المشاهد نت

الحوثيون يتبنون هجوماً على سفينة حربية سعودية غداة مشاورات أممية

المشاهد-متابعات:

تبنت جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران اليوم الأربعاء 25 تموز-يوليو 2018 استهداف سفينة حربية سعودية في البحر الأحمر قبالة سواحل البحر الاحمر.

قالت قناة المسيرة التابعة للجماعة إن قواتها البحرية استهدفت البارجة السعودية “الدمام” قبالة سواحل البحر الأحمر، غير أنه لم يصدر على الفور أي تعليق من الجانب السعوي حول هجوم من هذا النوع.

يأتي هذا بعد يوم من اعلان حلفاء الحكومة تصديهم لهجوم بحري شنه الحوثيون بقارب مفخخ قرب ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الاحمر الذي تتخذه القوات الإماراتية وحلفاؤها قاعدة عسكرية، منذ استعادته من قبضة الجماعة المسلحة مطلع العام الماضي.

كما يأتي الهجوم بعد حوالي 40 يوما من هجوم صاروخي استهدف سفينة حربية إماراتية قبالة سواحل الحديدة محل النزاع الواسع التداعيات.

ومنذ انطلاق العمليات العسكرية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أواخر مارس/آذار 2015، تبنى الحوثيون أكثر من 17 هجوما بحريا ضد زوارق وسفن “معادية” في البحر الأحمر

وتقول الولايات المتحدة الامريكية، وحلفاؤها الخليجيون، إن الحوثيين نشروا بدعم من إيران صواريخ ومنظومة رادارات، وألغاما وقوارب مفخخة في الساحل الغربي اليمني، في تهديد للملاحة الدولية عند مضيق باب المندب الذي يمر عبره نحو 13 بالمائة من حجم التجارة العالمية

وهدد الحوثيون مرارا بتحويل البحر الاحمر إلى مسرح للمواجهات العسكرية، في رد على التصعيد الكبير لقوات التحالف باتجاه ميناء الحديدة التي تقول الحكومة اليمنية وحلفاؤها إن جماعة الحوثيين تستخدمه منفذا لتهريب السلاح.

يأتي هذا التصعيد العسكري الكبير، تزامنا مع عودة مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيثس الى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الحوثيين وحلفائهم ضمن جولة مشاورات شاقة لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع اليمني حول خطة أممية لتفادي معركة الحديدة واستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ عامين.

وكان وسيط الأمم المتحدة استهل جولته الجديدة في المنطقة مطلع الاسبوع من العاصمة السعودية الرياض بلقاء مع رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر الذي سلمه رد حكومته حول المقترحات الأممية لحل أزمة الحديدة.

كما أجرى لقاءات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ودبلوماسيين خليجين وغربيين، طلبا لدعم خطته الرامية لتحييد موانئ الحديدة، وتشجيع الطراف اليمنية المتحاربة على الانخراط في جولة مفاوضات جديدة كانت الأمم المتحدة تأمل في انعقادها نهاية الشهر الجاري.

ورغم التفاؤل الذي أبداه وسيط الأمم المتحدة مرارا حيال مفاوضاته مع أطراف النزاع اليمني، الا أن التباين مايزال واضحا حول الأزمة الطارئة في الحديدة.

ويشترط الحوثيون ادارة مشتركة لميناء الحديدة مع الأمم المتحدة، بينما تتمسك الحكومة المعترف بها وحلفاؤها بانسحاب الجماعة الكامل وغير المشروط من مدينة وميناء الحديدة، فضلا عن مينائي الصليف ورأس عيسى المجاورين، وتسليمها الى قوات أمنية تابعة للحكومة المعترف بها دوليا.

إقرأ أيضاً  مسؤول في مصلحة الهجرة يؤكد طباعة كمية كبيرة من الجوازات

وتعارض الأمم المتحدة ومجتمع العمل الانساني نقل الأعمال القتالية الى مدينة الحديدة وموانئها التي تتدفق عبرها 80 بالمائة من المساعدات والسلع الاساسية، خشية تعريض 8 ملايين يمني يحصلون على مساعدات منتظمة لخطر المجاعة.

وتأمل المنظمة الدولية في إقناع الاطراف المتحاربة الموافقة على تحييد ميناء الحديدة عن الصراع، بموجب خطة أممية تضمن استغلال إيراداته لتمويل دفع رواتب الموظفين، وتحسين قدرات المرفأ الاقتصادي الهام في استقبال سفن الإغاثة الانسانية والشحنات التجارية.

وبالتوازي مع مهمة المبعوث الدولي يواصل وسطاء من الولايات المتحدة وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، اتصالات مكثفة لدفع الاطراف المتحاربة الى الموافقة على وقف لإطلاق النار والمشاركة في جولة مفاوضات جديدة من أجل وضع حد للنزاع الدامي الذي خلف واحدة من اسوء الأزمات الانسانية في العالم.

يأتي هذا الحراك الأممي والدولي تزامنا مع استئناف تصعيد عسكري كبير للعمليات القتالية، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الساعات الماضية ، ومن بين القتلى 5 جنود سعوديين سقطوا بمعارك عنيفة عند الحدود الجنوبية مع اليمن، حسبما افادت مصادر اعلامية متطابقة.

وتركزت أعنف المواجهات خلال الساعات الاخيرة عند الساحل الغربي على البحر الاحمر والشريط الحدودي مع السعودية وجبهات القتال الداخلية في تعز ولحج ومأرب والجوف والبيضاء.

ويواصل حلفاء الحكومة منذ اسابيع حملة عسكرية كبيرة بمشاركة مقاتلات حربية ومروحيات اباتشي لتأمين خطوط امدادهم نحو مدينة الحديدة، استعدادا لهجوم جديد نحو المدينة الاستراتيجية وموانئها الحيوية على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

وكانت قوات يمنية، وسودانية مشتركة بقيادة الامارات أطلقت الشهر الماضي عملية عسكرية كبيرة عند الساحل الغربي على البحر الاحمر، قادت لتقدم تلك القوات الى محيط مدينة الحديدة، لكن هذه الحملة عادت الى التباطؤ مع تصاعد هجمات الحوثيين المضادة، وتحذيرات الامم المتحدة من تداعيات انسانية للهجوم على المدينة وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية.

كما استمرت المعارك على ضراوتها عند الشريط الحدودي مع السعودية باتجاه معاقل الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة، حيث تقود الرياض حملة عسكرية بمشاركة قوات يمنية وسودانية لتأمين حدودها الجنوبية مع اليمن.

ودرات خلال الساعات الاخيرة معارك كر وفر وقصف مدفعي وصاروخي متبادل على جبهات القتال الداخلية في تعز ولحج ومارب والجوف والبيضاء ومحيط العاصمة صنعاء.

مقالات مشابهة