المشاهد نت

عدن: الاغتيالات تحصد التربيويين وأئمة المساجد

عدن – بديع سلطان :

لم يدر بخلد التربوي رمزي محمد الزغير، أن توليه مسؤولية إدارة مدرسة البنيان الأهلية، بمديرية المنصورة، بعدن، خلفاً لرفيق دربه الداعية والتربوي فهد اليونسي، سيقوده إلى ذات مصير سلفه.

فبعد أقل من عامٍ، من مقتل مدير مدرسة البنيان السابق التربوي فهد اليونسي، على يد مسلحين مجهولين، يلقى المدير الحالي لذات المدرسة رمزي الزغير، نفس المصير، على يد مسلحين مجهولين أيضاً.
وبحسب شهود عيان، فإن المسلحين أطلقوا النار على الزغير، اليوم الأحد، بعد خروجه من المدرسة، حيث ظل مرمياً في الشارع ينزف، لمدة بضع دقائق، دون أن يجرؤ أحد من المارة على إسعافه.

وعملية الاغتيال هذه تعتبر الثانية من نوعها، والتي يتم فيها استهداف مدير مدرسة، بجانب مدرسته، كانت الأولى في فبراير الماضي، حين أقدم مجهولون على اغتيال القيادي في حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي، ومدير مدرسة 14 أكتوبر، شوقي كمادي، أمام بوابة المدرسة في مديرية المعلا، بعدن.

واستهدف الزغير بعد أيام من حادثتين مماثلتين؛ الأولى اغتيال ناشط في نفس الحزب بحي إنماء السكني بمديرية البريقة، والثانية محاولة اغتيال قيادي بتفخيخ سيارته في مديرية المعلا.
يأتي ذلك في ظل تواصل مسلسل استهداف قيادات في حزب الإصلاح بعدن، منذ 3 سنوات، كان آخر تلك الاعتداءات، الأسبوع الماضي، حيث تم اغتيال الناشط في الحزب، علي الدعوسي، الثلاثاء الماضي، في حي إنماء السكني بمديرية البريقة، غرب عدن.
والدعوسي هو الآخر تربوي، ومدير إحدى المدارس الخاصة في حي التقنية، بمديرية المنصورة.

وأخبر عضو المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في عدن، دبوان غالب سالم، “المشاهد”، أنه اكتشف، الخميس الماضي، عبوة ناسفة أسفل سيارته، كانت معدة للانفجار، تم تفكيكها من قبل السلطات.
والقيادي دبوان غالب تربوي في إدارة التربية والتعليم بمحافظة عدن، وشغل منصب نائب مدير عام الإدارة، ورئيس شعبة التوجيه التربوي في المحافظة.

إقرأ أيضاً  استمرار تراجع مؤشر التنمية البشرية في اليمن

وبحسب إحصائيات مؤكدة، فقد تعرض كوادر وقيادات الإصلاح لنحو 22 استهدافاً واعتداءً وعملية اغتيال، بالإضافة إلى اقتحام مقرات الحزب ومداهمتها، وذلك خلال 3 سنوات، تقريباً، منذ نهاية الحرب على عدن، كان نصيب الاغتيالات منها 10 اغتيالات لكوادر وقيادات شملت الصفين الأول والثاني، فيما توزعت بقية الاعتداءات على 4 اعتقالات وإخفاء قسري، ومثلها اقتحام منازل أعضاء في الحزب، بالإضافة إلى تسجيل 4 حالات إحراق واقتحام المقرات في عدد من المديريات. واغتيالات طالت أيضا شخصيات دعوية محسوبة على التيار السلفي.

وشهدت الاغتيالات خلال السنوات الثلاث الماضية، تركيزاً لافتاً على أئمة وخطباء المساجد في عدن، كما هو حال الداعية فهد اليونسي، قبل أن يتحول التركيز على مديري المدارس، كما في حالة كمادي، والدعوسي، ودبوان، وأخيراً الزغير.
وفي هذا الشأن، تساءل الصحفي عبدالرحمن أنيس، عن ذلك، بقوله: هل تحولت عملية الاغتيالات من خطباء المساجد إلى مدراء المدارس؟!
وتعهدت إدارة الأمن بمحافظة عدن، في بيانات إعلامية سابقة، بضبط الجناة والمتورطين في عمليات الاغتيال التي حدثت وتحدث في عدن.
وأشارت إدارة الأمن إلى أن التحقيقات جارية ومستمرة لمعرفة ملابسات تلك الحوادث ومن يقف خلفها.
وكان مدير أمن عدن شلال علي شائع، أعلن في مقابلات تلفزيونية عديدة، عن وقوف جماعات وصفها (بالإرهابية)، خلف تلك العمليات، لكنه لم يسمها صراحةً.
ولم تستطع الأجهزة الأمنية في عدن، ضبط المعتدين، أو المتهمين في كل تلك الحوادث، في ظل انفلات أمني يتفاقم يومياً.

مقالات مشابهة