المشاهد نت

حابش… ملف الجريح المفقود

تعز – فخر العزب :

بوجه شاحب يفيض منه ألم المعاناة، يبدو الثلاثيني زيد محمد ناجي حابش، الذي عجز عن انتزاع فرصة للعلاج في الخارج بعد إصابته بمقذوف أطلقه مسلح تابع لجماعة الحوثي على قريته في مديرية صبر (جنوب مدينة تعز)، رغم متابعته المستمرة للجهات المختصة.
أصيب حابش في يوليو 2015 في الرأس، عندما كان مسلحو جماعة الحوثي تقذف مئات القذائف يومياً على قريته ”ذي عنقب” بجبل صبر جنوب تعز، تمهيداً لاقتحامها، وهو يدافع مع رفاقه عن قريتهم للحيلولة دون السيطرة عليها.
على طريق دائري وعر يمتد لأكثر من 6 كيلومترات سيراً على الأقدام، تم إسعافه من قبل رفاقه على حمالة، وصولاً إلى منطقة أدود التابعة لمديرية صبر الموادم، ومنها تم نقله إلى مستشفى الروضة الخاص، ومن ثم مستشفى الحكمة الخاص بمدينة تعز.
ويبلغ عدد جرحى تعز، وفقاً لإحصائية حكومية صادرة نهاية يوليو الماضي، نحو 21 ألفاً، منهم 3 آلاف جريح بحاجة ماسة للعلاج، وأكثر من 500 جريح مبتوري الأطراف، وأكثر من 260 جريحاً أصيبوا بإعاقة كاملة، وأكثر من ألف جريح لديهم إعاقة جزئية، علماً أن أغلب هذه الحالات تتطلب نقلها إلى الخارج لتلقي العلاج.

البحث عن فرصة للعلاج

وأفادت تقارير طبية صادرة عن المستشفيين، أن المقذوف الناري تسبب بإصابته بشلل نصفي بالجهة اليمنى، وعدم القدرة على التركيز، وضعف بالذاكرة، وعدم القدرة على الكلام، ويحتاج للسفر للخارج للعلاج في مركز متخصص بعلاج الأعصاب والعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل.
عانى حابش الذي يعول والديه وزوجته وطفليه، أكثر من عامين، وهو يتابع الجمعيات والمؤسسات المسؤولة عن ملف الجرحى، والتي أسقطت اسمه من كشوفات الجرحى المقرر تسفيرهم، أكثر من مرة، دون مبرر، على الرغم من أن التقارير الطبية توصي بضرورة تسفيره للخارج لتلقي العلاج.
وحصل حابش على وعد بالسفر للعلاج في الخارج من نائب رئيس الوزراء السابق، عبدالعزيز جباري، الذي زار مشرعة وحدنان بصبر، نهاية العام 2017، دون أن يرى وعده النور، وأصبح مجرد حبر على ورق.
إثر ذلك، بدأ المجلس التنسيقي للمقاومة في المديرية بتخصيص مبلغ 200 ألف ريال كمصاريف للعلاج والمتابعة، وتم تسجيله في مركز العلاج الطبيعي، في ظل نصح الأطباء له بالسفر للخارج والعلاج في مركز متخصص.
وفي ظل حالة الإهمال التي يواجهها زيد من الجهات المختصة، بادر مؤخراً عدد من أفراد الجيش والمقاومة الشعبية من أبناء جبل صبر، إلى إنشاء مبادرة مجتمعية تفاعلاً مع حالة زميلهم جريح الحرب حابش، عبر فتح حساب خاص باسمه في مصرف الكريمي، والبدء بحملة تبرعات لإنقاذ حياة زميلهم الذي أهمل من قبل الدولة لأكثر من 3 سنوات، رغم إصابته الخطيرة.

إقرأ أيضاً  زجاج السيارات... وسيلة للتعبير والتواصل

انتظار الفرج

عصام راوح، أحد منظمي الحملة، قال لــ”المشاهد”: “إن هذه المبادرة تأتي من أجل تقديم ولو الشيء اليسير لأخينا الجريح زيد حابش، بعد أن يئسنا من عمل لجنة الجرحى وتجاهلها لملفه، فعمل اللجنة للأسف يعتمد على الوساطات والمحسوبيات، وقد سبق لهذه اللجنة أن ضيعت ملفه 3 مرات، وهو ما يجعلنا نتهمها بتعمد ذلك، فحالياً بدأنا بحملة تبرعات عبر فتح حساب في مصرف الكريمي، وحث رفاقه خاصة من العسكريين، وكذا فاعلي الخير، على التبرع له”، مضيفاً أن هذه المبادرة التي تأتي في إطار الدور المجتمعي لأفراد الجيش والمقاومة الشعبية في جبل صبر، لن تتوقف عند حابش، ولكنها ستمتد لتصل إلى جرحى آخرين ممن تم تجاهلهم من قبل الجهات المختصة.
ويؤكد أنهم مستمرون في متابعة ملف حابش لدى الجهات المختصة، وقد يضطرون للتصعيد بمسيرات احتجاجية تنديداً بحالة التجاهل التي تتم بها معاملة هذا الجريح الذي يعبر عن جميع أفراد الجيش.
وينتظر حابش قرار سفره إلى الخارج لتلقي العلاج، أملاً باستعادة حياته الطبيعية التي يستحق أن يعيشها بين أحبابه في ما تبقى من العمر إن كان في العمر بقية، ترافقه في ذلك دعوات رفاقه ومحبيه، ومبادرتهم لإنقاذه ولو بفتح حساب للتبرعات، بعد أن ضاق بهم انتظار الدولة التي لم تأتِ بعد، حد تعبيره.

مقالات مشابهة