المشاهد نت

بعد 3 سنوات من المصير المجهول.. أسرة اللواء الصبيحي تترقب إطلاق سراحه

صنعاء- خالد الحميري:

“برداً وسلاماً نزل صوت والدي على الأسرة جميعأ عقب سماع صوته بعد انقطاع دام أكثر من 3 سنوات”؛ بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من الفرح، عبّر عبد الولي الصبيحي، النجل الأكبر لوزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، عن سعادته بالحديث مع والده لأول مرة منذ وقوعه في الأسر بيد جماعة الحوثي، في مارس 2015.
ونقل السكرتير الصحفي لوزير الدفاع الصبيحي، ورئيس تحرير صحيفة الجيش، علي منصور مقراط، عن نجل اللواء الركن محمود الصبيحي، قوله: “كان كعادته يتحدث برباطة جأش ومعنويات عالية، وأكد لنا أنه بخير، وأن الأمور تبشر بخير”.
وأعلنت سلطنة عُمان، الخميس، عن توصلها لاتفاق مع جماعة الحوثي، بشأن وضع اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع المعتقل لدى الحوثيين، يقضي بالسماح له بالتواصل مع ذويه، وكذا زيارته، مشيرة إلى تطلعها إلى أن يتبع هذا الاتفاق خطوات أخرى تقود إلى إطلاق سراحه، وإيجاد حلول نهائية بشأن جميع الأسرى والمفقودين في اليمن.
وأشارت، في بيان نقله التلفزيون الرسمي العماني، إلى أن الاتفاق جاء بجهود بذلتها السلطنة تتعلق بـ“الحالات الإنسانية في اليمن، وتلبية لنداءات وطلبات تقدمت بها عدة جهات يمنية” لم تسمها.
وسبق لسلطنة عمان التي تحتفط بعلاقات جيدة مع الحوثيين، أن ساعدت في تسهيل إطلاق سراح سجناء غربيين كانوا معتقلين لدى الحوثيين، كان آخرهم المواطن الفرنسي ألان غوما، الذي أفرج عنه بوساطة عمانية، منتصف أكتوبر الجاري، بعد أكثر من 4 أشهر ونصف على اعتقاله، قبالة سواحل الحديدة.
وأفرج الحوثيون، في الثالث من أكتوبر الجاري، بوساطة عمانية، عن صلاح ومدين صالح، نجلي الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، بعد اعتقالهما عقب أحداث ديسمبر الماضي، التي قُتل خلالها صالح، وسيطر الحوثيون على مختلف منازله ومقرات حزب المؤتمر الذي كان يتزعمه.
ونفت أسرة وزير الدفاع الصبيحي، الأنباء التي تحدثت عن إطلاق سراحه، أمس، دون أن تعلق على التسريبات المتعلقة بشروط إطلاق سراحه، والتي أشارت إلى أن الحوثيين أفرجوا عن اللواء الصبيحي بوساطة عمانية، شريطة عدم مزاولة أي عمل عسكري أو سياسي، حيث من المقرر أن يتوجه إلى مصر، ومنها إلى سلطنة عمان، قبل أن ينتقل إلى روسيا للإقامة فيها.
وقال عبدالله محمود، النجل الثاني لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، إنه تمكن، الخميس، من التواصل مع والده المختطف لدى جماعة الحوثي، بعد هذه الفترة الطويلة من الإخفاء الكامل عن أسرته وأهله، ومنعه من أي تواصل معهم، أو كشف مكان اعتقاله.
وأضاف في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”: “لشهور تلتها سنوات عجاف وأنا أنتظر في كل يوم وأسبوع ومناسبة وموقف، سماع صوتك الغالي والدي الحبيب، وحين مللت الوعود لتكرارها وخيبتها في كل مرة، ولم أعد أصغي وأصدق، كان موعدي مع أغلى حلم البارحة، وأنا أسمع صوتك”.
وتابع عبدالله الصبيحي: “لا أدري ماذا أقول، ولا أستطيع التعبير، فحين تختلط دموع الفرحة بإحساس الشوق واللهفة، تنهار كل قواك، غير أنك لم تنهر، وكنت بكامل قواك وقوتك وشموخك وصمودك وأنت تسأل عن كل شيء في البيت والقرية والناس وكل من تحب”.
واختتم نجل الصبيحي تدوينته بالقول: “حفظك الله وثبتك حتى أراك في موعد القدر الذي أنتظره بالإفراج عنك وعناقك”.. معبراً عن شكره وعرفانه لكل من أسهم وسهل وتعاون في إتمام ذلك التواصل والاتصال”.
وكانت أسرة الصبيحي، تواصلت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عقب أشهر من اعتقاله، للكشف عن مصير اللواء الصبيحي، الذي انقطعت أخباره منذ اعتقاله، وقدمت العائلة كل المعلومات اللازمة التي قد تستدل منها اللجنة على تفاصيل عن الأسر، الذي كان متزامنًا مع آخر معركة قادها وزير الدفاع ضد الحوثيين.
وأرفقت الأسرة للجنة الدولية للصليب الأحمر، معلومات طبية عن حالة اللواء الصبيحي، الذي يبلغ من العمر قرابة 65 عاماً، ويعاني من أمراض الضغط، والسكر، إضافة إلى معلومات حول آخر معركة قادها اللواء الصبيحي في مواجهة الحوثيين، قرب قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج.
وسبق هذا التحرك لقاء موسع عقد في العاصمة السعودية الرياض، جمع اثنين من أبناء الوزير الصبيحي، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة السابق لليمن، لمعرفة مصير اللواء الصبيحي، الذي كان مجهولاً مع ندرة المعلومات الواردة حول الحالة الصحية التي يعيشها في المعتقل.
وفشلت تحركات سابقة أجرتها الحكومة اليمنية، للكشف عن مصير وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، المختطف لدى الحوثيين، منذ أكثر من 3 سنوات، بعد رفض جماعة الحوثي إعطاء الصليب الأحمر الدولي أية معلومةٍ عن حالة أو مكان وزير الدفاع.
ولد اللواء محمود الصبيحي، عام 1948، بمنطقة هويرب، في مديرية المضاربة، من محافظة لحج، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية في عدن، عام 1976، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية “فورنزا” في الاتحاد السوفياتي السابق، 1978-1982، وأنهى دورة قيادة وأركان من الأكاديمية نفسها، عام 1988.
وعمل الصبيحي مديراً للديوان بوزارة الدفاع في عدن، بين عامي 1976 و1978، وحصل على رتبة أركان حرب في 1988، وتولى قيادة الكلية العسكرية في عدن في الفترة 1988-1990، وأصبح نائباً لمدير الكلية الحربية بين عامي 1990 و1993، ثم عين قائداً للواء 25 ميكانيكي، 1993-1994، وشارك في حرب 1994 مع قوات علي سالم البيض، ثم غادر بعدها البلاد لمدة 15 عاماً، حتى عاد عام 2010، ورقي إلى رتبة لواء وعيّن مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
وشغل اللواء الصبيحي منصب قائد محور العند واللواء 201 مشاة ميكانيك بين عامي 2011 و2013، ثم عيّن قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة في الفترة بين أبريل 2013 ونوفمبر 2014، ورفض حينها دخول أية مليشيات إلى تعز، أثناء توسع الحوثيين.
ومطلع نوفمبر 2014، أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيينه وزيراً للدفاع في حكومة خالد بحاح، خلفاً للوزير السابق محمد ناصر أحمد، الذي يُتهم بتسهيل دخول الحوثيين لمحافظة عمران والعاصمة صنعاء، وسماحه لهم باقتحام المنشآت العسكرية والاستيلاء على معسكرات الدولة ونهب العتاد العسكري.
وفرضت جماعة الحوثي على اللواء محمود الصبيحي، إقامة جبرية، كباقي أعضاء حكومة بحاح التي أعلنت استقالتها، لكنه تمكن من الإفلات من قبضة الحوثيين في الـ6 من مارس 2015، والوصول إلى مسقط رأسه في محافظة لحج جنوبي اليمن، وعاد بقرار من الرئيس هادي لمزاولة مهامه كوزير للدفاع.
واعتقل الحوثيون اللواء الصبيحي والعميد فيصل رجب، وقائد اللواء 119 مدرع، ووكيل جهاز الأمن السياسي اللواء ناصر منصور هادي، (شقيق الرئيس هادي)، في مارس 2015، بعد نصبهم كميناً له مع قادة آخرين، قرب قاعدة العند الجوية، بمحافظة لحج، قبل أن يتم نقلهم إلى العاصمة صنعاء.

مقالات مشابهة