المشاهد نت

تعز .. الفن يُحييها وهي رميم

المشاهد–-آية خالد.-خاص:
تحاول الممثلة المسرحية رندا الحمادي رسم البسمة على وجوه أبناء مدينة تعز، من خلال ما تقدمه من عروض مسرحية، تهدف إلى المساهمة في تطبيع الحياة في المدينة التي عانى سكانها من الحرب وما زالوا، كون المسرح هو المنبر الأوسع للتعبير عن مشكلاتهم، ومصدر سعادتهم في هذا الوضع الذي تعيشه المدينة كما تقول لـ”المشاهد”، مضيفة أن للمسرح دور كبير في إخراج الناس من دائرة الإحباط والهموم، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، رغم كل الظروف.

تعز .. الفن يُحييها وهي رميم
من العروض الفنية فى تعز فى ظل الحصار ةالحرب

وشهدت تعز انتعاشه كبيرة في مختلف الفنون، ولا سيما المسرح، الذي جسد واقع المدينة، بعد أن أفتقده الناس طيلة فترة الحرب، حيث كان للمواهب دور كبير أيضًا في إعادة الحياة لمسارح المدينة التي أرهقتها الحرب، ودمر فيها مسلحو جماعة الحوثي كل شيء جميل، وأثبتوا للجميع أن الحالمة مدينة الفن والثقافة والقلم، وهذه الحرب القاسية فقط من أجبرتهم على حمل السلاح.
ويقول مدير مكتب الثقافة في المحافظة عبد الخالق سيف لـ”المشاهد”:” نسعى جاهدين لإعادة الحياة والفن وتطبيع ملامح الثقافة، التي حاول الكثيرين طمسها، ودورنا كمكتب الثقافة في تعز هو تبني المواهب، وتشجيعها وإظهارها للناس بشكل مميز، وبلون تعزي مختلف، يجسد مدينة الثقافة والتراث الفريد الذي تمتلكه مدينة الحياة”، مضيفا أن مكتب الثقافة يحاول تقديم عدد من العروض المسرحية التي تُعيد البهجة، ويقيم عدد من الفعاليات التي تخرج الناس من أجواء الحرب.
المخرج المسرحي حسام علوان يقول لـ”المشاهد”: “لا نملك عصا موسى، ولا حتى فانوس علي بابا، فقط ما نملكه عزيمة حب الحياة الذي نستمده من سحر تعز، فسحرها ليس كأي سحر، هو أقوى وأعمق سحر على الإطلاق، ولا يسمح لنا أن ننطفئ، ولا يدعنا نموت، ونحن أحياء، ولا يتركنا نعيش بنصف حياة، ولا يؤيدنا أن نعيش كالأشباح هائمين فوق حطام السنين”، والذي تابع “لا أنكر أن ما مررنا به، وما نمر به، مازال يدكنا دكا، لكن تعز تتطلع إلينا مستنجدة، كعيون طفل، ألا نتركها لمصيرها المجهول”.
ويضيف علوان أن هناك فعاليات وأنشطة عديدة تبعث بالحياة وتثبت للجميع أن تعز باقية ببقاء أبنائها الصامدون، الذين لا يلتفتون لما هدم، بل يتطلعون إلى سواعدهم وأحلامهم القوية، وكيف ستُبني من جديد؟ فلا يوجد شيء مستحيل، فهم عصا موسى وفانوس علي بابا.
ويحاول الفنانون إيصال أفكارهم الهادفة بطريقتهم للآخرين، فالفن جمال ولأنه كذلك تجده دائمًا يرسم البسمة على شفاه الناس، ويغير حياتهم للأفضل، وهو قوة، ولذلك هو صوت المجتمعات الذي تهتز له الأرض، وقبل كل هذا الفنان الذي أبدع بأسلوبه، فوصل للناس وعبر عنهم كما يقول الفنان بدر قحطان لـ”المشاهد”.
من جانبه يقول سلطان نعمان معد ومقدم برامج في فريق “عالمي للإنتاج”، يؤكد أنّ دور عالمي في الوضع الحالي هو خلق إعلام إيجابي، يحمل قضايا نهضوية فكرية، مشيرا إلى أنهم اتجهوا مؤخرا إلى إنتاج فيديوهات “كليب” للقنوات التلفزيونية، مما نهض بعالمي بشكل إيجابي وأثرى الفريق الذي يمتلك كادر متنوع من “الكاركتر والمنشد والملحن والديكور والكاتب والمخرج”.
وتأسس عالمي في سنوات الحرب والحصار على المدينة، إذ كان عالمي السباق في إنتاج عدد من الأعمال الفنية بتلك الظروف القاسية جدًا.
وكانت أخر أنشطة عالمي بحسب نعمان، “إحياء مناسبات خاصة، كالتواشيح الرمضانية التي نفذناها مع عدد من الجهات في رمضان، وقبل فترة أقمنا فعالية مهمة، منها معرض كركتير دولي حيث أن عضو الاتحاد العالمي للكركتير، هو عضو في عالمي للإنتاج، وكان للفعالية التي تضمنت معرض للكتاب صدى كبير على المستوى المحلي والدولي، إذ مثلت رسالة قوية أن تعز مدينة الثقافة رغم الدمار” كما يقول.
ولم يقتصر تطبيع الحياة في تعز على المسرح والفن عموما، بل شكلت الأنشطة الرياضية التي نظمها مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة رافعا قويا لهذا التطبيع بحسب تأكيد مديرها أيمن المخلافي لـ”المشاهد”، والذي أوضح بالقول:” نحن في مكتب الشباب والرياضة عملنا على إعادة تطبيع الحياة في المحافظة منذ اللحظات الاولى، خصوصًا في المنطقة الشرقية بعد أن استعاد الجيش الوطني مؤسسات الدولة هناك، حيث قمنا بعمل برنامج متكامل في ميدان الشهداء من خلال إقامة مباريات رسمية بين أندية المحافظة”، مضيفا أنهم نفذوا العديد من البرامج كالمارثون الشبابي الذي شارك فيه 200 شاب، وبرامج في مختلف الألعاب الرياضية في رمضان الفائت.

إقرأ أيضاً  خطورة المخدرات في «لقمة حلال»

 

مقالات مشابهة