المشاهد نت

في صنعاء.. “بنات كافيه” في مجتمع ذكوري

صنعاء- فارس قاسم:

 

في مجتمع ذكوري يناهض الاختلاط بين الجنسين كاليمن، تفتقر النساء اللواتي يشكلن نصف سكان البلاد (يتجاوزون 27 مليون نسمة)، في المدن الرئيسة، إلى وجود مقاهٍ ومتنفسات خاصة بهن، الأمر الذي يكرس عزلة اجتماعية مستمرة لهذه الشريحة.
ويعد مقهى “بنات كافيه” الواقع غربي العاصمة اليمنية صنعاء، الأول من نوعه الذي يخصص بالكامل للنساء.

في أبريل 2013، افتتحت سيدة يمنية هذا المقهى، كمحل تجاري ومتنفس تلتقي فيه الفتيات والنساء بشكل عام، “لأنهن يفتقرن إلى وجود أماكن تختص بهن غير مختلطة، الهدف حاجة المرأة في اليمن إلى مكان خاص يناسبها وثقافة المجتمع”، وفقاً لبدرية عطاء، وهي مديرة مقهى “بنات كافيه”.
أضافت بدرية لموقع “المشاهد”: “بنات كافيه منتدى خاص بالسيدات، بداية كان مقهى فقط، ومؤخراً افتتحنا أقسام الكوافير والاستديو والرياضة والمساج”.

وأشارت إلى أن أبرز الخدمات التي يقدمونها “وجبات سريعة وفطائر، مشروبات باردة وساخنة، آيسكريم ومعجنات وحلويات، فضلاً عن تلبية طلبات الأعراس والمناسبات والاجتماعات. وتتنوع وجبات الغداء، حيث يقدم زخم رائع من الأكلات اليمنية والحبشية الممزوجة بالحب، إضافة إلى خدمة الإنترنت، ومساحة خاصة للقراءة، حيث توجد مكتبة تضم كتباً تعليمية ودينية وثقافية”.

تتابع بدرية: “كما نقيم هنا فعاليات مختلفة، فيوم الاثنين مثلاً يوم تدريبي (دورات تدريبية وأمسيات مجانية)، ويوم الثلاثاء نحيي فيه التراث اليمني العريق، والأربعاء هو يوم خاص بالمراسيم الحبشية، حيث يقدم فيه جميع المراسيم والطقوس الحبشية، سواء في وجبة الغداء المعروفة بـ”الزجني” وتحميص البن، وأيضاً الفوح (البخور)، مع سماع الموسيقى الحبشية”.
وتؤكد تزايد الإقبال يوماً بعد يوم على المقهى.
وتوضح أن نحو 15 عاملة وعاملاً، معظمهم نساء، يعملون حالياً في المقهى وملحقاته.
في المقابل لا تخفي بدرية، وجود عوائق أمام مشروعهم، أبرزها “الحرب المستمرة في البلاد، أدت إلى تراجع مستوى الدخل لدى الأسر اليمنية، وارتفاع الأسعار، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي العمومي، لجأنا لشراء الطاقة من القطاع الخاص، وهو ما أدى إلى ارتفاع الميزانية التشغيلية للمقهى”.

إقرأ أيضاً  كرة القدم و التحصيل العلمي للطلاب

خصوصية

وتعزو عزيزة الصغير، وهي إحدى العاملات هناك، أسباب تزايد الإقبال على المقهى، إلى الخصوصية والأمان والخدمات.
تضيف عزيزة لموقع “المشاهد”: “الطعام والعصائر التي نقدمها للرواد، طازجة. الفتيات هنا يشعرن أنهن بمنازلهن. عاداتنا وتقاليدنا اليمنية تنبذ الاختلاط؛ أنا عاملة في هذا المقهى، أشعر بالأمان…”، في إشارة إلى المضايقات والتحرش الذي تتعرض له الفتيات في المقاهي والمتنفسات العامة والخاصة المحدودة في اليمن.

حرية

ويمثل هذا المكان فرصة للتعارف وخلق علاقات اجتماعية بين النساء.
تقول ذكرى الواحدي، وهي صحافية يمنية: “يومياً أتردد على هذا المقهى، لأنني أشعر فيه باستقلالية وحرية، بعيداً عن الضغوط الاجتماعية. هنا تجد المرأة خصوصيتها”.

أضافت ذكرى لـــ “المشاهد”: “في هذا المكان تعرفت على كثير من الفتيات، متعلمات وغير متعلمات، استفدت منه كثيراً في تقاريري الصحفية المتضمنة آراء نساء يمنيات”.

توافقها الرأي شابة أخرى تدعى أحلام السياغي (22 عاماً)، وهي طالبة في جامعة صنعاء، قائلة: “غالباً نأتي إلى هنا أنا وصديقاتي، ونناقش مواضيع الدراسة، وما يخص حياتنا، والسياسة أيضاً”.
تابعت: “أهلنا يطمئنون علينا عندما نخبرهم أننا ذاهبات إلى مقهى خاص بالنساء، لا يضغطون علينا. الاستقلالية أهم شيء هنا. نحن بحاجة إلى مشاريع من هذا النوع”.

مقالات مشابهة