المشاهد نت

“القباطي” من فنان راب في صنعاء إلى طباخ في القاهرة

القاهرة – موسي ناجي :

بعد تعرضه للضرب والسجن من قبل مسلحي جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، أثناء إحيائه فعالية في أحد الكافيهات، تمكن فنان الراب والنحات التشكيلي محمد علي القباطي، من مغادرة اليمن إلى القاهرة، العام 2017.
وفي القاهرة يعيش القباطي ظروفاً صعبة وقاسية في ظل انعدام الدعم من قبل الحكومة أو الجهات المهتمة بالفنانين والمبدعين اليمنيين.
ويقول القباطي لـ”المشاهد”: “بدأت النحت العام 2007، ثم توقفت لفترة زمنية، بسبب عدم توفر خامة البامبو أو الغاب في اليمن، فعملت على اللوحات الخشبية وإنتاج بعض الأعمال اليدوية بالخشب. ولكن لم تجد رواجاً باليمن، خصوصاً في ظل عدم الاستقرار السياسي، فاتجهت للعمل طباخاً، واعتمدت على مهنة الطبخ كمصدر رزق، وكنت أستغل باقي أوقاتي بالعمل الفني كغناء الراب والنحت، حتى أستمر في تحقيق هدفي”.

مرحلة جديدة في الغربة

لم يتوقف القباطي نتيجة للظروف القاسية في بلاد الاغتراب، بل عاد للعمل في مجال البامبو في مصر، وأنشأ عمله الخاص بورشة صغيرة داخل البيت، ثم انتقل للعمل مع صديق له بنفس المجال “الآن أصبح لي اسم وشعار خاص بالمنتجات الخاصة كعلامة خاصه بي باسم إم سي يماني آرت mcyamay art”، كما يقول.
وبدأ العمل في إنتاج بعض الأعمال والمشاركة بها في المعارض والتسويق عبر صفحة بالفيسبوك باسم العلامة الخاصة به، لكنه يتمنى، من الجهات الداعمة للفنانين والمبدعين اليمنيين، الالتفات إلى الشباب لإظهار إنتاجهم وإبداعهم.
ونزح الكثير من الفنانين اليمنيين إلى مصر وبلدان أخرى، حيث يعيش الكثير منهم واقعاً مزرياً بسبب غلاء المعيشة وغياب فرص العمل في بلاد الاغتراب.
واستقبلت العاصمة المصرية، خلال الفترة من مايو 2016 إلى فبراير 2017، أكثر من 40 فناناً وفنانة يمنيين، ما بين ممثلين ومغنين وفنانين تشكيليين، بحسب الصحفي يحيى البابلي، أبرزهم الفنان حسين محب وأمل كعدل والفنانة شروق والفنان والمخرج الكبير نبيل حزام والممثلة سالي حمادة التي عزت سبب مغادرتها إلى تعرضها لتهديدات من قبل مجهولين متشددين، مشيراً إلى وصول 10 فنانين إلى القاهرة في النصف الأول من العام 2018.
وفي وقتٍ سابق، غادر الفنان الشهير عبدالرحمن الأخفش إلى واشنطن، وبعده غادر الفنان فؤاد الكبسي، بمعية أسرته، إلى الدوحة، بعد أن أصيب بحالة من الإحباط التي سادت مؤخراً في الأوساط الفنية في اليمن، جراء الحرب.
ولعبت الظروف الأمنية والاقتصادية والفنية التي تشهدها البلاد منذ 4 أعوام، الدور الأكبر في هجرة الفنانين، إلى جانب خلو الساحة الفنية في اليمن، خلال الأعوام الأخيرة، من الأنشطة الغنائية التي تحفّز الفنان إلى مزيد من الإنتاج والتألق، فيما لم تعد الساحة الغنائية في اليمن تنتج أغاني جديدة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى قرابة 300%.

إقرأ أيضاً  جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

دور غائب للحكومة

ويبدو دور الحكومة اليمنية المتمثل بوزارة الثقافة، في دعم وتبني المواهب الإبداعية، غائباً، بحسب الفنان التشكيلي المعروف محمد سبأ، الذي قال: “هناك الكثير من الفنانين الذين نزحوا من الحرب، ولم يحصلوا على أي دعم من الدولة، ولا يتقاضون أي راتب لمساعدتهم في العيش”.
واقترح سبأ على الدولة الاستفادة من وجودهم في بلاد الاغتراب، كل في مجاله، وذلك بعمل مسرحيات أو تمثيليات أو أفلام أو رسومات ومنحوتات تهدف إلى توعية الشعب وتوجيههم إلى المسار الصحيح، مؤكداً لـ”المشاهد” أن الكثير من الفنانين في القاهرة بدون عمل، ويعيشون واقعاً صعباً.
وتقتصر الأنشطة التي تقام في مصر على المركز الثقافي اليمني الذي يقوم ببعض الفعاليات بجهود من إدارة المركز الذي يعاني من توقف الميزانية التي تدعم إقامة هذه الفعاليات، كما تقوم السفارة بعمل بعض الاحتفالات الثقافية لمرة أو مرتين في العام، كما يقول الفنان سبأ، مضيفاً أن الفنانين بحاجة إلى عمل مستمر يقدمون فيه رسالتهم، ويفترض أن يتم دعمهم على الأقل في الاستفادة منهم في البرامج التلفزيونية للقنوات الرسمية والخاصة، هذا بالنسبة لمن يعملون في مجال التمثيل والمسرح والغناء، أما في الفنون التشكيلية فيفترض عمل مزيد من المعارض والفعاليات الفنية والثقافية، لإظهار الجانب الجميل من اليمن، وتشجيع الشباب على الانجذاب نحو الألفة من خلال ما يعرض في تلك الفنون.

أنشطة ثقافية محدودة

ويقول الفنان والمنتج خالد المرولة، إن الفنان لم يغادر الوطن إلا مجبراً للبحث عن فرصة عمل يستطيع من خلالها تأمين لقمة عيش كريمة له ولأسرته، مضيفاً أن الفن في بلادنا بجميع تفرعاته توقف تماماً، والحياة توقفت بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 4 أعوام.
ولفت المرولة إلى أن أوضاع الفنانين في مصر غير مستقرة إلى حد الآن، بسبب وجود أعمال فنية ومسلسلات درامية كثيرة، برغم وجود عدد من القنوات الفضائية، لكن للأسف جميع هذا القنوات تتسابق على الأخبار السياسية، وليس لها اهتمام بالدراما.
النشاط الوحيد الذي تم إنتاجه، كأول إنتاج خاص في مصر، هو مسرحية “جني في القاهرة”، والتي عرضت لمدة 10 أيام، وبحضور جماهيري رائع، وهو من بطولة وإخراج نبيل حزام، بمشاركة عدد كبير من نجوم الدراما اليمنية المتواجدين في القاهرة، بحسب المرولة.

مقالات مشابهة