المشاهد نت

هل تنجح المساعي البريطانية لعقد جولة قادمة من المفاوضات؟

صنعاء -معاذ الحيدري:

من جديد، اليمن أمام محاولة جديدة في إيقاف الحرب والذهاب نحو السلام، عن طريق المفاوضات التي ظلت متعثرة على مدى أكثر من عامين.
بعد يوم واحد من إعلان التحالف العربي والشرعية اليمنية إيقاف المعركة في الحديدة، ساق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، تأكيدات على استئناف المفاوضات اليمنية، وأن الجهود تجري نحو التحضير لجولة جديدة تجمع الأطراف المتحاربة في اليمن على طاولة واحدة.
وقال المبعوث الأممي، الجمعة الماضية، إن “الأطراف المتحاربة في اليمن قدمت تأكيدات جادة بالتزامها حضور محادثات السلام المقرر إجراؤها قريباً في السويد”.
وأوضح، خلال اجتماعٍ لمجلس الأمن الدولي، أن “الأطراف المتحاربة توشك على إبرام اتفاق بشأن تبادل السجناء والمحتجزين”، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة ستسعى للتوصل إلى اتفاق انتقالي، لاستئناف عملية انتقالية جديدة، ضمن إطار عمل يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية داخل اليمن، وتطبيع العلاقات مع الجيران، واستعادة مؤسسات الدولة”.
وأكد جريفيث أنه “يجب التعاطي مع القضية الجنوبية خلال المرحلة الانتقالية”، موضحاً أنه “سيزور صنعاء الأسبوع المقبل، وسيسعده لو يرافقه وفد صنعاء إلى المحادثات إن كانت هناك حاجة”.
وأشار إلى أنه “لا شيء يجب أن يمنع المجتمع الدولي من استئناف الحوار والمشاورات لتفادي الأزمة الإنسانية في اليمن”.
من جهته، أكد مندوب بريطانيا في مجلس الأمن ماثيو ريكروفت، أن بلاده ستطرح، الاثنين المقبل، على مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار بشأن الوضع الإنساني في اليمن.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسةً خاصة بشأن اليمن، يناقش خلالها مستجدات الأوضاع في هذا البلد، ومسودة قرار دولي أعدته بريطانيا لدعم جهوده الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام وخفض وتيرة التصعيد العسكري، وذلك عقب الحراك الدبلوماسي الذي شهدته الأسابيع الماضية، الذي حمل دعوةً لوقف الحرب على اليمن.

مساعٍ بريطانية لإيقاف الحرب

تحاول بريطانيا أن تلعب دوراً في إطار الملف اليمني، مثلها مثل بقية الدول العظمى ربما كأمريكا، وفرنسا، والصين، وروسيا، إذ تظهر بمثابة الحريص على السلام في اليمن، وعلى إيقاف الحرب.
وجددت بريطانيا، خلال الأسبوعين الماضيين، دعوتها لإيقاف التصعيد العسكري في اليمن. وأكدت لـ”المشاهد” مصادر دبلوماسية في بريطانيا، أن التحرك البريطاني الجديد يحاول إحداث اختراق جديد في ملف اليمن”، ويبرز هذا التحرك تحديداً في إطار مجلس الأمن الدولي.
وبحسب المصادر، فإن الملف اليمني “بيد بريطانيا منذ زمن، خصوصاً بداخل مجلس الأمن، وما بين فترة وأخرى، تحاول تعزيز حضورها في إطار هذا الملف الذي تتجاذبه دول عظمى ودول إقليمية وأوروبية أيضاً، بحكم أنه يمثل نقطة تقاطع مصالح كبيرة، وموقعاً حيوياً بحرياً هاماً، والجميع يحاول ألا يكون غائباً في هذه المساحة المهمة”.
وتشير مصادر سياسية ودبلوماسية، إلى أن بريطانيا تتحرك في إطار مسارين اثنين؛ الأول يتعلق بـ”فوز بريطانيا بإنجاح التسوية السياسية في اليمن وإيقاف الحرب، ومن هذا المنطلق هي تسعى إلى الوقوف مع المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، البريطاني الجنسية”. والمسار الثاني، متعلق بـ”السباق بين الدول العظمى والأطراف الدولية على التواجد في البحار الدافئة”.
وتقول مصادر دبلوماسية مقربة من مكتب المبعوث الأممي، في حديثها لـ”المشاهد”، إن “المبعوث يحصل على دعم دبلوماسي كبير من قبل البريطانيين، وأن هناك تنسيقاً وتواصلاً مستمراً بينهم وبين المبعوث”.
وكانت بريطانيا أكدت على إمكانية استضافة الجولة القادمة من المفاوضات بين الأطراف السياسية اليمنية.

إقرأ أيضاً  غياب الوعي بالتغذية العلاجية في اليمن 

حكومة صنعاء بانتظار الدعوة

وتؤكد حكومة صنعاء عدم تلقيها دعوة في سياق الموقف الرسمي للأطراف اليمنية بشأن هذه العودة الجديدة نحو السلام عبر المفاوضات.
وأعلنت حكومة صنعاء، الجمعة الماضية، عدم تلقيها أية دعوة من المبعوث الدولي مارتن جريفيث، بخصوص مشاورات السويد.
وقال وزير الإعلام في حكومة ما تسمى “الإنقاذ” ضيف الله الشامي، لوكالة “سبوتنيك”، إن “(المبعوث الدولي إلى اليمن) مارتن جريفيث، لم يتواصل معهم بخصوص عقد جولة مشاورات جديدة في السويد”، مضيفاً أنه “لحد الآن لا يوجد أي تواصل حول إيجاد أي حل سلمي عادل وشامل على الإطلاق”.
ولفت الشامي إلى أنه “لا توجد هناك حتى رؤية أو أجندة، ولا أمور واضحة لعقد مشاورات سلام دائم على الإطلاق، ولم يقدموا لحد الآن أية رؤية ولا أية أجندة للحوار، وعلى أي أساس يمكن أن تكون، هناك دعوات فقط تطلق كدعوات إعلامية”.
وتابع الشامي: “نحن مع السلام، وندعو إلى السلام، ونرحب بأية دعوة للسلام من الأمم المتحدة ومن غيرها، لكن في إطار رؤية واضحة وأجندة محددة”.
ونفى أن تكون المعارك في الحديدة قد توقفت، قائلاً: “غير صحيح توقف أي عدوان (كما يسميه)، بل زادت وتيرة التصعيد أكثر مما هي عليه في السابق، بالحديدة بشكل أساسي”.
ويبذل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، جهوداً لعقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية، قبل نهاية العام الجاري. ورجحت أغلب المصادر انعقادها في السويد، التي أعلنت استعدادها لاستضافة المشاورات اليمنية.

العودة للمرجعيات

وفي إطار الموقف لكل من التحالف العربي والحكومة الشرعية، فإن التأكيدات على السلام مستمرة ككل مرة، وأن إيقاف الحرب والذهاب نحو سلام شامل يقوم على أساس المرجعيات والقرارات الدولية، هو شرط أساسي ودائم.
مصادر سياسية في الشرعية اليمنية، أكدت لـ”المشاهد” على أن الحكومة اليمنية ستذهب نحو السلام سواء في السويد أو في جنيف أو بريطانيا، وأنها تستجيب دوماً لمثل هذه الدعوات من زاوية حرصها الدائم على السلام، ولكنها وبحسب حديث المصادر لـ”المشاهد”، تتخوف من أن يكون الذهاب نحو المفاوضات ككل مرة، حيث الطريق المليء بالعراقيل والعقبات وخذلان الطرف الآخر، والذي تعنت مراراً، وآخر مرة في سبتمبر الماضي، حيث كان من المفترض أن يصل وفد هذا الطرف التفاوضي، ولكنه اختلق العراقيل أمام وصوله.

مقالات مشابهة