المشاهد نت

حواجز أمنية للشرعية والحوثي في الطرقات الطويلة يبتزون السائقين والمسافرين

صنعاء – نصر أحمد:
يخصص وهيب النزيلي (49 عاماً)، سائق سيارة أجرة، مبلغاً مالياً يقدر بـ10 آلاف ريال (حوالي 17 دولاراً أمريكياً) في كل رحلة، يقل فيها مسافرين من العاصمة صنعاء إلى محافظة مأرب الواقعة شرق اليمن، لأفراد الحواجز الأمنية المنتشرة على الطريق الرابط بين مدينة ذمار جنوب صنعاء وجزء من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وفق قوله لـ”المشاهد”..
وأكد النزيلي أن الأفراد المرابطين على الحواجز الأمنية على طول الطريق، يطلبون المال من سائقي سيارات الأجرة، وفي حال رفض أحدهم الدفع، فإنه يتعرض للتأخير لساعات في تلك الحواجز، وهو ما يحدث بعد تجاوز الحواجز الأمنية التابعة لجماعة الحوثي، في الحواجز الأمنية التابعة لجيش الحكومة الشرعية في مناطق محافظة البيضاء المتاخمة لمحافظة مأرب، بحسب تأكيد 3 سائقي سيارات أجرة التقاهم محرر “المشاهد”، منهم السائق صالح الوشلي، الذي أكد أن الحواجز الأمنية التابعة لمسلحي جماعة الحوثي، والتابعة لجيش الشرعية، يبتزون السائقين.
وتنتشر الحواجز الأمنية على طول الطرقات الرابطة بين المحافظات والمديريات التي تشهد مواجهات بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي، مثل محافظتي مأرب والبيضاء، ومناطق في مديريتي المسراخ ودمنة خدير بمحافظة تعز (جنوبي غرب صنعاء).
ويؤكد السائقون أن دفع المبالغ لأفراد الحواجز الأمنية ضروري، حتى لا يتعرض السائق للتأخير، من خلال تفتيش أمتعة المسافرين، الذي يتطلب وقتاً أكبر، وفي حال الدفع لا يتم هذا الأمر، ويكتفي الأفراد بتفحص البطائق الشخصية للمسافرين فقط.
وفي الطريق البديلة، من منطقة الحوبان شرق مدينة تعز حتى منطقة نجد قسيم جنوب المدينة ذاتها، تنتشر 8 حواجز أمنية، مقسمة مناصفة بين جماعة الحوثي، وجيش الشرعية، وكلها تبتز سائقي سيارات الأجرة، تحت مبررات دفع قيمة “كوشنات” تذهب أموالها إلى السلطة المحلية في المحافظة، لكنها في الأساس تذهب لصالح أفراد تلك الحواجز الأمنية، كما يقول نائف الصبري، سائق سيارة أجرة ينقل مسافرين من الحوبان إلى نجد قسيم، وهو ما شاهده محرر “المشاهد” أثناء سفره من الحوبان إلى نجد قسيم، في أغسطس/أب الماضي.
ففي كل حاجز أمني كان السائق يدفع 500 ريال يمني، سواء كان هذا الحاجز تابعاً لمسلحي جماعة الحوثي، أو تابعاً لجيش الشرعية.
حواجز أمنية للشرعية والحوثي في الطرقات الطويلة يبتزون السائقين والمسافرين

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

وعلق سائق السيارة، رداً على سؤال محرر “المشاهد” عن سبب دفعهم مبالغ مالية لأفراد الحواجز الأمنية، بالقول: “لا نريد أن ندخل معهم في مشاكل، ونحن نمر من هذه الطريق يومياً، لا نريد أن نجلب مشاكل لأنفسنا، وقد رأيت بنفسك، وهم يسألونني، أين البطاقة الشخصية لهذا المسافر؟ وماذا يحمل ذاك المسافر في حقيبته؟ ولو ظللنا على هذا الحال لن ننتهي من هذه الرحلة إلا بعد 10 ساعات”.
لا يكتفي أفراد الحواجز الأمنية بابتزاز السائقين، بل تعداه إلى ابتزاز الركاب، ولا سيما المسافرين القادمين من المملكة العربية السعودية، وفق ما شاهده محرر “المشاهد” في يونيو/حزيران الماضي، في طريق رداع بمحافظة البيضاء، ومدينة ذمار، وأكده 4 مسافرين التقاهم المحرر، ومنهم صلاح علي الذي وصل مطلع الأسبوع الجاري إلى صنعاء.
ويقول صلاح لـ”المشاهد” إن أكثر من 4 حواجز أمنية تابعة لجماعة الحوثي، في طريق البيضاء – صنعاء، كان أفرادها يطلبون مبالغ مالية من المسافرين، نظير عدم تفتيش أمتعتهم، مضيفاً أن أحد أفراد حاجز أمني في مدخل مدينة ذمار، طلب من أحد المسافرين 500 ريال سعودي، وعند رفضه الدفع، اتهمه الرجل أنه مع “العدوان السعودي”، حسب وصفه، وفي نهاية المطاف، اضطر المسافر إلى دفع 200 ريال سعودي، “ومضينا إلى وجهتنا، صنعاء” كما يقول.
الأموال غير القانونية التي يفرضها أفراد الحواجز الأمنية، سببت معاناة يومية للسائقين والمسافرين على حد سواء، بحسب السائق النزيلي، الذي أكد أنهم بدلاً من توفير هذه المبالغ لسد احتياجات أسرته المكونة من 8 أفراد، يدفع جزءاً منها لأفراد الحواجز الأمنية، وهذا ظلم، حسب تعبيره، “لكن لمن نشتكي؟ لا أحد سينصفنا” كما يقول.

مقالات مشابهة