المشاهد نت

تعز .. طرقات جرفتها السيول وأخرى اغلقتها الحرب

تعز -حسان محمد-

وصل الحال بعدل(شيخ قبلي) منطقة بني خيلة بمديرية جبل حبشي بتعز، عبدالسلام حسن السهيلي، إلى مرحلة اليأس بعد مناشدات متكررة للمجلس المحلي لإصلاح طريق عزلة بلاد الوافي وترميمها بعد ما حدث لها من تجريف بفعل الأمطار الغزيرة والسيول، فقد قطعت بعض مساحات من الطريق الرئيسي الذي يربط العزلة بخارجها، علماً أن مسلحي جماعة الحوثي يسيطرون على أجزاء منه، وتعرض لأضرار كبيرة لم يستطع المواطنون معها، إعادة فتحها بالأيدي، مما أدى إلى توقف حركة المركبات بشكل كامل.

طريق عزلة بلاد الوافي شاهد حي على طرق أهملت بفعل الحصار الذي اضطر الأهالي لشق طرق جديدة مهما كانت صعوبتها لإيصال المواد الغذائية وإمداد المناطق المحاصرة بشريان جديد للحياة.

يقول زكي محمد، أحد أبناء المنطقة: تتكون العزلة المحاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، من 10 قرى ليس لها إلا طريق واحدة تربطها بمحيطها عبر منفذ منطقة الرمادة على الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة، الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي.

ورفض أهالي المنطقة تسليمها للحوثيين، وشكلوا جبهات مقاومة ضدهم، فرد الحوثيون عليهم بقطع الطريق الوحيدة للعزلة وحصار أهلها.

الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي المسلحة على العديد من قرى تعز، وضع جغرافية جديدة للطرقات، حيث استحدث المواطنون طرقاً جديدة طارئة للإفلات من الحصار، والتمكن من إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، بحسب ما أكده كامل أحمد حسان، المدير المالي السابق لمديرية جبل حبشي، والذي يؤكد أن المواطنين بعد أن ظلوا لأشهر يناشدون المنظمات الحقوقية والإنسانية، العمل على فك الحصار وإنقاذهم من شبح الموت جوعاً، كانوا خلال هذه الفترة يقطعون طرقاً جبلية وعرة وبعيدة، حاملين على ظهورهم وظهور الحمير ما أمكن من مواد غذائية أساسية لأهاليهم، ولم يجدوا حلاً لفك حصارهم سوى الاعتماد على أنفسهم وشق طرق طوارئ وسط الجبال بأيديهم وإمكانياتهم المتواضعة.

وعلى الرغم من وعورة هذه الطرق وصعوبتها، إلا أنها مثلت لهم شريان حياة ورئة يتنفس من خلالها أهالي المنطقة.
اليوم يقف أبناء العزلة بحسرة وهم يرون طريقهم الرئيسية تندثر بفعل الأمطار التي جرفت منها مساحات كبيرة، نتيجة عجزهم عن استعادتها وإنقاذها من التجريف والطمر.

إقرأ أيضاً  وسيلة النساء لتحسين ميزانية الأسرة في رمضان 

 

يقول كامل أحمد: صحيح أن المواطنين تمكنوا من كسر الحصار من خلال الطرق البديلة التي افتتحوها، لكنها تبقى طرقاً وعرة وصعبة جداً، لأنها بمثابة طرق طوارئ، لا يمكن الاستغناء بها عن الطرق الأصلية، هو ما يؤكده حزام الذي طالب المجلس المحلي للمديرية بالقيام بمسؤولياته، والعمل بجد للحفاظ على الطريق، معتبراً الطرق المستحدثة جاءت كحلول مؤقتة، ولن تصمد طويلاً، لأنه تم شقها في أماكن بالغة الصعوبة.

 

المواطنون لن يستطيعوا إعادة إصلاح الطريق نظراً للأضرار الكبيرة، ويحتاجون إلى معدات شق ثقيلة ، ولذلك لابد من تدخل المجلس المحلي قبل أن تتضرر بقية أجزاء الطريق، وتكون التكلفة أكبر، بحسب السهيلي، عدل منطقة بني خيلة.
يشير كامل أحمد إلى أن المجلس المحلي للمديرية عليه أن يخاطب المجلس المحلي للمحافظة إذا كانت لا تتوفر لديه الإمكانيات بدلاً من الوقوف موقف المتفرج.

 

يرى الأهالي أن المجلس المحلي لم يكترث لمعاناتهم منذ بدء الحصار قبل ما يزيد على ثلاث سنوات، رغم مناشدتهم المستمرة لفك الحصار، فاعتمدوا على أنفسهم في شق الطرق الجديدة بإمكانياتهم المحدودة، وعلى تبرعات بعض فاعلي الخير من أبناء المنطقة.
ويعول أهالي المنطقة على المجلس المحلي بعمل أي حلول للطرق التي جرفتها السيول، وتوسعة الطرق البديلة لفك الحصار، التي شقت في جبال شاهقة.
“المشاهد” تواصل مع المسؤولين في المجلس المحلي لمديرية جبل حبشي، لكنهم رفضوا الرد، غير أن مصدراً في إدارة مديرية جبل حبشي يقول إن عدم وجود إمكانيات مادية في ظل الوضع القائم في مدينة تعز نتيجة الحرب والحصار، جعلهم عاجزين عن القيام بواجبهم في إنقاذ طريق عزلة بلاد الوافي، وطرقات أخرى في المديرية، كما هو حال بقية مناطق محافظة تعز التي تعاني هي الأخرى من مشاكل تجريف السيول دون فعل يذكر لإنقاذها.

 

مقالات مشابهة