المشاهد نت

رحلة الشبان اليمنيين الثلاثة، انتهت بهم إلى سجن تكساس الأمريكية

المشاهد-عادل محمد -خاص:

قرر محمد اليافعي (34 عاماً) الاغتراب من قريته في مديرية المفلحي الواقعة إدارياً ضمن محافظة لحج شمال شرق عدن، والسفر إلى المملكة العربية السعودية، بحثاً عن توفير لقمة عيش له ولعائلته المكونة من أربعة أبناء يعيشون في اليمن. ولدى وصوله العاصمة السعودية الرياض، عمل سائق تاكسي مع شركة نقل، وحين علم كفيله السعودي أنه قام بشراء سيارة تاكسي من ماله الخاص، أراد أن يبتزه بفرض مبالغ مالية عليه، دون وجه حق، وألغى كفالته له، لينتقل إلى كفالة شخص آخر، لكنه تعرض لنفس المعاملة من الكفيل الثاني والثالث والرابع والخامس، كما يروي لـ”المشاهد”، قريبه عباس اليافعي، مؤكداً أن شركة النقل التي كان يعمل فيها قامت بمصادرة السيارة التي اشتراها بمبلغ 20 ألف ريال سعودي.
اليافعي لم ييأس مما حل به، رغم أنه لم يجد من ينصره، أو يأخذ حقه، فتوجه للعمل في إصلاح السيارات، لكن دون جدوى، ما دفعه إلى السفر إلى بلاد أخرى، عله يجد من يخفف عنه الظلم الذي تعرض له من التعذيب الجسدي والنفسي، بحسب عباس اليافعي، أحد أقارب محمد، والذي قال لـ”المشاهد” إن محمد اتفق مع ثلاثة شبان يمنيين آخرين تتشابه قصصهم مع قصته في السعودية، على عدم العودة إلى اليمن، وشدوا رحالهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نهاية العام 2017، وتحديدا قبل 11 شهراً، انطلاقاً من “السعودية وتركيا، الإكوادور، كولمبيا، البرازيل، المكسيك، أمريكا”.
وفي البرازيل لقي محمد ورفاقه، شخصاً وعدهم بتهريبهم إلى أمريكا، طالباً من كل شخص دفع 8 آلاف دولار أمريكي، مقابل تهريبهم في رحلة استغرقت أربعة أشهر، قبل الوصول إلى المكسيك.
ولدى وصولهم علمت عصابة إجرامية مكسيكية بأمرهم، ما عرضهم للسجن في غرفة صغيرة لمدة شهر ونصف، مستخدمين كافة أساليب التعذيب الوحشية، وتصويرهم بمقاطع فيديو وهم يتعرضون للتعذيب، واستخدام الأرقام الموجودة على هواتف الشبان اليمنيين، للمطالبة بدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم، وهو ذات الفيديو الذي تداوله ناشطون يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بحسب رواية عباس.
أثار هذا التصرف من قبل العصابة تعاطف اليمنيين داخل اليمن وخارجه، ولم يستطع من وصل إليهم الفيديو من أصحاب وأقارب محمد، السكوت، فقاموا بتحويل مبالغ مالية للعصابة المكسيكية، حينها أفرجت العصابة عن محمد ورفاقه، وتم رميهم إلى الحدود المكسيكية الأمريكية، لتلتقفهم عصابة مكسيكية أخرى، وتمارس معهم أساليب تعذيب جديدة طيلة 28 يوماً، وعندما قررت العصابة ترحيلهم مرة أخرى إلى منطقة مقطوعة بالقرب من الحدود المكسيكية الأمريكية، ألقت قوات أمن أمريكية القبض عليهم، وحجزتهم في أحد سجون ولاية تكساس الأمريكية.
وكشف الناشط الحقوقي اليمني المقيم في ولاية تكساس الأمريكية، منير الجهمي، لـ”المشاهد”، عن تدخل محامية مصرية في قضية سجن الشاب محمد اليافعي ورفاقه، وبعد أن انتشر مقطع تعذيب الشبان اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، تدخلت السفارة اليمنية في واشنطن، وحالياً أصبح ملف القضية في إحدى محاكم ولاية تكساس.
محمد ورفاقه الذين طالت بهم رحلة المعاناة قرابة العام، ما زالوا محتجزين في سجن تكساس الأمريكي حتى اليوم، ويتمنون الخلاص من هول ما حل بهم، بحسب عباس اليافعي.

مقالات مشابهة