المشاهد نت

أساتذة جامعة صنعاء يغادرون الحياة بصمت

صنعاء – عارف الواقدي:

يعصف الوضع الاقتصادي المتردي بأكاديميي جامعة صنعاء، وغير ها من الجامعات الحكومية الواقعة في محافظات سيطرة جماعة الحوثي، بسبب انقطاع الرواتب، كما هو حال بقية الموظفين في بقية القطاعات الحكومية، الذين حرموا من رواتبهم على مدى عامين.
غير أن أساتذة جامعة صنعاء حرموا من إيرادات التعليم الموازي وتعليم النفقة الخاصة أيضاً، ما جعل البعض منهم يبحثون عن أعمال أخرى، لكي يعيشوا ما تبقى لهم من الحياة، ومنهم من غادرها دون أن يجد حبة دواء منقذة للحياة، كما حدث مع الدكتور عبدالغني علي سعيد الشرعبي، أستاذ الآثار القديمة ورئيس قسم الآثار السابق بكلية الآداب في جامعة صنعاء، الذي توفي في سبتمبر الماضي.
الدكتور الذي أفنى عمره في تعريف طلابه بآثارهم القيمة، مات بعد عامين من انقطاع الرواتب، بمرض السكر، وهو محتاج لحبة دواء تنقذه من الموت، رغم الإيرادات الشهرية التي تجنيها جامعته من برامج النظام الموازي والنفقة الخاصة وتعليم اللغة الإنجليزية.
وتتراوح رسوم المقعد الواحد للدراسة في النظام الموازي والنفقة الخاصة بجامعة صنعاء، بين 500 و1000 دولار سنوياً، حسب الكلية التي يلتحق فيها الطالب.
ويقول أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة صنعاء، الدكتور عادل الشرجبي، لـ”المشاهد”: لم نستلم مرتباتنا، منذ سبتمبر/ أيلول 2016، بعد أن أوقفتها وصادرتها جماعة الحوثي، بحجة العجز المالي، في وقت تقوم فيه بتحصيل المليارات من إيرادات الجامعة إلى جيوبها، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحكومة الشرعية هي الأخرى لم تقم بالوفاء بوعودها المتكررة بإرسال رواتب الموظفين والأكاديميين في جامعة صنعاء.
ووفقاً لكشوفات موازنة الحسابات الإيرادات الذاتية لجامعة صنعاء في العام 2013، فإن الإيرادات قدرت بنحو مليار و486 مليون ريال يمني، لكن أساتذة الجامعة محرومون من تلك الأموال، رغم أن الكشوفات ذاتها تؤكد أن النفقة العامة للجامعة خلال العام الواحد، لا تتجاوز 770 مليون ريال يمني.
وتوقف الدكتور الشرعبي عن شراء العلاج منذ نحو شهر قبل وفاته، عندما وصل به الحال إلى عدم القدرة عن شراء الدواء، بحسب أحد أقاربه.
ويؤكد الدكتور الشرجبي، أنه التقى زميله، الدكتور الشرعبي، في باب كلية الآداب، قبل وفاته بـ10 أيام، وآثار المرض واضحة، فوجهه شاحب، وعند سؤاله عن السبب أجابه: “توقفت عن استخدام أدوية السكر والضغط والكوليسترول، بسبب افتقاري لثمنها”.
ويضيف الدكتور الشرجبي: “لم أكن قادراً على مساعدته، فالحال من بعضه، بعد توقف رواتبنا منذ عامين”.
أساتذة كثر تركوا الجامعة، وراحوا يبحثون عن أعمال أخرى تنجيهم من واقع الحال، لكن بعضهم فوجئوا بفصلهم من الجامعة.
وفصل 160 أكاديمياً من جامعة صنعاء، مطلع شهر أكتوبر الجاري، بحجة غيابهم عن التدريس، رغم حرمانهم من رواتبهم، بحسب مصدر في الجامعة، مؤكداً أن إجراءات الفصل غير قانونية.
ويستغرب المصدر إقدام مجلس الجامعة على فصل الأكاديميين، مع علمه أن ذلك يخالف القوانين واللوائح المعمول بها.
وتشير مصادر في جامعة صنعاء إلى أن ثلاثة أكاديميين توفوا خلال شهر واحد فقط، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الدواء.
ويقول الدكتور الشرجبي إن دكاترة الجامعة عملوا جاهدين، من أجل بناء العقول وإخراج جيل متعلم للمجتمع والوطن، لكن حكومتي صنعاء وعدن تنصلتا من دفع رواتبهم وحقوقهم منذ عامين مضيا، بالرغم من استمرارهم في أداء واجبهم الذي يرون أنه من العيب عدم الالتزام به، مضيفاً أن بعض دكاترة وأكاديميي الجامعة يعملون في المخابز والقهاوي والمطاعم ومصانع البلك، لمواجهة ظروف الحياة.

مقالات مشابهة