المشاهد نت

قلعة القاهرة بتعز تصدح: آنستنا يا عيد..

 

المشاهد– آيـــة خالد-خاص:
نورية الشيباني (23 سنة) – درست دبلوم محاسبة– منذ 4 سنوات لم تخرج خارج المنزل إلا للمستشفى. نورية معاقة حركيًا، وتعاني قليلًا من إعاقة ذهنية، وكذلك أختاها (سميرة ونهى)، لكن إعاقتهن لم تمنعهن من التمتع بأجواء عودة الحياة للمدينة، والاحتفال بافتتاح قلعة القاهرة، وكل يوم أول الحاضرات لمسرح القلعة الذي استمر لمدة 5 أيام، ابتهاجًا كغيرهن من أبناء تعز ، بعودة الصرح التاريخي الذي حرموا منه من 4 سنوات.

قلعة القاهرة بتعز تصدح: آنستنا يا عيد..
فعالية فنية فى قلعة القاهرة- خاص المشاهد

بشغف وملامح فرحة عيدية، تتحدث نورية: “4 سنوات لم نحضر أي فعالية في تعز ، حتى أهالينا يخافون علينا من الخروج بسبب وضعنا الصحي، خاصة مع الأحداث الأخيرة والاشتباكات المتكررة وسط المدينة، لكن حين وصلنا خبر افتتاح قلعة القاهرة، شعرنا بلذة العيد، قررنا جميعًا خوض تجربة المجيء وحضور هذا الحدث التاريخي، وحضرنا من أول أيام العيد حتى الاختتام”.
تسكن نورية وأسرتها في شارع الأربعين قرب الدفاع الجوي غربي مدينة تعز، وهذا الخط ما يزال خط تماس وموقعاً مستهدفاً من قبل المليشيا، ويبعد منزلهم عن القلعة ساعة تقريبًا، وهنا تُكمل نورية حديثها: “رغم بعد منزلنا وصعوبة الطريق والصعود للقلعة عبر الطريق الحجري، نطلع مشياً على أقدمنا المنهكة، ونحن لا نملك سوى العكاكيز التدريبية الحديدية، لكننا تحدينا الإعاقة، وكنا نصعد بصعوبة.. ونصل”.
وتضيف: “طبعًا حارتنا بعد الساعة الخامسة يصعب الدخول لها بسبب القنص العشوائي، ومع ذلك كنا (نسابل)، ونستمر حتى نهاية المهرجان الساعة السادسة مساءً، وأحياناً كنا ننسحب الساعة الخامسة، وسبحان من أعطانا قوة كقوة قلعة القاهرة”.
“واجهنا بحياتنا صعوبات وتحديات كثيرة، لكن تحدي صعود أكثر من 150 متراً مشياً على الأقدام، وبحالة كحالتي، وممنوعة من الوقوف الكثير، كان هذا أكبر إنجاز لي أعتبره في الحياة”؛ هكذا تفتخر نورية بتحديها لإعاقتها، وهي سعيدة بحضورها مهرجان القلعة.
وتواصل: “لو كل تجار الحروب يعرفوا فرحتنا هذا العيد بفتح القلعة، بيعرفوا كم عانينا في تعز، مش بس إحنا المعاقين، حتى الناس الطبيعيين، لو يحسوا بطعم عيدنا من حدث بسيط كهذا، بيسارعوا كلهم على تحرير مدينة تعز؛ لتعود فرحتنا المكسورة من بداية الحرب والحصار”.
وتختتم حديثها برسالة شكر: “أشكر كل من أسهم بتسليم مؤسسات الدولة، ولكل من سعى لعودة الحياة لنا، ولكل من له جهد بتنسيق الفعاليات هذه، ولرجال الأمن المتواجدين في القلعة، الذين كانوا يساعدوننا يوميًا في الصعود، ويبعدوننا عن الزحام، وبهم ستتحرر تعز”.
ليست نورية وأخواتها فقط، بل غيرهن الكثير من مثلت لهم القلعة عودة شريان الحياة الذي توقف من فترة، ووسط الاحتشاد الجماهيري الكبير الذي شهدته القلعة آنذاك وحتى اليوم، نجد آلافاً من قصص النجاح، التي تصر على العيش في مدينة كان الموت هو السبّاق لها، ولكن بإرادتهم نحيا جميعًا وتستمر تعز.. ساعية نحو الدولة المدنية الحديثة في كنف الدولة والأمن، وتقهر كل مندس وعدو.
نورية وسميرة ونهى… احفظوا هذه الأسماء جيدًا، وخلدوهن في ذاكرة الحياة، واحفروا لهن مكاناً في تاريخ المقاومة والبشرية، واجعلوهن صرخة أبناء تعز في وجه المليشيا الانقلابية، وكل من يريد إخماد الحياة في الحالمة، صرخة تُنادي بالعيش، تتشبث بالحياة في كنف الدولة المدنية، وتجعل كل من يريد الموت لتعز، يشعر بالخزي والعار أمامهن.

مقالات مشابهة