المشاهد نت

مواطن من المهرة لــ “المشاهد” : نحن نغرق يا عالم والسيول تقتلع منازلنا

المهرة – نصر أحمد:

بصوت يرتجف، رد خالد اللحجي على اتصال “المشاهد”: “نحن نغرق يا عالم، السيول المتدفقة تقتلع منازلنا، كل شيء حولنا جرفته السيول”.
اللحجي الذي يعيش في منطقة محيفيف شمال مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة، لم يستوعب، بعد، حجم الخذلان الحكومي تجاه محافظة تختنق بالماء، لم يستوعب حجم الكارثة التي حلت بأرض، ظلت محل نزاع سعودي عماني، وهي تتماهى مع البحر. لا شيء قابل للبقاء. لا شيء في المكان قادر على مواجهة قوة السيول الجارفة.
الناس على أسقف منازلهم، ينظرون إلى الموت الذي يقترب من رقابهم. ينظرون برجفة الخوف وهم يهمسون: “يبدو أننا لن نبقى ليوم آخر”، لسان حالهم: “الموت لا غيره على صفحة الماء المتدفقة من أعالي الجبال”.
مركز المحافظة والعبري ومونغ ومناطق وادي تنهالن والمسيلة سيئ للغاية بل كارثي، هكذا قال محافظ المهرة راجح باكريت، على صفحته في “فيسبوك”، بعد ظهر اليوم، معلناً إياها منطقة منكوبة.
باكريت الذي تحتاج محافظته لتدخل جوي، لإنقاذ الناس العالقين فوق أسطح منازلهم، لم يسمعه أحد، لم يرَ حجم الكارثة حتى الآن أحد، سوى الضحايا، وفق تعليق اللحجي.
الطائرات التي تقصف اليمن منذ أربع سنوات، لا يمكن أن تنقذ أرواحهم من الغرق في محافظة المهرة، التي نجت من الحرب.
مناشدة باكريت للحكومة الشرعية والتحالف العربي، دعمهم بمروحيات لإجلاء الأسر العالقة وسط السيول، لم تجدِ نفعاً. حتى اللحظة لم ينقذهم أحد.
50 أسرة عالقة على أسطح منازلها بالمسيلة، جراء غمرها بمياه السيول الجارفة التي ماتزال تتدفق بقوة، ولا نستطيع إنقاذها بدون إسناد جوي، وفق تأكيد باكريت على صفحته في “فيسبوك”، الذي يستدرك بالقول في ذات المنشور: “الوضع يفوق إمكانياتنا المتواضعة”.
منازل تهدمت تحت وطأة السيول والعاصفة، ورحل سكانها إلى المدارس، وبقي البعض الآخر عالقاً على أسطحها، وطرقات تقطعت أوصالها، وشبكة الكهرباء تعرضت للخراب، كل شيء يبدو كارثياً في هذه الأرض المنكوبة، وفق اللحجي.
اللحجي يعيش مع أبنائه الأربعة وزوجته زاوية، في إحدى غرف المنزل المكون من ثلاث غرف ومطبخ وحمام، والخوف لا يفارق الأطفال، لكنهم مع هذا يبدون أفضل حالاً من العالقين على أسطح منازلهم، كما يقول.
لا يوجد حتى الآن إحصاء لحجم الكارثة، لكن المشاهد المتتالية من هناك، تؤكد أن المحافظة تواجه أول كارثة من هذا النوع، وتؤكد أن إصلاح ضرر الكارثة لن يأتي أبداً كما هو حال أرخبيل سقطرى الذي تعرض لعواصف عدة، ورغم حيلها بقيت الكارثة تعيش مع السكان، كأنها جزء منهم.

إقرأ أيضاً  خديجة.. قصة التغلب على العنف وخذلان الأسرة

و المؤشرات الأولى تؤكد فقدان أحد الأشخاص، وإصابة 100 شخص، وتضرر 1500 منزل بحسب إحصائية السلطة المحلية بالمحافظة”

مقالات مشابهة