المشاهد نت

الانتحار : تزايد مقلق ومحافظة إب فى المقدمة

موسى ناجي  -إب:

بخوف وقلق شديدين ينظر يحيى إلى زوجته بشرى (30 عاماً)، وهي ممدّدة على سرير المرض دون حركة، في مستشفى المنار بمحافظة إب الواقعة وسط اليمن، بعد تناولها جرعة من الدواء، وفقاً للتحاليل المخبرية التي أجراها أطباء في المستشفى، في محاولتها الانتحار، فيما ظلت عيون والدتها الدامعة، ترقب ابنتها، الأقرب للموت منها للحياة.

بشري قد تكون الحالة رقم ثمانية فى اعداد المنتحرين بمحافظة إب حيث شهد النصف الأول من العام الجاري، انتحار 7 حالات، بينهم امرأة واحدة، في محافظة إب، وثقتها إدارة أمن المحافظة، بحسب تأكيد نائب مدير الأمن في المحافظة محمد الحطباني، لـ”المشاهد”وتؤكد إحصائية رسمية أن عدد المنتحرين في 19 محافظة يمنية، بلغ 253 شخصاً، منذ العام 2012 حتى 2016، لكن حالات الانتحار تزايدت في محافظة إب، بشكل كبير، هذا العام، بالمقارنة بالعام السابق 2017، بحسب الحطباني.
وتعد الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها البلاد، وضغوط الحياة التي يواجهها الناس جراء الحرب المشتعلة منذ 4 أعوام، سبباً في تزايد حالات الانتحار خلال الفترة الأخيرة، ولا سيما في محافظة إب.
ويؤكد سكرتير منظمة نداء لحماية الطفولة الأستاذ محمد رزق، أن منظمته وثقت حالة انتحار الشاب (ح.م.ح.أ)، من أهالي مديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب، الذي أقدم على الانتحار من خلال ربط حبل على عنقه وربطه إلى سقف الغرفة، بسبب العوز والحاجة.

ووثقت المنظمة ذاتها 3 حالات انتحار في محافظتي الحديدة غرب البلاد، وحضرموت (جنوب شرق).
وبحسب تقارير الشرطة في المحافظتين، فإن حدثاً يبلغ من العمر 14 عاماً، شنق نفسه في مدينة الحديدة، في حين انتحرت فتاة في الـ20 من عمرها، في مديرية الحسينية بنفس المحافظة.
ويؤكد رزق أن التقارير الأمنية وقتذاك وثقت حدوث حالة انتحار ثالثة في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، كان ضحيتها مغترب يمني في الـ30 من عمره، عندما قام برمي نفسه من بلكونة الطابق الرابع الذي كان يقيم فيه، ما أدى إلى وفاته.
رزق قال لـ”المشاهد” إن المنظمة رصدت 5 حالات انتحار في صفوف الأطفال من مراحل عمرية متفاوتة، في 3 محافظات يمنية، خلال النصف الأول من العام 2018.

إقرأ أيضاً  إيناس تتحدى الإعاقة وتلهم المجتمع  

وتقول شيماء قاسم، المدير التنفيذي لمنظمة “ناشطون بلا حدود للحقوق والحريات”، لـ”المشاهد” إن منظمتها رصدت 10 حالات انتحار في محافظتي الحديدة وحضرموت، خلال العام 2017، معيدة أسباب الانتحار إلى الحرب وما خلفته من آثار سلبية طالت الجميع.
وتعتبر الأخصائية النفسية الدكتورة شفيقة نعمان، أن العامل الاقتصادي المتردي يؤدي بالبعض إلى اتخاذ قرار الانتحار، إلى جانب ضعف الوازع الدينى، مؤكدة لـ”المشاهد” أن تنامي هذه الظاهرة الخطيرة في إب واليمن عموماً، يدق ناقوس الخطر، الأمر الذي يستدعي إجراء دراسة لمعرفة الأسباب الأخرى، والدوافع الأساسية التي أدت إلى ارتفاع حالة الانتحار بهذا الشكل المخيف، كما تقول.

تكتم !

ويؤكد الدكتور جبر الخولاني، نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب، في حديث خاص لـ”المشاهد”، أن ظاهرة الانتحار في محافظة إب بشكل خاص، واليمن بشكل عام، لها سماتها ومسبباتها وظروفها الخاصة.وعلى الرغم مما يكتنف حالات الانتحار من غموض، وما يحيط بها من تكتم وسرية من قبل الجهات المعنية أحياناً، بسبب تردد الكثيرين في الإبلاغ عن مثل هذه الحالات، بداعي العيب والخوف من الفضيحة، إلا أن المؤشرات والأرقام جميعها تؤكد أنن الظاهرة تشهد تصاعداً وانتشاراً مستمراً خلال السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات لمنظمة الصحة العالمية، فإن 75% من حالات الانتحار تسجل ما بين متوسطى الدخل والأسر الفقيرة.واعتبرت منظمة الصحة العالمية، البيئة التي تشجع على الانتحار في دول الشرق الأوسط، متوفرة، نتيجة لما يشهده من حروب ونزاعات.

وبالرغم من أن معدلات الانتحار به، أقل من مثيلاتها في دول العالم، إلا أن دراسات أثبتت أن عمليات الانتحار في الشرق الأوسط، زادت بفارق كبير عن نسبة زيادتها في باقي أنحاء العالم، خلال النصف الأول من العام الحالي 2018م.

مقالات مشابهة