المشاهد نت

جماعة الحوثي ترضخ لمطالب امرأة هددت بإحراق نفسها “تفاصيل القصة”

المشاهد-خاص:

لم تتوقف “أم عمر الريامي” عن السؤال عن مصير جثمان ابنها الذي توفي في سجون الحوثيين بالعاصمة صنعاء قبل نحو أسبوعين، فمنذ ذلك اليوم وهي تسعى جاهدة لرؤية جثمانه والتأكد من وفاته ووداعه، بعد أن حرمت منه وهو في عز شبابه.

بداية القصة المؤلمة كانت قبل نحو شهر عندما تلقت أم عمر اتصالاً من جهاز الأمن القومي سألوها خلاله عن اسم الدواء الذي يستخدمه ابنها المعتقل لديهم منذ أكثر من عام وبعدها بأيام تم ابلاغ الاسرة بوفاته ثم نفي الخبر لاحقاً لتصاب الأم بحالة هيستيرية.

وبفوآد محترق وقلب يقطر دماً توجهت الأم من منزلها في رداع بمحافظة البيضاء الى العاصمة صنعاء لمعرفة مصير ابنها ومدى صحة وفاته في المعتقل وعند وصولها الى سجن الأمن القومي نفى مشرف الحوثيين خبر وفاة عمر فطلبت رؤيته أو الاتصال به فقوبلت جميع طلباتها بالرفض.

وبعد أن تقطعت بها السبل وبلغ منها اليأس مبلغه، صرخت بكل صوتها مهددة باحراق نفسها إن لم يسمح لها برؤية نجلها المخفي قسرياً سواء كان حياً أم ميتاً وبعد وساطات وخوفاً من تنفيذ تهديدها سمح الحوثيين لأحد أقاربه برؤيته في ثلاجة المستشفى الذي نقل اليه عقب وفاته.. بحسب ما أفاد المحامي عبدالرحمن برمان.

لم تنتهي القصة هنا بل بدأ فصلٌ جديد من المعاناة حيث لم يسمح لأسرة عمر باستلام جثمانه رغم مرور أسبوعين على حادثة وفاته ورغم رضوخ الأسرة لكافة الشروط التي اشترطها الحوثيون ودفعها كافة المبالغ التي طلبوها اضافة الى التعهد بدفنه في صنعاء في جنازة يحضرها الاقارب على أن يتم نقله من المستشفى الى المقبرة وعدم الحديث مع المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام وفي نهاية الأمر أخبروهم أنه لم يتبق الا توجيه من القيادة العليا للجماعة بتسليم الجثمان.

لم يرحم الحوثيون دموع أم عمر التي تصارع الالم والمرض بعد اصابتها بالسكر وضعف البصر قهراً بعد اعتقال ابنها الشاب قبل أكثر من عام لتتجرع الحزن والقهر كما الآلاف من أمهات المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون جماعة الحوثي.

إقرأ أيضاً  سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

ورغم ألم الفقد وأنين الوجع الا أن أم عمر سطرت بشجاعتها ووقوفها في وجه الصلف الحوثي ملحمة صمود اسطورية سيدونها التاريخ، وستكون مصدر إلهام لأمهات المختطفين اللواتي سطّرن بصمودهن أروع الدروس والعبر ليشكلن بإرادتهم وصمة عار على جبين جماعة الحوثي ونيشان عز على صدور أحرار اليمن.

وبعد اسبوع من الاعلان عن وفاة المعتقل عمر الريامي، داخل جهاز الامن القومي، الخاضع لسيطرة الحوثيين بصنعاء توفي الشاب عدنان محمد مجهصي، تحت التعذيب في سجن الأمن المركزي بصنعاء بعد أقل من شهرين على نقله اليه مع مختطفين آخرين من السجن المركزي في الحديدة.

ومع كل يوم تزداد قافلة المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون الحوثيين، ويتفاقم الوجع في قلوب أسرهم وذويهم، وفي إحصائية حديثة قالت وزارة حقوق الانسان بأن أكثر من 18 ألف شخص يرتعون خلف القضبان في سجون الحوثيين منهم 125 شخصاً توفوا تحت التعذيب.

ويعد ملف المعتقلين والمختطفين قسرياً في السجون الحوثية، سواء السرية أو العلنية منها من أهم الملفات التي تعكس حجم الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق المدنيين حيث بلغ عدد هذه السجون أكثر من 208 سجن سري ومعتقل خارج نطاق القانون بحسب تقرير صادر عن منظمة سام للحقوق والحريات.

وتتعدد وسائل التعذيب للمعتقلين في سجون الحوثيين، ولكنها جميعاً تؤدي إلى وفاة المعتقلين وإصابتهم بتشوهات وعاهات دائمة كفقدان البصر والسمع والجنون أو حتى الشلل كما حصل للناشط جمال المعمري الذي خرج من أقبية الحوثيين، في ابريل الماضي مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، بعد فترة اعتقال قاربت ثلاث سنوات.

مقالات مشابهة