المشاهد نت

قرارات سعودية تجبر مغتربين يمنيين على العودة إلى المجهول

صنعاء-نصر أحمد:

بعد توطين عدد من منافذ البيع في السعودية، غادر العشريني اليمني صلاح القادري أراضي المملكة نهائياً، إذ لم يعد أمامه متسع للعمل في أحد محلات بيع الملابس بمدينة جدة، كون هذا النشاط أحد منافذ التوطين، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن السعودية سعت إلى التضييق على المغتربين العاملين في قطاعات عدة، والمغتربون اليمنيون، هم الأكثر تأثراً بقراراتها، في ظل الحرب التي تشنها على بلدهم.
وقررت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، قصر العمل في 12 نشاطاً اقتصادياً على السعوديين من الجنسين، ومن هذه الأنشطة، وفقاً للدليل الإرشادي لتوطين 12 نشاطاً اقتصادياً، الصادر عن وزارة العمل السعودية، في إطار رؤية المملكة للعام 2030، محلات الملابس الجاهزة وملابس الأطفال والمستلزمات الرجالية، ومحلات السيارات والدراجات النارية، ومحلات الأثاث المنزلي والمكتبي الجاهز، ومحلات الأواني المنزلية، ومحلات الساعات ومحلات النظارات، ومحلات الأجهزة الإلكترونية والأجهزة والمعدات الطبية، ومحلات الحلويات، ومحلات مواد الإعمار والبناء، ومحلات السجاد بكافة أنواعه، الأمر الذي حرم الآلاف من المغتربين اليمنيين الذين يعملون في هذه الأنشطة، بحسب القادري.
ويعمل في المملكة العربية السعودية، قرابة مليون يمني، بطريقة نظامية، وفق تقديرات وزارة المغتربين الخاضعة لسلطة الشرعية.

القادري الذي غادر السعودية برفقة 9 مغتربين يمنيين، إلى مناطقهم في محافظات “صنعاء وذمار وإب”، خرجوا بشكل نهائي من السعودية، مطلع هذا الأسبوع، يعيش حالة من الذهول، جراء ما لحق بهم من قرارات، يقول إنها مجحفة بحق المغترب اليمني الذي تعاني بلاده من ويلات الحرب منذ أربع سنوات، مضيفاً أنه وغيره من أصدقائه المغادرين لا يعرفون أين سيعملون في ظل هذا الوضع الذي يعاني فيه اليمنيون من البطالة.

وكانت السعودية ألزمت أصحاب محلات بعض الأنشطة الاقتصادية، في وقت سابق، باعتماد 10 بالمائة من العمالة سعوديين، لكن العامل اليمني في أحد محلات بيع العطور التابع لأحد المغتربين اليمنيين بالسعودية، خالد سعيد، يؤكد أن العمالة السعودية التي فرضت على أصحاب المحلات لا يحضرون للعمل في تلك المحلات، ويستلمون رواتبهم دون دوام، والذي قال لـ”المشاهد” إنه إذا حضر عمال سعوديون إلى المحلات، فإنهم لا يؤدون الأعمال الموكلة إليهم، بل يجلسون كأمراء، مضيفاً أنهم يخسرون رب العمل من خلال استخدام هواتف العمل بشكل مستمر، الأمر الذي دفع أرباب العمل إلى دفع رواتب العمالة السعودية دون دوام.

إقرأ أيضاً  كرة القدم و التحصيل العلمي للطلاب

وتسبب القرار السعودي بحرمان الآلاف من المغتربين اليمنيين الذين يعملون في تلك الأنشطة التي اقتصر العمل فيها على السعوديين، وفقاً لتأكيد خمسة مغتربين لـ”المشاهد”  يعملون في تلك الأنشطة الاقتصادية.

ويؤكد الصحفي الاقتصادي ياسين الشرجبي، أن هذا القرار المجحف بحق المغتربين عامة واليمنيين خاصة، له تبعات اقتصادية على المغتربين اليمنيين الذين أصبحوا بدون أعمال في بلادهم التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، الناتج عن انخفاض سعر الريال اليمني مقابل الدولار، الأمر الذي يجعل العائدين من السعودية، ولا سيما العمال في الأنشطة الاقتصادية التي حظر العمل فيها على غير السعوديين، في معاناة دائمة.

ويقول لـ”المشاهد” إن هؤلاء العائدين لن يجدون أعمالاً بديلة في اليمن، وبالتالي سيعجزون عن توفير رغيف الخبز لأطفالهم، ومن هؤلاء المغترب اليمني العائد لتوه من السعودية، ضياء قاسم، الذي يعول خمسة من الأبناء، يخشى من البطالة التي اجتاحت ملايين اليمنيين في ظل الحرب، وعجزوا معها عن توفير المواد الغذائية الضرورية لبقاء أسرهم على قيد الحياة: “سيموت أطفالنا جوعاً”، يقول لـ”المشاهد”، ثم يمضي منفعلاً باتجاه منزله الإيجار في منطقة الجراف الشرقي شمال العاصمة صنعاء.

مقالات مشابهة