المشاهد نت

مأرب.. صحراء واسعة لتهريب العملة والذهب والآثار النادرة

مأرب -عارف الواقدي:

تخوض الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب (الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء)، معارك يومية شرسة ضد عصابات ومافيا التهريب، آخرها إحباط 3 عمليات على مدى 3 أيام متتالية، إحداها محاولة تهريب أكثر من 5 ملايين دولار أمريكي إلى العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وتمت عملية ضبط تهريب العملة الصعبة أثناء توجه المهربين إلى العاصمة صنعاء، بحسب تأكيد مدير أمن المحافظة العميد عبدالملك المداني، لـ”المشاهد”، مضيفاً أن إحباط عمليتي تهريب عملتي (الدولار والريال السعودي)، تمت في إحدى النقاط الأمنية، بعد عمليات رصد ومتابعة وتحرٍّ من قبل الأجهزة الأمنية.
ويذكر العميد المداني، أن العملية الأولى ضبط فيها 2.6 مليون دولار أمريكي، في مديرية الجوبة، وضبطت العملية الثانية في الطريق العام الرابط بين محافظتي مأرب وصنعاء، وكانت تحتوي على تهريب مبلغ 9 ملايين ريال سعودي.
وبحسب المداني، فإن المبالغ المهربة التي تم ضبطها في العمليتين كانت مخبأة بطرق احترافية، الأولى كانت على متن سيارة “هايلوكس”، وتم فيها ضبط اثنين من أفراد العصابة، والأخرى كانت المبالغ مخبأًة في حقيبة ملابس على متن سيارة “هايلوكس” نوع “ونيت غمارتين”.

مساحة واسعة للتهريب

تشهد محافظة مأرب التي تتسم بطبيعة صحراوية، نشاطاً كبيراً لعمليات التهريب عبر الطريق الصحراوي الذي ساعد في تسهيل عمليات التهريب الداخلية لشحنات السلاح والمخدرات والعملة المزورة عبر الخطوط البرية داخل المحافظة إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وتضم المحافظة 14 مديرية، بمساحة إجمالية تبلغ 17405 كم2، تتصل بمحافظة الجوف من الشمال، ومحافظتي شبوة والبيضاء من الجنوب، ومحافظتي حضرموت وشبوة من الشرق، ومحافظة صنعاء من الغرب، وكلها مناطق متباعدة وصحراوية، تعطي متسعاً للمهربين بالمناورة والتخفي أثناء قيامهم بعمليات التهريب.
يقول أحمد، جندي في إحدى النقاط الأمنية على أحد منافذ مدينة مأرب، إن نشاط عمليات التهريب والمهربين في المحافظة غالباً ما يبدأ من الساعة 12 بعد منتصف الليل إلى ما قبل شروق الشمس، لتجنب كشفهم، غير أن اليقظة الأمنية والحس الأمني العالي لدى الأجهزة الأمنية دائماً ما تكون عامل إحباط وإفشال لعملياتهم المتكررة.

تهريب الآثار النادرة والذهب

تمكنت الأجهزة الأمنية بالمحافظة من إحباط عملية تهريب قطع أثرية نادرة، على متن سيارة نوع “كيا”، في إحدى النقاط الأمنية بمحيط المحافظة.
وقال المداني إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عصابة سمسرة تقوم بنقلها من جماعة الحوثي وتهريبها وبيعها على عصابات خارج مناطق سيطرتهم إلى مناطق محررة ومن ثم نقلها إلى خارج اليمن.
وذكر أن القطع الأثرية المضبوطة هي عبارة عن تماثيل ذهبية وأخرى من الأحجار الكريمة مكتوب عليها بالخط السبئي القديم “المسند”، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية ضبطت 5 من أفراد العصابة، في حين ما يزال البحث جارياً عن اثنين آخرين ضمن العصابة، أحدهما يحمل جنسية عربية، مؤكداً أن المتهمين اعترفوا خلال التحقيقات أنهم يقومون بنقل هذه الآثار النادرة والسبائك الذهبية الأثرية من عناصر موالية لجماعة الحوثي في محافظة ذمار إلى أشخاص من دول عربية وأجنبية عبر وسطاء محليين وعرب.
واعترفت العصابة بقيامها بإذابة بعض السبائك الذهبية والتماثيل الأثرية القديمة المصنوعة من الذهب، وتهريبها وبيعها كقطع ذهبية، بعد طمس قوالبها ومعالمها الأثرية.

إقرأ أيضاً  المرأة الريفية.. حضور متزايد في الزراعة 

إحباط أسلحة ومتفجرات

ولم يقتصر الأمر على تهريب العملة والآثار والذهب، بل تعدى ذلك إلى تهريب المتفجرات، إذ تمكنت الأجهزة الأمنية في إحدى النقاط الواقعة على مداخل المحافظة، من ضبط 720 قالباً متفجراً جاهزاً للتفجير.
وذكرت مصادر أمنية في إدارة الأمن لـ”المشاهد” أن قوالب المواد المتفجرة نوعية (TNT) كانت معبأة في 11 صندوقاً على متن سيارة “هايلوكس” كانت متجهة إلى مدينة مأرب.
تزامن ذلك مع ضبط إحدى النقاط الأمنية 500 كيلو حشيش مخدر كان مخفياً بطريقة احترافية على متن إحدى القاطرات، التي كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة المضبوطات مع متهمين اثنين إلى النيابة العامة، بحسب مصدر أمني بمحافظة مأرب.
الجدير بالذكر أن إحدى نقاط التفتيش في مداخل المدينة، تابعة لقوات الشرطة العسكرية، تمكنت الأيام القليلة الماضية، من إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة والذخائر كانت محملة على متن شاحنة نقل متوسطة أثناء توجهها إلى منطقتي جحانة، والبيضاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بحسب تأكيد قائد الشرطة العسكرية فرع مأرب العميد ناجي منيف، لـ”المشاهد”.
وكشف منيف أن شحنة الأسلحة المضبوطة تحتوي على صواريخ حرارية، ومعدلات “ST” وقاذفات “RPR” التي تعتبر من الأسلحة الخطيرة والمحرمة دولياً، وإن من بين شحنة الأسلحة المضبوطة 12 قاذفة “RPR” و36 آلي كلاشنكوف، و6 رشاشات، وحوالي 7 قذائف آر بي جي، وكمية كبيرة من المعدلات، والذخائر المختلفة، كما يقول.

مقالات مشابهة