المشاهد نت

بالفيديو- مالك معصرة زيوت طبيعية بصنعاء: هذا موروث شعبي ومصدر رزقي الوحيد

صنعاء-فارس قاسم:

تراجع أعداد معاصر إنتاج زيوت السمسم (الطبيعي) القديمة في مدينة صنعاء التاريخية، بشكل ملحوظ، بعد أن أسهم التطور التكنولوجي، بما في ذلك استحداث معاصر كهربائية، في اندثار مهن عديدة، كمعاصر الزيت التقليدية، وحرف عريقة في مدن اليمن، كغيرها من بلدان المعمورة.
“معصرة باب اليمن للصليط الترتر والجلجلان البلدي” التي ورثها اليمني، محمد باشا، عن والده وأجداده، واحدة من 5 معاصر فقط، في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي.
المعصرة التي لها 1500 سنة، ما زالت محل فخر باشا، كونها مصدر رزقه الوحيد، وموروثاً شعبياً، كما يقول في قصة مصورة لـ”المشاهد”، مضيفاً أنه ينتج أكثر من 20 نوعاً من الزيوت الطبيعية، كالسمسم والخردل والثومة والحبة السوداء، واللوز الحلو والمر، ويقوم بتعبئتها في قناني بلاستيكية، ويجهزها للبيع.
ويعد “الجمل” المساعد الرئيس في طحن الحبوب لاستخلاص جميع أنواع الزيوت، من خلال جره لعمود المعصرة التقليدية بحركة دائرية لساعات عديدة يومياً، وهو مغمض العينين، حتى لا يصاب بالدوار، على حد تعبير باشا.
ويستغرق إنتاج 5 لترات من زيت السمسم، بهذه الطريقة، نحو 5 ساعات، وفقاً لباشا، الذي يؤكد أن الإقبال على شراء هذه الزيوت جيد، “زبائني من اليمن، ومن خارجها، كالسعودية وأمريكا، وجميع أنحاء العالم”.
في المقابل، أقر محمد باشا، بارتفاع أسعار الزيوت الطبيعية خلال الحرب المستمرة في اليمن منذ 4 سنوات، بسبب ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة تجاوزت 100%، كما يقول.
وعزا ذلك إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي ألقت بظلالها سلباً على مختلف القطاعات، بينها الإنتاج الزراعي، كواحدة من أبرز تداعيات الحرب التي أثرت سلباً على معيشة ملايين السكان في هذا البلد العربي الفقير.
ويصل سعر 0.75 لتر من بعض أنواع هذه الزيوت، إلى أكثر من 15 دولاراً أمريكياً.
وإلى جانب استخدام هذه الزيوت في إعداد الأطعمة المختلفة، يقول باشا إن اليمنيين يستخدمونها أيضاً كعلاج، وإن بعضها “تطرد الجن”.
ويوضح أن الزيوت المنتجة بالطريقة الحجرية والجمل، تتميز بالجودة والطعم والرائحة، خلافاً لتلك المنتجة في معاصر، أو آلات كهربائية حديثة.

إقرأ أيضاً  خطورة المخدرات في «لقمة حلال»

مقالات مشابهة