المشاهد نت

مقال الحوثي في الواشنطن بوست .. يثير انزعاج الخصوم

الحديدة -خالد الحميري-

أثار مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست”، الأمريكية، للقيادي الحوثي “محمد علي الحوثي”، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، في عمود الكاتب السعودي المقتول جمال خاشقجي ضجة واسعة وجدلاً كبيراً في حين اعتبرت الحكومة اليمنية نشر المقال بالأمر المعيب.

وقال الحوثي في المقال، الذي نشر يوم الجمعة، إن التصعيد المستمر للهجمات على ميناء الحديدة من قبل التحالف العربي يثبت أن الدعوات الأميركية لوقف إطلاق النار ليست سوى كلام فارغ، متهماً التحالف بمحاصرة الصحافيين الذين يحاولون تغطية الحرب في اليمن.

وأضاف الحوثي في مقاله الذي حمل رسالة تقول “نريد السلام لكن بعد وقف القصف” أن ترامب وإدارته يحبذون الإستمرار في هذه الحرب المدمرة بسبب العوائد المادية من مبيعات السلاح، موضحاً أنهم مستعدون لوقف إطلاق الصواريخ على السعودية، في حال أوقف التحالف الهجمات الجوية.

وتابع: “لقد انعكست وحشية النظام السعودي في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ويمكن ملاحظة ذلك في التصعيد العسكري والغارات الجوية في الحديدة والمدن الأخرى، في تحدٍ لجميع التحذيرات الدولية”.

واختتم مقاله بالقول: “نحن نحب السلام، هذا النوع من السلام المحترم الذي يدافع عنه زعيم ثورتنا عبد الملك الحوثي، نحن مستعدون للسلام، سلام الشجعان ، إن شاء الله، سيظل اليمنيون داعمي السلام ومحبي السلام”.

من هو محمد علي الحوثي ؟

ومحمد علي الحوثي واسمه الكامل: محمد علي عبد الكريم أمير الدين الحوثي وشهرته أبو أحمد الحوثي، من مواليد (1969) بمدينة ضحيان في محافظة صعدة، ويقال أنه ابن عم عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، وبرز سياسياً من خلال رئاسته لما يسمى بـ”لجنة الرقابة الثورية”، التي شكلتها جماعة الحوثي بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

ويعتبر الحوثي الذي كان سجيناً في جهاز الأمن السياسي خلال الحروب التي خاضتها الجماعة مع السلطات الحكومية في الحروب الستة التي دارت ما بين 2004 و2010، مهندس اللجان الثورية التي سيطرت على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

وفي أول رد حكومي على المقال، كتب وزير الخارجية خالد اليماني في تغريدة على حسابه على “تويتر” بالانجليزية “من كان ليتصور أن يرى مجرم حرب من أمثال محمد علي الحوثي يفبرك لغة سلام في واشنطن بوست!ّ عملاء إيران بدأوا يجدون طريقهم إلى الصحافة الأمريكية، “يا له من أمر معيب!!”.

وأضاف في تغريدة أخرى بالعربية “لا يمكن لمن يسفك دماء اليمنيين، ومن انقلب على مخرجات الحوار الوطني، واختطف الدولة بقوة السلاح أن يتشدق باسم السلام”.

ويأتي المقال بعد يوم واحد من نقل الصحيفة ذاتها عن تسريبات تفيد ببحث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصنيف جماعة الحوثي في اليمن كـ”منظمة إرهابية”، وذلك كجزء من حملة إنهاء الحرب هناك، والضغط على إيران.

وحول علاقة توقيت نشر المقال بالتسريبات ذاتها قال الصحفي عبدالرحمن البيل، رئيس تحرير موقع “المشهد اليمني” إن واشنطن ليس لديها أي توجه لإعلان الحوثيين جماعة إرهابية وإن كانت تلوح بذلك فالحوثيون كانوا وما زالوا شركاء للأمريكيين في محاربة ما يسمى الإرهاب أي القاعدة وداعش وهناك خلية أمريكية لاتزال تعمل حتى في مقر الأمن القومي بصنعاء في هذا الإطار.

وأوضح في تصريح خاص لـ”المشاهد” أن الواشنطن بوست تبنت صوتاً معادياً للسعودية مثل محمد على الحوثي نكاية بالمملكة في اطار الحرب التي تشنها الصحيفة ضدها بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أحد كتاب الصحيفة في القنصلية السعودية بإسطنبول.

انتقادات واسعة 

مقال الحوثي، واجه انتقادات كبيرة من قبل سياسيين وإعلاميين وصحفيين يمنيين، إذ استهجن الكاتب السياسي علي البخيتي سماح صحيفة الواشنطن بوست” لمن قتل وعذب وسجن مئات الصحفيين والكتاب وأصحاب الرأي اليمنيين بالكتابة في نفس عمود الصحفي السعودي المغدور “جمال خاشقجي”.

إقرأ أيضاً  الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

أما وضاح المنصوري شقيق الصحفي توفيق المنصوري المعتقل لدى جماعة الحوثي برفقة ثمانية صحفيين آخرين منذ منتصف عام 2015 فكتب على “فيسبوك”: “في خضم الصراع الإقليمي والدولي الإعلامي أقرب منه للعسكري، إنبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بنقل وجهة نظر العدو الأول للصحافة والصحفيين في اليمن والمسؤول المباشر عن اختطاف وتعذيب العشرات من الصحفيين في اليمن، لتكشف لنا بذلك زيف الإدعاءات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي تدعي أحقيتها في حماية الإنسان في أي مكان من العالم ومعاقبة المتورطين في الإنتهاكات وليست مكافأتهم بالترويج لأفكارهم الظلامية الهدامة”.

وكتب الصحفي علي الفقية، نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر أونلاين: ” تتباكى الواشنطن بوست على مقتل الصحفي جمال خاشقجي ثم تنشر مقالاً بإسم محمد علي الحوثي أحد زعماء مليشيات الحوثي المسلحة في اليمن التي قتلت حوالي 20 صحفياً واختطفت عشرات الصحفيين المعارضين خلال السنوات الماضية فيما لا يزال 12 صحفياً في سجونها يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب”.

أما الصحفي فيصل علي فكتب ساخراً: بما أن الصحافة مهنة من لا مهنة له، فمحمد الحوثي صار زميلاً في بلاط الجلالة ومش بعيد النقابة تكتب لأجله بيانات إدانة حتى لا يقوم التحالف الغر بقصفه أو استهدافه، بعد أن أصبح زميلاً في المهنة، فهذه المهنة كفيلة بغسل الخطايا حتى لو بلغت مقدار “بغلة”.

وتساءل الصحفي محمد الأحمدي” كيف تحتفي صحيفة عريقة بحجم الواشنطن بوست بمقال لزعيم مليشيا إجرامية قاتلة اتخذت الصحفيين دروعاً بشرية، واقتحمت وصادرت ونهبت مقرات الصحف والقنوات واعتقلت عشرات الصحفيين وحكمت على بعضهم بالإعدام ؟!”

الإعلامية أسوان شاهر، مديرة البرامج بقناة بلقيس، كتبت على “فيسبوك”: نشر الواشطن بوست مقالا لمجرم حرب وقاتل صحفيين في عمود كان مخصص للصحفي خاشقجي يكشف زيف الصحيفة والإعلام الغربي والدول المتبنية للقضية حول القيم الأخلاقية والإنسانية المحركة لها .

بدوره قال الصحفي عامر الدميني، رئيس تحرير الموقع بوست، إن المقال الذي كتبه محمد علي الحوثي للواشنطن بوست احتوى على مغالطات واضحة لكثير من القضايا، مشيراً الى أن تباطؤ الحسم والأزمات التي تفجرت خلال مرحلة الحرب في اليمن والسياسة التي تتبعها السعودية و الإمارات في التعامل مع الملف اليمني والقوى المؤيدة لها هي من قادت لهذا الوضع.

وطالب الصحفي سمير النمري، مراسل قناة الجزيرة في اليمن، نقابة الصحفيين اليمنيين باتخاذ دور قوي تجاه المقال الذي كتبه الحوثي في صحيفة الواشنطن بوست. مضيفاً: ينبغي على النقابة أن توضح للصحيفة أن الحوثي مجرم بحق مئات الصحفيين اليمنيين وهو مدان وجماعته بجرائم قتل وتعذيب وسجن ومصادرة أملاك وتهجير المئات من الصحفيين اليمنيين خلال السنوات الماضية.

وانتقد الصحفي أمجد خشافة قيام الصحفية Karen Attiah التي كانت تحرر مقالات جمال خاشقجي، في الواشنطن بوست، وبكت بحرقة على مقتله، باستقبال مقال لمحمد الحوثي الذي تسببت جماعته بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين ووصول البلد لأكبر مجاعة في العالم، مضيفاً في تدوينة على “فيسبوك”: “دموع تماسيح، وسقوط أخلاقي ومهني”.

يذكر أن واشنطن بوست صحيفة سياسية يومية أمريكية تهتم بقضايا الأقليات المهاجرة وحقوق الإنسان والحريات وتعد إحدى أكبر وأقدم الصحف الأميركية الصادرة في واشنطن وأكثر الصحف انتشارًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات مشابهة