المشاهد نت

طائرات فى الرمق الأخير من الخدمة.. تذاكرها هى الاغلى عالميا

المشاهد-خاص:

على متن طائرات الخطوط الجوية اليمنية المتهالكة يخوض المسافر اليمني رحلة الموت أملاً في الوصول إلى نقطة النجاة بعد أن تقطعت به السبل على أرض الوطن.

وأصبح المواطن اليمني مجبراً على السفر عبر طائرات اليمنية التي انتهى عمرها الافتراضي كونها أضحت الناقل الوحيد للمسافرين من والى اليمن منذ ثلاث سنوات.

وتحتكر شركة الخطوط الجوية اليمنية الرحلات من وإلى اليمن منذ ثلاث سنوات بعد توقف جميع شركات الطيران عن تسيير رحلات إلى اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

وتزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى المسافرين من ارتفاع أسعار تذاكر طيران اليمنية ورداءة الخدمات، فضلاً عن عدم انتظام مواعيد الرحلات واضطرار الطائرات القليلة أكثر من مرة للعودة إلى مطار عدن بسبب الأعطال الفنية.

وتواجه الخطوط الجوية اليمنية اشكالات عدة واتهامات بالفساد بسبب تهالك طائراتها وعطب الكثير من أجهزة السلامة فيها وعدم صيانتها مادفع البعض الى اتهامها بالمتاجرة بآلام المرضى وبيع الموت للمسافرين.

وتعاني طائرات الخطوط الجوية اليمنية من تهالك واستفحال الخلل الفني بسبب عدم توفر الصيانة الدورية بل وانتهاء العمر الافتراضي لها وسط عدم تطوير الشركة ذاتها واستحداث طائرات أخرى لمواكبة الحاجة الماسة لتطوير الملاحة الجوية في اليمن.

وخرجت ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية من الخدمة منذ نهاية العام الماضي 2016، بسبب حاجتها للصيانة، حيث توقفت طائرة من طراز إرباص 310، وهي ما زالت في كراتشي الباكستانية منذ أكثر من عام، وتحتاج إلى تغيير محركها، أما الطائرة الثانية، من نوع إيرباص 320 معطلة في مطار أبوظبي منذ نحو عام وتدفع الخطوط اليمنية إيجار طائراتها المعطلة في مطاري كراتشي وأبوظبي، ما يقارب 150 ألف دولار شهرياً لكل طائرة.

ولا تملك الخطوط الجوية اليمنية سوى أربع طائرات فقط، خرجت اثنتين منهن من الخدمة، فيما الطائرتان المتبقيتان متهالكتان ولا تعملان إلا في الرمق الأخير فيما يقول خبراء طيران إنها لم تعد صالحة للطيران.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعجلات إحدى طائرات اليمنية وتبدو متهالكة وغير صالحة للهبوط، محذرين من كارثة في حال استمرار الطائرة في الهبوط بتلك العجلات، واعتبروا ذلك استهتارا بأرواح المسافرين.

وفي الثامن من يونيو 2017، نجا 180 راكباً من موت محقق جراء خلل أصاب أحد محركات طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية أثناء توجهها، من مدينة عدن جنوبي البلاد إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وبمعجزة إلهية، تمكن طاقم الطائرة من السيطرة عليها وإعادتها إلى مطار عدن الدولي، في هبوط اضطراري، بعد أن كانت تحلق فوق البحر الأحمر، وقد تجاوزت المجال الجوي اليمني، وذلك عندما تعرضت لعطل مفاجئ وخرج أحد محركيها عن الجاهزية تماماً.

إقرأ أيضاً   " مضغ القات" مع السكر أوساط اليمنيين

وعقب الحادثة التي أحدثت ضجة كبيرة، طالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة بإيقاف الشركة والتحقيق في فسادها الذي أدى إلى خروج طائراتها عن الخدمة بسبب حاجتها للصيانة، والبحث عن شركات طيران بديلة.

ومع تزايد الضغط الشعبي، أصدرت الحكومة اليمنية قراراً يقضي بتشكيل لجنة تحقيق في الخلل الفني الذي أصاب الطائرة المدنية التابعة للخطوط الجوية اليمنية على خلفية هبوطها الاضطراري بمطار عدن الدولي بعيد ساعة من إقلاعها الا أن اللجنة لم تنشر نتائج التحقيق.

ويوم الأربعاء الماضي، توفيت الرضيعة أماني داوود يحيى، داخل مقصورة الطائرة، باختناقها جرّاء نقص الأوكسجين وتوقف تكييف الطائرة التي بقت في مدرج مطار عدن، لأكثر من ساعتين قبل الإقلاع.

وأكدت مصادر صحفية بأن طاقم الطائرة عجز عن توفير أنبوبة أوكسجين للطفلة أماني، رغم أن والدها دفع مبلغ 150 دولار لتأمينه.

وذكرت أن والد الطفلة دخل في حالة هيستيرية بعد وفاة طفلته، في حين أصيبت أمها بغيبوبة، مؤكدة بأن أسرتها، وهي من محافظة الحديدة، قد قامت بجمع قيمة التذاكر وتكاليف علاجها في الخارج بصعوبة بالغة.

وأثارت الحادثة المأساوية موجة من السخط في مواقع التواصل الاجتماعي وسط دعوات لمحاسبة مسؤولي الشركة وتحميلهم مسؤولية سوء المعاملة والاستهتار بحياة الركاب.

وعقب يوم من الحادثة ناقش إجتماع لمجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة وزير النقل صالح أحمد الجبواني، أوضاع الشركة وأسطولها الجوي ومشكلاته الفنية.

وتطرق الإجتماع بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة الكابتن أحمد مسعود العلواني ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، الكابتن صالح بن نهيد وعدد من المسؤولين في الشركة والهيئة،إلى مناقشة الشكاوي التي تقدمها بالمواطنين مؤخراً بشأن نظام الحجوزات وآلية الحجز .

وشدد الجبواني على ضرورة إنضباط مواعيد الرحلات والحرص على سلامة المواطنين .. لافتاً إلى أنه سيتم محاسبة كل من يقصر في أداء عمله .

وفضلاً عن خدماتها السيئة وأعطال طائرتها المتكررة دخلت شركة اليمنية السوق السوداء، وأسهمت في زيادة معاناة المسافرين والعالقين في عدة دول بعد أن رفعت أسعار التذاكر لتصل الزيادة في أسعار التذاكر ما يقارب 100%.

وتعتبر تذاكر السفر على الخطوط اليمنية الأغلى عربياً، إذ ارتفع سعر التذكرة من مطار عدن إلى العاصمة الأردنية عمان من 103 آلاف ريال في 2015 إلى 250 ألف ريال منذ منتصف 2016.

وتؤكد كل تلك الشواهد والحوادث أن يد الاهمال تنخر في هذا المرفق الحيوي الذي يبات حتاج تدخلا جراحياً عاجلاً لانقاذ مايمكن انقاذه لأن تكرارها رغم اطلاق التصريحات الواعدة يعني أن المسكنات لم تعد مجدية ولابد من علاج ناجع.

مقالات مشابهة