المشاهد نت

طفح مجاري الصرف الصحي بمأرب ينشر الأوبئة بين السكان

منظر عام لمدينة مأرب

مارب – عارف الواقدي:

لزمت أمة الله (30 عاماً) الفراش في منزلها بمدينة مأرب (شرق اليمن)، لمدة 7 أيام، نتيجة إصابتها بوباء حمى الضنك، الذي انتشر في المحافظة منذ مطلع العام الجاري.
أمة الله التي بدا عليها الوهن، لم تتماثل للشفاء، إلا بعد إسعافها إلى عيادة مجاورة لمنزلها، حيث تتعالج اثنتان من شقيقاتها من المرض ذاته.
وقال مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة مأرب، الدكتور عبدالعزيز الشدادي، لـ”المشاهد” إن وباء حمى الضنك، انتشر بشكل كبير في المحافظة، مضيفاً أنهم سجلوا 346 حالة إصابة منذ مطلع يناير 2018، دون تسجيل أية وفيات جراء انتشار الوباء.
وأوضح أن عدداً كبيراً من الحالات المصابة بحمى الضنك، وصلت إلى عدد من المستشفيات والعيادات الطبية خلال الفترة الماضية، ولا زالت مستمرة، داعياً السلطات المحلية والمنظمات المعنية إلى المساهمة في مكافحة حمى الضنك، بمكافحة البعوض، وتوفير الأدوية واللقاحات المضادة.
وتنتشر في أسواق وشوارع مدينة مأرب التي يسكنها مليون نازح مياه الصرف الصحي، بشكل مستنقعات على نحو واسع، الأمر الذي فاقم من انتشار البعوض الناقل للوباء بين السكان، بحسب الدكتور صوان العدني، طبيب عام في مجمع الشهيد محمد هائل الطبي، الذي أكد لـ”المشاهد” أن المستنقعات المنتشرة في المدينة باتت حاضنة للبكتيريا والفيروسات المضرة بالناس.
ويقول طبيب الباطنية الدكتور صوان، إن مشكلة طفح مجاري مياه الصرف الصحي في المدينة، هي السبب الرئيسي في انتشار الأمراض والأوبئة التي تشهدها المحافظة، وباتت مشكلة تتفاقم بشكل يومي بين المواطنين.
ويؤكد الشدادي أنه تم اكتشاف وباء حمى الضنك في أحد الوافدين إلى مدينة مأرب، مطلع العام الجاري، بعد ذلك تعرض الكثير من المواطنين للإصابة، مؤكداً أن مكتب الصحة حينها قام بعدة تدابير من أجل القضاء عليها، منها حملة توعوية وحملة رش صاحبتها حملة علاجية في مستشفى منطقة الحصون، تم خلالها – طبقاً لما يؤكد الشدادي – القضاء على الوباء في المنطقة خلال أسبوعين، غير أن الوباء استمر في مدينة مأرب بسبب وجود البعوض الناقل للوباء.
وانتشر إلى جانب وباء حمى الضنك، مرض الحصبة الذي توفي على إثره 23 شخصاً، فيما أصيب به 619 شخصاً، ومرض الدفتيريا الذي أصيب به 13 شخصاً خلال العام الجاري.
ويؤكد مواطنون في مأرب لـ”المشاهد” أن المجاري طافحة في كل مكان، وحملات الرش ليست إلا عبارة عن فقاعات إعلامية، محملين السلطة المحلية في المحافظة مسؤولية انتشار الأوبئة، كونها تقاعست عن القيام بواجبها في إزالة الأسباب المؤدية إلى انتشار الوباء.
ويقول المواطن صدام الأدور لـ”المشاهد” إن معالجة ظاهرة طفح مياه الصرف الصحي، أهم من كل المشاريع الأخرى التي تقوم بها المحافظة، بما فيها الطرق والإسفلت، في حين يعلق ناشطون بسخرية على مشكلة طفح المجاري في المحافظة، بقولهم: “ربما تسقط شوارع المدينة وتهبط مع كثرة حفريات المجاري، دون وجود معالجات تذكر لمشكلة طفح المجاري”.
الصحفي في صحيفة الجيش الوطني “26 سبتمبر”، عبده النويدي، كتب منشوراً في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أكد فيه أن حوش الصالة الرياضية، الذي يضم في داخله مبنى يستخدم سكناً لجرحى الجيش الوطني التابعين للمناطق العسكرية الثالثة والخامسة والسابعة، إضافة إلى أنه يحتوي على مبنى يستخدم كمقر لصحيفة الجيش وموقعها الإلكتروني “سبتمبر نت”، تطفح في داخله العديد من مستنقعات مياه الصرف الصحي، تنبعث منها روائح المجاري التي تواجه الزائر إلى بوابة المبنى، مضيفاً: “وأنا أرى أن الصالة الرياضية كنموذج بما تحمل من رمزية جمهورية، إذ يستقبل فيها كبار رجال الدولة، وتقام فيها كل الفعاليات المساندة للنظام الجمهوري والمناهضة للتمرد والإنقلاب، بل يقطن فيها جرحى الجيش الوطني، وهم بالمئات، إضافة إلى أنها تضم مبنى التوجيه المعنوي للجيش الوطني، كل هذه المكانة والرمزية، ومع ذلك تحولت إلى مكب عام للقمامة، وبحيرة من مياه الصرف الصحي”.
ويؤكد مواطنون أن حل هذه المشكلة التي أثرت عليهم سلباً، بسيط جداً في محافظة مستقرة إلى حد ما، في ظل الحرب التي تجتاح محافظات أخرى، فقط تحتاج نية من قبل السلطة المحلية للقيام بالحلول.
وأفضل الطرق للوقاية من وباء حمى الضنك، بحسب الدكتور صوان، هي مكافحة البعوض الناقل عن طريق القضاء على أماكن تكاثره في تجمعات المستنقعات الناتجة عن الصرف الصحي والمياه العذبة كحمامات السباحة والخزانات، والمياه المتبقية بعد الأمطار، وفي تجمعات المياه الصغيرة داخل وحول المنازل، علاوة على منع لدغ البعوض باستخدام الحواجز والملابس الواقية وطارد الحشرات، وخفض تعداد البعوض باستخدام المبيدات الحشرية في المناطق المعرضة لخطر الوباء، ورش كل المدن والمناطق السكنية بالمبيدات الحشرية بشكل موسمي، إلى جانب نشر التوعية بطرق الوقاية من الإصابة من حمى الضنك.

مقالات مشابهة