المشاهد نت

حكومة معين في عدن .. تحديات أمنية وملفات اقتصادية وسياسية شائكة

عدن -بديع سلطان:
“يجب إعطاء فرصة للحكومة الجديدة ورئيسها الشاب المهندس معين عبدالملك حتى تثبت قدراتها وتحقق ما عجزت عنه الحكومة السابقة”، يقول هادي خان، مواطن عدني.
ويضيف هادي (للمشاهد): ناشطون شباب في منظمات المجتمع المدني، وأعضاء مؤتمر الحوار، يعرفونه عن كثب، ونقلوا لنا صورةً ناصعة عنه، نتمنى ألا تتلوث بأوساخ السياسة القذرة، كما إنه يعتبر أصغر رئيس وزراء مرّ على اليمن.
ويؤكد: رئيس الحكومة الجديد لديه طموح الشباب، ويكفي أنه لم يتورط فيما تورط به من قبله من السياسيين، كما أنه تعين في أجواء سياسية مغايرة، أبرز عنوانها التوافق بين الشرعية والتحالف، وتراجع أصوات وشعبية الكيانات الفوضوية في عدن.
غير أن هادي خان لم يخفِ مخاوفه من الصعوبات والتحديات التي تواجه رئيس الوزراء الشاب، وعلى رأسها التحدي الاقتصادي والأمنية.
هذا التفاؤل الذي يغلف حديث هادي، هو جزء من الوضع السائد في الشارع العدني، قبل وبعد وصول رئيس الحكومة الجديد الدكتور معين عبدالملك إلى عدن، يوم الثلاثاء، برفقة عدد كبير من الوزراء.
يقول الصحفي عبدالرحمن أنيس: إن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء تنبيء بتوجهاته وأولوياته التي وضعها مسبقاً، قبل أن تطأ قدماه مدينة عدن، وكشف – ولو بشكل غير مباشر – عن خطة عمله خلال الأيام القادمة.
وأضاف أنيس أن الدكتور معين ركز في تصريحاته على الشأن الاقتصادي، والخدمي، والإنساني، وتعمد عدم الخوض في الملفات الشائكة، وكأنه يقول: لن أتدخل في السياسة.
في الوقت الذي قال فيه الحقوقي والناشط الاجتماعي خالد غالب: إن الحكومة لن تستطيع تجنب الملفات الإشكالية ذات الطابع السياسي، لأنها لا بدّ أن تجد نفسها في مواجهتها رغماً عنها.
وأضاف خالد غالب (للمشاهد): أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لها مسببات سياسية، حتى أن الجوانب الإغاثية أيضاً مرتبطة سياسياً بشكل أو بآخر، كما أن حل المشكلة الأمنية في عدن يقع في عمق الشأن السياسي المتشابك والملتهب في المدينة.
ذات الأمر يتطرق إليه الصحفي الجنوبي سامي الكاف، الذي أشار إلى أن الحكومة الجديدة لا يمكن لها النجاح في عدن، والاستمرار في المدينة دون أن تضع معالجات جذرية للملفين الأمني والعسكري.
وأكد أن بقية الملفات الأخرى، الإنسانية والاقتصادية والخدمية، ليست سوى نتائج وتداعيات للملفين الأمني والسياسي.
مخاوف الطلاق والفراق
من جانبه لم يواري الصحفي الجنوبي الآخر، ياسر اليافعي، الشكوك في إمكانية استمرار الحكومة من عدمه في مدينة عدن.
وقال اليافعي ساخراً، في تغريدةٍ على تويتر: إن تواجد الحكومة في عدن كالزواج تماماً، هدفه الاستقرار، غير أن مخاوف الطلاق والفراق واردة!.
وكان رئيس الوزراء الجديد الدكتور معين عبدالملك ركز في تصريحاته خلال وصوله إلى مطار عدن الدولي، امس الثلاثاء ، على المجالات الاقتصادية، والإغاثية، والخدمية، والإدارية.
وأشار إلى خطط الحكومة في مواجهة تدهور الاقتصاد والعملة الوطنية، والتوجهات نحو إعادة الإعمار، وإغاثة آلاف الأسر الفقيرة في اليمن، حيث يعيش نصف اليمنيين في فقر مدقع، حد وصفه، بعد منع جماعة الحوثي صرف مرتبات نحو 1.2 مليون موظف يمني.
وأكد أن الحلول الممكنة تكمن في تفعيل الإيرادات، وإعادة إصدار النفط، وإصلاح الخلل في مؤسسات الدولة، وتحسين الناتج المحلي للاقتصاد الوطني الذي انكمش خلال الفترة الماضية.
ولم تعرف الحكومات المتعاقبة على مدينة عدن أي استقرارٍ فيها، منذ إعلانها عاصمةً مؤقتةً لليمن، حيث لم تستمر حكومة خالد بحاح سوى أشهر، بعد تفجير مقرها في فندق القصر بمديرية البريقة، بداية العام 2016.
ولم تكن حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر بأحسن حال، بعد أن واجهت مظاهرات واحتجاجات تطالبها بالرحيل، واتهامات بالفساد، وصلت ذروتها في يناير 2018، حين تم اقتحام مقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء في مديرية خورمكسر من قبل قوات مسلحة محسوبة على ما يسمى بالمجلس ألانتقالي، واضطر رئيس الوزراء حينها لمغادرة عدن ولم يعد إلا بعد تعهد دول التحالف بحماية الحكومة.

مقالات مشابهة