المشاهد نت

مراكز إيواء النازحين في صنعاء…مباني غير مؤهلة، ومساعدات لا تكفي.

المشاهد-خاص:
حين وصلت رقية (24 عاما) إلى صنعاء نهاية يونيو /حزيران الماضي، هربا من الحرب لم تكن تعرف إلى أين تتجه، فهي لا تملك المال الذي يمكنها من استئجار منزل تأوي إليه مع أبناءها الستة. لحظات صعبة مرت بها قبل أن تتخذ القرار، وأسئلة كثيرة تردد بصمت في مخيلتها “إلى أين أذهب؟ وماذا سيكون مصيري؟ هل سافرت لأنجو أم فررت من الحرب إلى الموت”؟
وهربت رقية التي تعول أبنائها بعد وفاة زوجها قبل عامين، من الحرب بعد إنهيار منزلها المبني من الطين في حي الربصة شمال الحديدة جراء القصف الجوي من قبل طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وبعد رحلة أيام من البحث عن مأوى، وصلت إلى مدرسة أبو بكر الصديق بصنعاء، التي خصصت لإيواء مئات النازحين من الحديدة، وهو عدد كبير في مدرسة لا تقوى على إيواء الكثير من الباحثين عن السكن.
وتعيش رقية مع أبنائها على القليل من الطعام الذي تقدمه جمعيات خيرية بجهود ذاتية، لكنه لا يكفي كما تقول لـ”المشاهد”، فالمدرسة ممتلئة بالنازحين وتحتاج إلى الكثير من الدعم.
ويقول مسئول الطوارئ في أحد مركز الإيواء بصنعاء عمار مرشد، هناك الكثير من الجهات التي قامت بالتواصل معنا من أجل مساعدة المركز، لكن دون جدوى، مضيفا أن بعض المؤسسات الخيرية تسعى لإظهار دعمها الغذائي المتكامل للنازحين، ولكنها إعلانات إعلامية فقط.
ويتابع ” نحن وفرنا كل الاحتياجات من الصفر وهي مأمنه لعدة أيام، ونحن مستعدون أن نوفرها لمدة عامين أيضا في حالة عدم إعاقتنا من جهات مختلفة”
ويقدر عدد النازحين في خمسة مراكز إيواء بصنعاء حوالي 171 أسرة، أي قرابة 1200 شخص بحسب احصائيات أجراها بنك الطعام اليمني، بعد أن قام بإطلاق حملة غذائية تحت شعار “وجوه سمراء، قلوب بيضاء” بالشراكة مع نادي أبناء تهامة.
وسعت الحملة إلى توفير احتياجات النازحين حسب مواردها المتاحة، غير أن المستفيدين منها اعداد محدودة، فهماك خمس مراكز إيواء وفي كل مركز من 25 إلى30 أسرة فرد.
مراكز إيواء النازحين غير مؤهله للنوم، أو السكن، ولا سيما في ظل الاكتظاظ والازدحام الهائل، ودورة مياه محدودة لأعداد كبيرة من الناس، ما أدى إلى تفاقم الحالات المرضية وفق وصف النازحين في تلك المراكز، كما تفتقر مراكز الإيواء إلى المطابخ، والأدوية والفرش والبطانيات، في ظل تخاذل مخيف من قبل منظمات الإغاثة، ما دفع بالشباب المتعاونين مع النازحين إلى إنشاء مركز سادس في منطقة ذهبان شمال العاصمة صنعاء بجهود ذاتيه، وحاولوا توفير الأساسيات التي يحتاج إليها النازحين في تلك المراكز.
ويبقى العمل الجماعي والجهود الذاتية هو الحاضر للتخفيف على أبناء تهامة من أثر الحرب التي شردت الكثير منهم في محافظات يمنية عدة بحسب نازحين تحدثوا لـ”المشاهد”.
ويقول النازح الستيني أبو ماجد الذي ترك منزله في منطقة السور، وهي منطقة تمتد على الشريط الساحلي من جهة مطار الحديدة أن العيش في مراكز الإيواء صعبة جدا، مع عدم توفر دورات مياه لجميع النازحين في المركز الواحد، وعدم وجود بطانيات كافية، رغم الجهود المبذولة من قبل الشباب في توفير جزء مما يحتاجه النازحين، مضيفا لـ”المشاهد” أن النازحين بحاجة إلى الدعم الكافي بعد أن تركوا منازلهم المدمرة في مناطق المواجهات في الحديدة، وهربوا إلى هذا المجهول حسب قوله.
وفي وضع كهذا، وقع النازحون بين نارين، نار الحرب في مناطقهم، ونار النزوح في محافظات يمنية عدة، لم يجدوا فيها المأوى شبه الجيد، ولا وجدوا فيها الأمان، كما يقولون.

مقالات مشابهة