركز غسيل الكلى العديد من المناشدات لإنقاذ حياة المرضى، والتي كان أخرها في 9 يوليو الجاري، إّذ أطلق الهيئة نداء استغاثة لدعم مركز الغسيل بالمحاليل والأدوية الخاصة بجلسات الغسيل، محددة أن المركز بحاجة لـ5 أنواع من الأدوية والمحاليل، وفي حالة عدم توفرها خلال 24 ساعة فإن المركز مهدد بالتوقف، بسبب نفاذ المواد الخاصة بالجلسات.
ويتوجه المريض المحتاج إلى غسلة إسعافيه أحد مشافي صنعاء لتلقي العلاج، وهذا يتطلب منه 50 ألف كنفقات مواصلات ومصاريف إقامة فيها بحسب الحميضة، داعيا المنظمات الدولية والجهات الحكومية المعنية النظر إلى هذه الشريحة بعين الرحمة والعطف وتوفير الأدوية والمحاليل.
