المشاهد نت

“10 أيام قبل الزفة”.. يغازل الأوسكار

عدن – بديع سلطان:

تدلف الفتاة العدنيةً، أروى رشيد، إلى دور العرض السينمائي في مدينة الشيخ عثمان بعدن، مرة كل أسبوع، منذ عيد الأضحى الماضي، لمتابعة الظاهرة الثقافية التي تعيشها مدينتها منذ شهور.

لم تدع العشرينية أروى أي حفلة من حفلات عرض الفيلم العدني، 10 أيامٍ قبل الزفة، كل أسبوع إلا وتحرص على حضورها، فهي الفتاة المعروف عنها عشقها للأفلام، ومتابعة كل جديد في عالم السينما.

تؤكد أروى (للمشاهد) أنها كانت تحلم بمشاهدة فيلم يمني، يرتقي إلى مستوى الأفلام العربية، (المصرية تقصد)، ولم تكن تفكر في أن حلمها هذا قد يكون قريباً ذات يوم.

التقينا أروى بجانب شباك التذاكر في قاعة عرض الفيلم العدني بالشيخ عثمان، وكانت قريبة أحد المصوريين الصحفيين المرافقين لنا، ولهذا فقد تشجعت في الحديث عن هوايتها وشغفها.

تقول أروى (للمشاهد): منذ نعومة أظافري وأنا أتابع الأفلام الأجنبية والعربية برفقة أبي، الذي كان يحرص على اقتناء كل جديد، سواءً عبر النت، أو عبر القنوات الفضائية المدفوعة المشاهدة.

وتضيف: وترعرعت أنا على هذه الثقافة، وكنا نشاهد أفلاماً تفوز بجوائز عالمية، مثل الأوسكار، وجوائز مهرجان كان الفرنسي، وغيرها.

وتواصل أروى: كنت أحلم وأنا أشاهد تلك الأفلام أن يكون أحدها يمنياً، ولم أكن أعلم أن حلمي لن يطول، فها أنا الآن أشاهد فيلماً عدنياً خالصاً، أسبوعياً، دون أن يراودني الملل منه، إنه فيلمٌ ملكٌ لنا، نحن العدنيون، وأتمنى أن يصل إلى العالمية.

كانت أمنيات أروى بوصول فيلم 10 أيام قبل الزفة إلى العالمية، يبدو صعباً إن لم يكن مستحيلاً، كونه الفيلم العدني الأول في تاريخ المدينة، والتجربة السينمائية الأولى لكل طاقم العمل، من مخرج ومنتجين وفنيين وممثلين.

غير أن الفيلم حقق ما لم يكن يحلم به أحد من طاقمه حيث وصل صداه إلى العالمية، من خلال ترشيحه لتمثيل اليمن في مسابقة جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

نعم.. كان هذا هو الخبر السعيد الذي أفاقت عليه مدينة عدن، ونفضت به غبار ملايين الأخبار السلبية للقتل والاحتجاجات والإضرابات العمالية التي تغرق فيها المدينة يومياً.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

فعطفاً على النجاحات الجماهيرية، ونسب المشاهدة الكبيرة التي حققها الفيلم، كان جميع من عمل في إنتاجه وإخراجه والتمثيل فيه يستحق شرف العالمية، والمنافسة لنيل الأوسكار.

تفاصيل ترشح 10 أيام قبل الزفة لجائزة الأوسكار يحكيها مخرج الفيلم عمرو جمال الذي قال (للمشاهد): إن المشاركة مازالت مبدئية، بعد أن قمنا باستيفاء شروط المشاركة، وإرسال تفاصيل الفيلم وتعبئة الاستمارات المطلوبة، حتى نستطيع تحقيق معايير القبول المطلوبة.

ولم يخفِ عمرو جمال تفاجئه بنشر اسم الفيلم من قبل أكاديمية الجائزة، ضمن الأفلام المقبولة، في مسابقة نيل الأوسكار العالمية.

ويضيف: لأن المعايير تطابقت مع المواصفات المطلوبة في المسابقة، تم الموافقة على أن يمثل الفيلم دولة اليمن في مسابقة جوائز الأوسكار 2019.

ويتنافس فيلم 10 أيام قبل الزفة مع مئات الأفلام القادمة من ثمانٍ وتسعين دولة، للوصول إلى الترشيحات النهائية، بحسب مخرج الفيلم عمرو جمال.

ملامسة الفيلم لظروف وواقع الإنسان العدني البسيط، هو ما أعطى الفيلم هذا النجاح والصدى الكبير، وكتجربة أولى يستحق الفيلم ما وصل إليه، يقول المخرج علاء نعمان.

ويقول علاء، وهو مخرج شاب، من أبناء عدن متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية والقصيرة: :بغض النظر عن الجوانب الفنية والتقنية في الفيلم، فمجرد مشاركة فيلم يمني، وتحديداً من عدن، في مهرجان بحجم الأوسكار هو إنجاز لعدن واليمن عموماً.”

و يضيف نعمان (للمشاهد): إن الفيلم شابته عدد من الملاحظات الفنية، فيما يتعلق بالحبكات والأحداث وتوتيب السيناريوهات، بالإضافة إلى جوانب تقنية، يدركها المتخصصون، لكن ما يشفع لصناع الفيلم هو ذكاءهم في توظيف الواقع لسلب ألباب وعقول الجمهور العدني المتعطش لمشاهدة فيلم من صنع أبناء عدن.

ولعل هذا الإنجاز الذي يسير الفيلم على خطى تحقيقه قد يحقق آمال الكثيرين من اليمنيين ، بأن بلادنا لها وجهٌ آخر، يختلف تماماً عن وجه الحرب والقتل والموت القبيح.

وأنتج الفيلم منتصف العام الجاري 2018، وقامت ببطولته الممثلة سالي حمادة، كما يعد التجربة السينمائية الأولى للمخرج المسرحي والدرامي الشاب عمرو جمال.

 

مقالات مشابهة