المشاهد نت

المؤسسة الثقافية الأبرز فى اليمن لم تعد لدورها التتوير بعد

المشاهد-خاص:

مطلع العام 2016، كانت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز على موعد مع حريق هائل شب فيها، وأدى إلى إتلاف جزء كبير منها، فضلا عن تعرضها للسرقة.

ظلت تلك المؤسسة إلى قبل الحرب بأشهر قليلة، تقوم بدورها التنويري داخل تعز، وكانت الصرح الثقافي الأبرز فيها، وقبلة للباحثين وطلاب الجامعات والمثقفين.

تأسست مؤسسة السعيد عام 1996، وأصبحت أبرز صرح ثقافي بتعز، وهي تحتوي على قسم المسكوكات والمخطوطات النادرة، فضلا عن قيامها بإصدار مجموعة من الكتب لأدباء وباحثين من عموم أرجاء البلاد.

تعنى مؤسسة السعيد بتشجيع اليمنيين على البحث العلمي وإقامة المسابقات، وتنشيط الحركة الثقافية بإقامة المعارض المختلفة وفعاليات عديدة بالمنتدى، والمساهمة بترسيخ المفاهيم الثقافية في البلاد.

حتى ليس هناك كما يبدو  جهود لإعادة هذة المؤسسة التي كانت شعلة للتنوير داخل تعز، المحافظة التي عُرفت باهتمامها بالعلم والعلماء منذ وقت مبكر.

واقع فرضته الحرب

طوال فترة الحرب تعرضت مختلف المؤسسات وبعض المعالم الأثرية للتخريب، وفي سياق متصل يعتقد ريان الشيباني وهو أحد مثقفي تعز، أن الدمار الذي لحق بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة لا يمكن فصله عما يجري في البلد ككل.

وبيَّن لـ”المشاهد” المؤسسة كانت محروسة برأس مال خاص، لا يستطيع القيام بأي مفاوضات لحمايتها طالما وأن جهة سياسية اعتبارية مثل الدولة قد تخلت عن هذا الدور، ومن هذا المنطلق يأتي استفراد الجماعات المسلحة بها، وقد تتخذها غنيمة في أي مقايضات لإعادة الدولة ومؤسسات القطاع الخاص إلى المدينة المنكوبة.

واستدرك “لهذا يبدو الحديث عن مؤسسة بعينها بمعزل عن الدعوة لعودة كافة المؤسسات التي أتت عليها الحرب، يعتبر شيء بلا معنى، على الأقل على المدى القريب”.

وأكد الشيباني أنه لا يمكن الحديث عن ثقافة في ظل انهيار التراتبات الحياتية للناس، مضيفا “مع ذلك من المؤسف أن تقع المؤسسات التي شكلت رمزية تعز تحت سطوة النهب والتدمير، ومن ذلك المتحف الوطني، صحيفة الجمهورية، ومؤسسة السعيد”.

حاجة تعز للنهوض

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان

ومع اندلاع الحرب بتعز في مارس 2015، غابت الفعاليات الثقافية عن المدينة، وأصبح صوت البندقية والمدفعية هو المسموع.

وفي هذا الصعيد يقول الكاتب عمار زعبل “لم تخسر تعز صرحها الثقافي مؤسسة السعيد فقط، بل خسرت مثقفيها، الذين تنكروا لها في زمن الحرب”.

واستطرد في تصريحه لـ”المشاهد” تعز هي التي تصنع ثقافتها في أي مكان في شوارعها، وحواريها ومبانيها وأزقتها، وحتى جبالها وسواحلها، لافتا إلى أن ذلك التوجه هو ثقافة متجذرة لدى الصغار والكبار بأن تعز دون ثقافة ناقصة المعنى والمبنى.

“نحتاج اليوم أن تعود الفعاليات الأدبية والثقافية والمهرجانات التي تدعي للسلام والمدنية، نريد مسرحاً مفتوحا، وفناً ينهض بالإنسان ويعيده للواقع الذي لا بد أن يكون مترعاً بالحب لا الحرب”، بحسب زعبل.

ورأى أن مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم هي معلم لا بد أن نعيد له اعتباره بإعادة كل ما نهب منه، وأن يعاد ترميمه وتسليمه لإدارته، ليبدأ بمزاولة نشاطه مواكبة لإعادة تطبيع الحياة في المدينة، مشيرا إلى انتظار الجميع أن تعود المدينة لريادتها الثقافية.

وقد فقدت عشرات المخطوطات القديمة التى كاتت في المؤسسة بالاضافة الى ارشيف اعلامي هاثل لمختلف المجلات والصحف والدورات اليمنية والعربية من الستينات تم احراقه بالكامل .

كما كانت المؤسسة فيها مكتبة تضم عشرات الآلاف من الكتب بالاضافة الى مايزيد عن مليون كتاب الالكترونى ضمن المكتبة الالكترونية التى كانت توفر المطالعة من قبل الباحثين والمثقفين .

تم تدمير المؤسسة بشكل كامل قاعات فخمة ومسرح للطفل وكذلك مكتبة للطفل وقاعات مجهزة باحداث اجهزة الكمبيوتر كل هذة وغير تم تدميره حسب ماتقل من قبل عاملين فى المؤسسة فى حديثهم “للمشاهد” واصبحت المؤسسة خراب ومبنى فارغ الا من المسلحين الذين يسيطرون عليها.

يذكر ان الخطوة التى قامت بها اللجنة الامنية لإستلام المرافق الحكومية والاهلية من الجيش والجماعات المسلحة قبل شهر لم يكن من ضمنها مؤسسة السعيد حيث مازالت تحت سيطرة مسلحين حتى الان .

مقالات مشابهة