المشاهد نت

بسبب الحرب في اليمن.. الدراسة تضعُ أوزارها..!

المشاهد-بسام غبر-خاص:

تعيش حنان في إحدى قرى محافظة تعز- جنوب غرب اليمن- منذ ثلاث سنوات، بعد أن أجبرت الحرب عائلتها على ترك منزلها وسط المدينة، والنزوح إلى مكان آمن.
ابنة السبعة عشر ربيعاً، كانت تدرس في الصف الثامن، إلا أنها لم تواصل دراستها منذ ثلاث سنوات متتالية بسبب الحرب التي أدت إلى نزوح أهلها إلى منطقة ريفية لا تتوفر فيها مدرسة، وظروف والدها المادية لم تمكنه من استئجار منزل في وسط المدينة لمواصلة دراستها.
حنان، هي الفتاة الوحيدة من بين ثلاثة أولاد، اثنان منهم تسربا كذلك من المدرسة، والأخير مازال في سن صغيرة لم يلتحق بالتعليم بعد، ليكون حصيلة هذه الأسرة توقف ثلاثة طلبة عن مواصلة التعليم، وحرمان فرد من التعليم بسبب الحرب.
حنان وأخواها، هم ضمن آلاف الطلبة المتسربين من التعليم في اليمن، فثمة إحصائيات صادرة عن كتلة التعليم التي تشرف عليها منظمة الطفولة- اليونيسف، تشير إلى أن الحرب أدت إلى تسرب ما يقارب 600 ألف طالب وطالبة من التعليم، من أصل ما يقارب 3.5 مليون طالب وطالبة، وأن قرابة 4.5 مليون طفل حُرموا من التعليم بسبب الحرب.
تتذمر حنان من واقعها هذا الذي فرضته الحرب، وحرمها من منزلها، وأبعدها عن زميلاتها اللواتي واصلن تعليمهن وأصبحن في الصف الثاني الثانوي. وبصوت تملؤه الحسرة، تقول حنان: “هذه الحرب أخذت منا أعز ما نملك، وأفقدتنا منزلنا، وحرمتنا من الأمن والحياة”، تصمت ثم تواصل: “لقد وضعت الحرب حاجزًا أمامي لتحقيق حلمي بأن أصبح مهندسة، الذي كنت سأضع أولى خطواتي فيه، بعد سنتين من الآن، وهو الالتحاق بكلية الهندسة، لكن..!” تختم حنان حديثها..
هدى (35 عامًا)، أم حنان، هي امرأة جامعية، تحاول أن تقدم دروساً لأبنائها، وتجتهد في تجميع بعض الدروس التي تتناسب مع فهم كل منهم، مستعينةً ببعض الكتب الدراسية التي تعمل على طلبها وشرائها من المدينة.
تقول هدى بأنها تحاول أن تعلم أولادها بطريقة شخصية، تمكنهم من الاستمرار على القراءة والمواظبة عليها، خاصة أطفالها الصغار الذين لم يكملوا الصف الثالث بعد.
وضعت الحرب مستقبل حنان على المحك، بحرمانها من مواصلة تعليمها، ولا شيء يلوح في الأفق سوى أن سنة رابعة ستقضيها بعيداً عن التعليم، ولا أمل لها بالعودة إلى مدرستها إلا بالعودة إلى منزلها؛ المنزل الذي مازال يقع في منطقة اشتباكات ومواجهات حتى اليوم.

إقرأ أيضاً  تعز: العيد دون زيارات في ظل الحصار
بسبب الحرب في اليمن.. الدراسة تضعُ أوزارها..!
انفوجرافيك يوضح وضع التعليم فى اليمن خلال الحرب

 

مقالات مشابهة