المشاهد نت

عبدالباري طاهر: وضعنا أمام “غريفتيس” رأيين أحدهما تشكيل حكومة وطنية

المشاهد- صنعاء- خاص:
تنطلق اليوم (6 أيلول/سبتمبر 2018) جولة رابعة من محادثات السلام بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين، برعاية الأمم المتحدة، في جنيف، بعد عامين من تعثر المسار التفاوضي في اليمن.
تأتي هذه المشاورات، وسط تعقيدات سياسية وعسكرية كبيرة، مع استمرار تصاعد حدة العمليات القتالية عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الأحمر، وتباين وجهات النظر بين الأطراف المتحاورة حول أولويات الحل السياسي في اليمن.
وحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفتيس، فإن المشاورات غير المباشرة في جنيف “ستمثل اختباراً لنوايا الأطراف المتصارعة في اليمن”، تمهيداً لمحادثات أوسع تشارك فيها كافة المكونات، بما فيها المرأة والقوى الجنوبية المطالبة بالانفصال.
وتأمل الأمم المتحدة في عودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات، وفق خطة أممية جديدة للسلام، قال المبعوث الأممي إنها تتضمن وقفاً للحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل الانتقال إلى الترتيبات الأمنية المتعلقة بانسحاب المجموعات المسلحة وتسليم سلاحها للدولة.
وترفض الحكومة اليمنية هذه التراتبية للحل السياسي، وتتمسك بانسحاب الميليشيات من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، واستعادة مؤسسات الدولة، قبل الانتقال إلى مناقشة الترتيبات السياسية.
وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية مطلعة إن هذه الجولة من مشاورات جنيف تهدف إلى مناقشة ثلاثة ملفات رئيسة تتعلق ببناء الثقة وإظهار حسن النوايا.
وتشمل هذه الملفات، قضايا تبادل الأسرى والإفراج عن المعتقلين، وتحييد مدينة الحديدة وموانئها الحيوية للمساعدات الإنسانية عن الصراع، فضلاً عن توحيد إيرادات المصرف المركزي المنقسم بين صنعاء وعدن، وما ترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية وإنسانية.

تفاؤل حذر
وبالرغم من التعقيدات الكبيرة التي تصطدم بها مهمة مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفتيس، يبدي الباحث والمحلل السياسي اليمني البارز، ونقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، عبدالباري طاهر، تفاؤلاً حذراً في إمكانية التوصل إلى خطوات تؤسس لحل سياسي مستدام ضمن المرجعيات المتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأشار طاهر، في هذا الخصوص، إلى أن الأوضاع التي تعيشها البلاد اليوم تقتضي من الأطراف المتفاوضة النظر بمسؤولية إلى القضايا المتعلقة بإطلاق المعتقلين السياسيين وتبادل الأسرى وصرف المرتبات وفك الحصار عن تعز وفتح مطار صنعاء وإيقاف الهجوم على الحديدة.
وأكد الصحفي والمحلل اليمني البارز، في حوار صحفي مع “المشاهد نت”، أن معالجة هذه المسائل يمكن أن تؤسس لحل سياسي شامل من أجل وضع حد للحرب ونتائجها الكارثية التي باتت تواجه سخطاً عارماً محلياً وإقليمياً ودولياً.
ويرى طاهر أن التوافق على وقف الحرب نقطة مهمة ستمنح كل طرف فرصة في التفكير بعقلانية واتزان وهدوء لحلحلة بقية القضايا.
واعتبر أن ارتفاع سعر صرف العملة المحلية إلى 600 ريال يمني مقابل الدولار الواحد، يمثل كارثة حقيقية، في وقت لم يستلم نحو مليون و200 موظف رواتبهم منذ أكثر من عامين.
نكسة
وقال عبدالباري طاهر، إن الحرب الأخيرة أعادت اليمن سنوات للخلف، وأدت إلى بروز النعرات المناطقية والسلالية وكل ما هو كريه.
“هذه الحرب الآن شكلت نكسة لليمنيين واليمن، وأعادتها إلى القدم، وألغت نهائياً دور ومؤسسات الدولة”؛ أضاف الصحفي عبد الباري طاهر في حديثه لـ”المشاهد نت”.
وقال إن اليمن تحتاج إلى سنوات طويلة للعودة إلى ما كانت عليه قبل الحرب الحالية، في ظل الإمكانيات الضعيفة والمحدودة.
واتهم طاهر المحيط الإقليمي والدولي بدفع الأمور في اليمن باتجاه الكارثة والصراع والتفكك والتمزيق، بدلاً من تعزيز السلام وتأسيس يمن اتحادي وديمقراطي آمن ومستقر.
ولم يبدِ طاهر، تفاؤلاً كبيراً في تحقيق انفراج سياسي خلال مشاورات جنيف الحالية، بسبب ارتهان القوى المحلية في قرار الحرب والسلام إلى أطراف إقليمية ودولية.

إقرأ أيضاً  اقتصاديون: منع سفر الوزراء.. ليس كافيًا

حل مشكلة اليمن
وكان عبدالباري طاهر من بين نحو 20 شخصية عامة وسياسية ومدنية التقوا، منتصف الشهر الماضي، في العاصمة البريطانية لندن، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، للبحث في سبل تقريب وجهات النظر المتباينة بين الأطراف المتحاربة.
يقول طاهر: “وضعنا أمام المبعوث الأممي رأيين؛ أحدهما تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج مختلف القضايا، وتكون هي النقطة الأساس، والرأي الآخر الذي تبنيناه كمنظمات مدينة وشخصيات عامة، هو البدء بخطوات تأسيسية تعزز الثقة بين الأطراف المتصارعة، وتمهد الطريق لحل شامل، بدءاً بإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وفك الحصار عن تعز والحديدة وصرف مرتبات الموظفين الحكوميين وغيرها”.
وأكد الصحفي عبد الباري طاهر أن موقف الجنوبيين ومطالبتهم بحل القضية الجنوبية بمعزل عن صراع شمال البلاد، مشكلة رئيسة.
ومع ذلك، يعتقد بأن حل مشكلة اليمن كلها مرتبط بوقف الحرب أولاً.

الإرهاب
وتعثرت ثلاث جولات من المفاوضات في جنيف والكويت، منذ اندلاع الحرب الطاحنة قبل أربع سنوات، في إحراز أي اختراق توافقي يضع حداً للصراع الدامي الذي خلف أكثر من 10 آلاف قتيل، وواحدة من أسوأ الأزمات في العالم.
وحذر طاهر من أن استمرار الحرب أسهم في تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة والإرهابية، بل ذهب إلى القول بأن بعض “القوى التي تقود الحرب حالياً أصبحت تمارس نفس أعمال المتطرفين والإرهابيين”

مقالات مشابهة