المشاهد نت

جنيف3 بعيون الشارع اليمني: انتصروا للسلام، بعد أربعة أعوام من الحرب

المشاهد-معاذ الحيدري -خاص:
بعد جمود لأكثر من عامين عاودت الأمم المتحدة تكثيف جهودها الدبلوماسية، للدفع بالعملية السياسية في اليمن إلى مستوى يمكن الأطراف المتحاربة من تجاوز تصلب المواقف إلى العمل على إعادة الثقة، ما يعني استئناف المفاوضات السياسية.
وبحسب مراقبين سياسيين فإن استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن أعاد طرح الخيار السياسي كحل واقعي لإنهاء الحرب، إلا أن عملية بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، وتحريك العملية السياسية، يصطدم بعوامل محلية وإقليمية تقوض فرص السلام. 6
وبعد جولات سياسية قام بها المبعوث الأممي مارتن جريفيث منذ تم تعيينه شملت عواصم عربية وأوربية، أعلن المبعوث الأممي الأسبوع الماضي عن موعد استئناف المفاوضات، في الـ 6 من سبتمبر بجنيف.
وبهذا الإعلان يعيش الشارع اليمني حالة من الترقب الشديد إزاءه، علهم يسمعون خبر إيقاف الحرب في اليمن الذي ينتظروه بفارغ من الصبر، لكن التوقعات التي يعيشها الوسط السياسي، ربما هي نفسها يعيشها الشارع اليمني، إذ يرى البعض أن إعلان موعد المفاوضات وسط انقسام وتراشق بين الأطراف المتحاربة قد لا تدفع بهذا الحوار الى الواجهة بشكل جدي، وأن مسالة التلاعب بالوقت والأوراق السياسية وأوراق الميدان ما تزال بمثابة عراقيل أمام أي حوار قادم. “المشاهد” وهو يستطلع رأي الشارع اليمني عن استئناف المفاوضات وعن مدى تفاؤلهم بها هذه المرة؟، بعد فشلها في أربع جولات سابقة.
هذه المرة لا تغيب عن ذهن المواطن البسيط الفكرة التي تقول إن قرار الانخراط في المسار السياسي، ليس قرارا يمنيا بقدر ما هو قرار إقليمي ودولي، ولو توفرت الإرادة لدى المجتمع الدولي في إيقاف الحرب فإنها ستتوقف، مالم فأن اليمن سيظل في دوامة مستمرة.

التشاؤم يهيمن على الشارع اليمني
ويهيمن التشاؤم على الشارع اليمني من نجاح مشاورات جنيف3 بعد تعذر نجاحها خلال الجولات الماضية التي تمت في كل من جنيف والكويت، رغم الضغوط الدولية التي مارستها الأمم المتحدة على طرفي المحادثات للوصول إلى حل يفضي لإنهاء الحرب التي مزقت البلاد ونشرت الدمار والدماء في كل مدينة.
وعلى الرغم من الأمل الذي تحاول الأمم المتحدة أن تروج له في وقف دائم وشامل لإطلاق النار، واستئناف العملية السياسية المتوقفة، فإن كثيًرا من اليمنيين يعتقدون أن الحوثيين لن يلتزموا بأي اتفاق ولن يخضعوا لأي قرارات يجري الاتفاق عليها.
ويجمع عدد من المواطنين الذين استطلع “المشاهد” أراءهم على أن المحادثات ستكون كسابقاتها ولن تقدم شيئا لليمن.
ويقول عمر الفارعي مواطن من محافظة اب لـ”المشاهد”: “المحادثات ستفشل كسابقاتها ولن يحصل أي تقدم، لأن المفاوضات تجري منذ 2015 ابتداء بجنيف وليس انتهاء بالكويت، ومن ثم العودة لجنيف، فما هي النقاط التي اتفقوا عليها وماهي النقاط المختلف عليها، لا شيء واضح نستطيع أن نقول إن المتحاربين هذه المرة جاديين في ترك الحرب والذهاب نحو السلام”.
ويضيف الفارعي: “4 سنوات من الحوارات والنقاشات الفارغة التي لا نرى من نتائجها إلا رحلات طيران المتحاورين والصور التذكارية”، متسائلا: “من أين سيبعث التفاؤل، ولا يوجد أي طرف ينوي الخروج بحل يوقف شلال الدم اليمني، ويمنع من وقوع هذا الشعب في الهاوية أكثر مما يعيشه”؟
ويجيب على تساؤله بالقول:” لو المتحاورين وفرو بدلات سفرهم ومصاريف تكاليف حواراتهم الفارغة لصالح أي قطاع وظيفي في البلاد لكانت النتائج مجدية”.

خيبة أمل بالسياسيين
المواطن مجاهد أحمد غيلان من تعز التي تعاني من الحرب والحصار منذ أربع سنوات، يوافقه الرأي، مستدركا القول لـ “المشاهد”: “بصراحة لم نعد نعول على السياسيين اليمنين، كونهم اثبتوا أنهم تجار حروب ومجرد عصابات لا يهمهم المواطن بقدر ما تهمهم مصالحهم، من أدخلنا في حرب وصلت عامها الرابع بالتأكيد لا يريد إيقافها، ولا حتى يحلم مجرد حلم بذلك”.
ويضيف: “السياسيين هم مجرد اشخاص بدون قرار، والقرار هو بيد الدول العظمى والدول الإقليمية المشاركة في الحرب بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، ومن عاد له ضميره وقرر الالتفات لمعاناة الشعب، لن يستطيع لأنه أصبح عصا بيد الخارج يملون عليه ما يريدون، ونحن كشعب بسيط فقدنا الثقة بكل شيء، لكن الله وحده القادر على رفع معاناتنا وإنهاء الحرب”.
ويرى محمد مانو مواطن من الحديدة، أن قضية إطلاق المعتقلين والأسرى، والالتزام بوقف إطلاق النار، وإيقاف الاعتداءات على المدنيين في تعز، والحديدة، وفك الحصار عن تعز، وعن الحديدة أيضا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، لكن الأطراف المتحاربة لم تقدم أي شيء في إطارها حتى نستطيع أن نبني أمل، ونستطيع القول أن هناك ما يثبت جدية في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تم الإعلان عنها.
ويلفت إلى أن بعد المفاوضات العبثية السابقة، بعض الأطراف ما زالوا عند النقطة التي بدأوا منها، ولا يريدون أن يقدموا شيئا يوحي بجديتهم، بل هم عازمون على استخدام المفاوضات رافعة لتحقيق أهداف معينة”.
ويضيف في حديثه لـ “المشاهد”: “يقال المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لكن واقع الحال يقول إننا لدغنا من نفس الجحر ألف مرة، وكأننا استمرأنا الأمر وتعايشنا معه، وعلى استعداد لقبول المزيد”.
ويشير مراد أحمد، إلى أن الشارع اليمني ينظر إلى مفاوضات جنيف المرتقبة، بأنها حبل النجاة للخروج من هذا النفق المظلم الذي تعيشه البلاد منذ سبتمبر 2014، ولكن السياسيين ينظرون لها من زاوية تجارية، تكون أصحابها خلال فترة الحرب.
وبتابع مراد حديثه لـ “المشاهد”: “الحرب الدائرة منذ أربعة أعوام أثبتت أن هناك تجار حروب ومنتفعين من هذه الحرب، لا يهمهم أمر الوطن ولا حقن الدم اليمني، وما يهمهم هو تحقيق المكاسب والثراء على حساب هذا الوطن، فلا مشكلة لديهم في أن يطول أمد الحرب والصراع، بل إن ذلك هو ما يعمل عليه، فاستمرار الحرب هو ما سيضمن له تحقيق تلك المكاسب. وهؤلاء هم الذين يخشى منهم على هذه المباحثات، حيث أن بقاء حيث أن بقاء الجبهات مشتعلة هنا وهناك خصوصا بعد إعلان موعد المفاوضات من قبل المبعوث الاممي الأسبوع الماضي، تدل على أن تجار الحرب سيستمرون في إشعال النيران ووضع العراقيل والعقبات للحيلولة دون التوصل إلى حل يضمن توقف الحرب”.

إقرأ أيضاً  استمرار تراجع مؤشر التنمية البشرية في اليمن

أمنيات محفوفة بالمخاطر
ويعتقد عدنان محمد، مواطن من عدن أن “مقومات الأمل بنجاح مشاورات جنيف هذه المرة، أقوى من الفشل، لأن الجميع سيذهب محملا بثقل الحرب وأوجاعها، ويحاول الحوثيون من خلالها البحث عن طوق نجاة خصوصا بعد أن انكسرت شوكتهم في الساحل الغربي عسكريا وفي حديثه لـ “المشاهد” يوجه محمد أحمد الشرفي، مواطن من حجة، رسالته إلى المتفاوضين وأطراف الصراع، قائلا لهم: “نقول لكم إنكم مهما سعيتم لمكاسب لا تصب في مصلحة الشعب اليمني، فإنكم لن تجنوا منها شيئا، بل إنها ستكون وبالا عليكم. لذا عليكم أن تنتصروا للسلام، أن تنتصروا للوطن، وأن تنتصروا لإنسان هذه الأرض الذي عانى ويعاني، للمواطن اليمني الذي قتل وشرد ودمر بيته وفقد مصدر رزقه وغدا نازحا فقيرا تائها. انتصروا لليمن بالسلام وليس بشيء آخر، فالحرب لن تجر إلا لمزيد من القتل والدم والدمار وإهلاك الحرث والنسل”.

مقالات مشابهة