المشاهد نت

الجامعات الخاصة ..بالدولار تقبل اقل الحاصلين علي معدل في الثانوية.

تعز – أحلام محمد:

بعد تعثرها في اختبارات القبول بجامعة تعز الحكومية، كادت ملاك محمد، أن تفقد الأمل بقدرتها على الالتحاق بكلية الطب في إحدى الجامعات الخاصة، نتيجة للرسوم المرتفعة سنوياً، والتي تفوق قدرة الأسرة على دفعها، لكن سرعان ما تجدد الأمل لدىها، بعد أن شاهدت إعلاناً ممولاً عبر “فيسبوك” لإحدى الجامعات الخاصة الجديدة، يحتوي على عرض مغرٍ للطلاب الذين سيلتحقون بالجامعة خلال هذا العام.
وتقول ملاك بسعادة لـ”المشاهد”: “لن يعجز أهلي عن دفع المبلغ المطلوب مني سنوياً، كرسوم لهذه الجامعة، لأنه ليس مرتفعاً كباقي الجامعات الخاصة. الآن سيتحقق حلمي”.
وتلجأ الجامعات الخاصة للترويج عن نفسها من خلال الإعلانات على لوحات الشوارع في المدينة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كـ”فيسبوك”، مع تقديم عروض تنافسية لجذب خريجي الثانوية العامة.
وانتشرت في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، خلال فترة الحرب، الكثير من الجامعات الخاصة التي فتحت أبوابها أمام الطلاب الراغبين في التخصصات الطبية وبقية التخصصات العلمية كالهندسة وغيرها.
وتشترط الجامعات الخاصة على الطلبة، دفع الرسوم بالدولار، ما يمكن أصحاب المعدلات الضعيفة في الثانوية، المقتدرين على الدفع، من حجز مقاعدهم في تلك الجامعات بكل يسر.
ويقول الطالب عبدالقوي عبدالواسع، بنبرة حزينة، لـ”المشاهد”: “في الوقت الذي يُحرم البعض فيه من التعليم لعدم قدرتهم على توفير الرسوم الرمزية في الجامعات الحكومية، أو حتى أجرة الباص، برغم تفوقهم، فإن الذين يمتلكون المال، رغم معدلاتهم الضعيفة، يحصلون على فرصة التعليم، وبالتخصص الذي يريدون”.
عقلية التاجر حاضرة بقوة في الجامعات الخاصة، التي لا تسعى لتقديم خدمة تعليمية جيدة، لأن هدفها ربحي، بحسب الطالب حسام الشرعبي، وهو ما يؤكده موظف في إحدى الجامعات الخاصة بتعز، موضحاً لـ”المشاهد” بالقول: “الإدارة في الجامعة الخاصة تركز على التسويق لها، دون الاهتمام بالكادر التعليمي، ولم تقم بتوفيرهم حتى اليوم، برغم أنها فتحت الكثير من الأقسام، وقامت بتسجيل الطلاب، وبدء الدراسة”.
ملاك لم تفكر بالمستوى التعليمي عند الالتحاق بكلية الطب بجامعة خاصة، لأن كل همها كان منصباً على دراسة الطب، غير أن من سبقها لدراسة طب الأسنان في إحدى الجامعات الخاصة بتعز، بات يشعر بالندم لالتحاقه بجامعة خاصة قبل عام، لأن أداء الجامعة ضعيف للغاية، كما يقول، ولا يوجد أكاديميون متخصصون يقومون بتدريسهم، وفق تأكيده لـ”المشاهد”، مستغرباً من فتح قسم طب أسنان دون وجود كوادر.
وأضاف: “أنا مضطر لإكمال دراستي، وأعتقد أني سأكون بحاجة لمحاولة التطبيق العملي خارج الجامعة، والاطلاع على مختلف الكتب لتأهيل نفسي، وإلا لن أستفيد شئياً خلال 5 سنوات من الدراسة فيها”.
ويقول أحد الأكاديميين بتعز (فضل عدم الكشف عن اسمه)، إن الكليات التطبيقية تحديداً، في الجامعات الخاصة، ينقصها وجود الكوادر، نظراً لسفر أغلبهم، أو لعدم توفرهم بالمدينة.
وبيَّن “أن الكادر التعليمي في الجامعات الخاصة، يكاد لا يختلف عن الكادر في الجامعات الحكومية، فأغلب الأساتذة هم أكاديميون بالجامعة الحكومية، وبالتالي قد يكون الكادر في الخاص أفضل بسبب الظروف الحالية، وبحث الأساتذة عن مصادر للدخل، وسفر العديد منهم إلى خارج البلاد”، لكنه يعترف بوجود قصور في بعض المناهج في الجامعات الخاصة، إضافة إلى عدم وجود معايير في قبول الطلاب، وهو ما يؤثر على مخرجات التعليم الجامعي في اليمن، برغم أن الوضع يكاد يتشابه في الجهات الحكومية والخاصة.
ويؤكد أن الجامعات الخاصة تمتلك معايير وتفقد أخرى، والأمر بحاجة لدراسة دقيقة لتوصيف الوضع بشكل جيد، ومعرفة طرق تطوير التعليم وتجويده، فأغلب الجامعات اليمنية والخاصة غير معترف بشهاداتها في الدول الأخرى.
ووفقاً لتقارير رسمية، فالجامعات الخاصة تستقطب 25% من طلاب التعليم الحكومي، لكنها تقبل طلاباً بمستويات متدنية.
وتحدد معظم كليات الطب بالجامعات الخاصة معدل 75% كشرط للقبول، دون إجراء امتحانات قبول لتحديد مستوى الطالب تعليمياً، وما إذا كان قادراً على دراسة الطب أم لا، فيما تشترط كليات الطب بالجامعات الحكومية لمن أراد التقدم للتسجيل فيها، أن يكون حاصلاً على معدل 85% في الثانوية العامة، مع اختبار قبول لمواد “الكيمياء، والفيزياء، والإنجليزي، والأحياء”، كمقياس لقوة، أو ضعف المستوى التعليمي للطالب، وفقاً لأدلة القبول لتلك الجامعات.

مقالات مشابهة