المشاهد نت

اسطوانات الغاز التالفة سبب الحرائق في منازل اليمنيين

صنعاء – حسان محمد؛

تصاعدت ألسنة اللهب من أحد بيوت منطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء، هرع المسعفون من أبناء حي عشة الرعدي، لإنقاذ أصحاب المنزل، وصعقوا عندما رأوا امرأتين قد تفحمت جثتاهما، وامرأة مسنة وطفلة في عامها الثالث تعرضتا لحروق خطيرة.
قبل الحادثة، لم يكن يدرك رب الأسرة، وهو عائد إلى البيت مبتسماً بالظفر بأسطوانة غاز، بعد رحلة عناء ومتابعة يومية لعاقل الحارة، أنه يحمل الدمار والموت لأفراد أسرته، لكن فرحته بالحصول على الأسطوانة، تحولت إلى حزن دائم.
ويخشى سكان العاصمة من خطر انفجار أسطوانات الغاز التالفة التي توزع على المواطنين من قبل عقار الحارات في أمانة العاصمة، منذ بداية العام الماضي.
وكانت صدرت محاضر إتلاف 300 ألف أسطوانة غاز، بعد ثبوت عدم صلاحيتها للاستخدام، لكن الشركة اليمنية للغاز المنزلي في صنعاء، أعادت تلك الأسطوانات إلى السوق المحلية في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، لتغطية العجز، والتخفيف من أزمة مادة الغاز المنزلي، بحسب تأكيد مصدر مسؤول بالمصنع اليمني لصناعة وصيانة أسطوانات الغاز (طلب عدم ذكر اسمه).
ويقول المصدر لـ”المشاهد” إن هذه الكمية كانت جمعت من مختلف المحافظات اليمنية، خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنها لم تصل إلى المصنع سواء للصيانة أو الإتلاف، على الرغم من أن الجهة المكلفة بصيانة وإتلاف الأسطوانات غير الصالحة للاستخدام، شركة الغاز، بحسب العقد الموقع بين المصنع والشركة.
وارتفعت كمية الأسطوانات التالفة التي تم توريدها من قبل الشركة إلى مخازن المصنع، إلى 217,450 أسطوانة تالفة، خلال العام 2014، لكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لم تورد أية أسطوانة، بحسب تأكيدات المصدر المسؤول في المصنع.
وقدر عدد الأسطوانات غير الصالحة للاستخدام في السوق المحلية، بـ12 مليون أسطوانة في العام 2016، بعد انتهاء عمرها الافتراضي المقدر بـ15 عاماً، كما تشير إحصائيات شركة الغاز اليمنية.
وعلى الرغم من فرض رسوم 14 ريالاً على كل مرة تعبأ بها الأسطوانة خلال عمرها الافتراضي، لصالح أعمال الصيانة، إلا أن هذه المبالغ تصرف بطرق أخرى، ولا تذهب إلى ما خصصت لأجله، بحسب المصدر المسؤول في المصنع اليمني لصناعة وصيانة أسطوانات الغاز، مطالباً قيادة الشركة اليمنية للغاز بصرف ميزانية الصيانة التي تقدر بمليارات الريالات، لسحب الأسطوانات التالفة وصيانتها أو استبدالها بأخرى جديدة.
وحذر المصدر، المواطنين من استخدام هذه الأسطوانات باعتبارها قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة.
بالفعل هذا ما حدث مع عشرات الأسر، خلال العام الماضي، وهذا العام، وذهب منهم الكثير من الضحايا، كان آخرهم الأسرة التي انفجرت بها أسطوانة الغاز التالفة في منزلهم بوسط التحرير بالعاصمة صنعاء.
وتضطر أغلب الأسر إلى استخدام الأسطوانات التالفة مع الأزمة الخانقة التي تشهدها العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، والتي يحصلون عليها من خلال آلية التوزيع المعتمدة من سلطة جماعة الحوثي عبر عقال الأحياء السكنية.
يقول المواطن أحمد عبدالله، من أبناء مديرة شعوب بصنعاء، إنه بعد فترة طويلة من ملاحقة عاقل الحي، حصل على أسطوانة غاز، لكنه اكتشف عند الاستخدام أنها تسرِّب، فحاول إعادتها إلى الشاحنة التي أخذها منها، فرفضت ذلك.
ويضيف لـ”المشاهد”: لم يكن أمامي خيار آخر غير التوكل على الله واستخدامها، وترك نوافذ المنزل مفتوحة طوال اليوم، ولم تكمل الأسطوانة أسبوعاً واحداً حتى انتهت، وهو ما حدث مع الأسرة المنكوبة بمنطقة التحرير بحسب أقوال أقارب الضحايا، فيما يقوم بعض المواطنين بالتخلص منها، من خلال بيعها على مالكي المطاعم وسائقي باصات الأجرة.
عقال الحارات نفوا علاقتهم بصرف أسطوانات الغاز التالفة على المواطنين، مؤكدين أن آلية صرف أسطوانات الغاز عبرهم، وضعتها الحكومة لضمان التوزيع العادل للأسطوانات من خلال كشوفات يعتمدها العاقل لأبناء الحي، وأما صلاحية الأسطوانة، أو تلفها، فذلك من اختصاص الشركة اليمنية للغاز، حد قول ماهر الجمالي، عاقل حارة بيت عرهب بمديرية شعوب.
لكن مواطنين يؤكدون أن أغلب الأسطوانات التي توزع عليهم من قبل عقال الحارات، تالفة، وشواهد هذا التلف كما يقولون تسرب الغاز منها بمجرد فتحها للاستخدام، ومنهم المواطن حميد الشامي الذي عانى كثيراً من أسطوانات الغاز التي يتسرب الغاز منها، وما زال كما يقول.

مقالات مشابهة