المشاهد نت

أطفال ولدوا في زمن الحرب، يموتون جوعا في الأزارق

الضالع -بسام القاضي:

يرقد الطفل اسحاق محمد عبدالله ناصر ذو الخمسة أشهر في مستشفى النصر العام بمحافظة الضالع (جنوب صنعاء)، مع الكثيرين من أطفال مديرية الأزارق التابعة للضالع، بعد أن تركهم آبائهم الذين يعانون من الفقر، وحيدون لتفتك بأجسادهم النحيلة المجاعة وسوء التغذية والأوبئة القاتلة التي تجتاح المديرية.
إسحاق واحد من 6 آلاف طفل اعمارهم دون الخامسة، مصابون بسوء التغذية بينهم 1450 حالة إصابة بسوء التغذية الحاد و 2550 حالة إصابة بسوء التغذية المتوسط وأكثر من 2000 طفل مستمرون في العلاج والرعاية الطبية بمعدل إصابة طفل يوميا في مديرية الازارق وحدها وفقا لإحصائية حديثة صادرة عن مكتب الصحة في مديرية الأزارق، التي بينت أنه تم تسجيل 5 حالات وفاة في أقل من عام.

أطفال ولدوا في زمن الحرب، يموتون جوعا في الأزارق
انفوجرافيك يوضح بالارقام مايحدث في مديرية الازارق

ويقول الدكتور محمد صالح المقرعي مدير مكتب الصحة بمديرية الأزارق، إن المديرية تعيش وضعا صحيا وإنسانيا معقدا يوشك على الانفجار وينذر بكارثة تهدد أطفال المديرية في حال عدم تدخل المنظمات الدولية والتحالف العربي لإنقاذها بشكل عاجل من ثلاثي الفقر والمرض والمجاعة.
ويضيف في حديثه  لـ”المشاهد” إن الوضع في الأزارق كارثي وتفاقم الحالات المرضية تزداد يوما بعد آخر، نتيجته لتدهور الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان المديرية، مضيفا أن أغلب الأسر يعتمدون على الزراعة ورعي الماشية ولا يوجد أي مصدر دخل آخر. كما أن المديرية تعتبر من أفقر المديريات في المحافظة .
وثمة كوارث مجتمعة تطوق المديرية الأفقر في البلاد وتهددها بكارثة إنسانية كبيرة، فالمجاعة وسوء التغذية والكوليرا والضنك والحصبة والدفتيريا باتت اليوم اشباح تنهش سكان الأزارق تحاصرهم وتقض مضاجعهم .

ويلخص المقرعي دور الحكومة الشرعية  من مايحدث في الازراق بانها في  صمت مريب وعجيب مؤكدا أن أكثر من تم معالجتهم من الأطفال المصابين بسوء التغذية قد حصل لهم انتكاسات بعد توقف عمل المؤسسة الطبية الميدانية التي كانت تعمل في غالبية المناطق بعد انتهاء المشروع وقد طالبنا بمواصلة العمل لعام آخر ولم تتم الاستجابة لنا ونحن من خلالكم نوجه رسالة بالإسراع في استئناف العمل لعام اخر.،

وسبب أخر من أسباب سوء التغذية والكوليرا والامراض التي تفتك بسكان الازارق  حسب الدكتور المقرعي، خاصة في فصل الصيف وهطول الأمطار ووقوع بعض المناطق والقرى على مجرى وادي تبن وتدفق السيول إليها من محافظة إب، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث مياه الشرب ويساعد على تفشي تلك الأمراض.

وتشير بيانات مكتب الصحة بمديرية الازارق أن عدد حالات الاسهالات المائية الحاده خلال شهر أغسطس الماضي بلغت 840 حالة مع انتشار الأمراض الاخرى مثل الحصبة والإلتهابات الحادة والملاريا والتهاب الكبد وغيرها.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 3 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضعة مصابة بسوء التغذية، تم تسجيل منها 460 ألف حالة إصابة سوء تغذية حاد لأطفال ما دون سن الخامسة خلال ثلاث سنوات من الحرب في اليمن.

وناشد الدكتور المقرعي المنظمات الدولية ومركز الملك سلمان والهلال الإماراتي والمؤسسات الخيرية وهيئات الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذ أطفال الأزارق من كارثة إنسانية وشبح المجاعة والأمراض القاتلة التي تفتك بالمديرية .

“المشاهد”، زار مركز التغذية العلاجي الوحيد في المحافظة والكائن في حرم مستشفى النصر العام بمدينة الضالع، الذي يتكون من غرفتين تمديد بقوام 10 أسرة لا تكفي للعدد الكبير من الأطفال المحولين من الأزارق وحدها، وصالة وحمام وغرفة استراحة للأطباء.
الدكتور محمد محسن نائب مدير مستشفى النصرقال لـ”المشاهد” إن مركز التغذية العلاجي الذي تم افتتاحه في مارس 2016، تموله منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن المركز يرقد 10 حالات حرجة فقط، ويضم طاقم الطبي مكون من 12 موظف وموظفة.
يُستقبل المركز يوميا من 15 الى 17 حالة إصابة بسوء تغذية حاد مما يشكل عبىء كبير على المركز الذي لا يتسع الا لعدد 10 حالات فقط بحسب الدكتور محسن ، ما اضطر إدارة المستشفى إلى استقبال الحالات الحرجة وترقيدها في أقسام الرجال والنساء.
ويحتاج المركز العلاجي الوحيد والمتواضع إلى توسعه لـ 60 سرير مع زيادة حالات الإصابة بالمحافظة وأكثرها تأتي من الأزارق، وهذا يتطلب العون من المنظمات الدولية ومركز الملك سلمان والهلال ألإماراتي لتوسعة مركز التغذية العلاجية بقدرة استيعابية بـ 6 أضعاف الموجود، إلى جانب فتح مركز علاجي للتغذية في الأزرق كما يقول الدكتور محسن.

الأهالي يخففون من معاناتهم

وعمل الأهالي من بداية العام الجاري في منطقة “تورصة” بمديرية الأزارق بجمع تبرعات لبناء مركز صحي للتخفيف من معاناتهم، دون أن يلتفت اليهم أحد عدا بعض الخيرين وهذا في ظل غياب البنية التحتية للمراكز الصحية والمرافق الأخرى المتعلقة بخدمة الأهالي بحسب الدكتور المقرعي.
دور الدولة غائب كليا ولا تقوم بواجبها تجاه معاناة العباد وأوضاع البلاد المنهارة بحسب الدكتور محسن، مشيرا إلى أن غياب الخدمات وظروف الناس والفقر وضعف الدور الإنساني للمنظمات الدولية بالمحافظة
وناشد اهالي المديرية الحكومة الشرعية والتحالف واهل الخير الى مد يد العون لاهالي المديرية ويرفعوا صخرة المعاناة عن على كاهل أطفال ولدوا في زمن الحرب فاكتووا بنيرانه دون ذنب.

مقالات مشابهة