المشاهد نت

هشام: “ما أربحه من المال لا يكفي لشراء الخبز”

مأرب – عارف الواقدي :

في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة المشهورة بإنتاج النفط والغاز، تستيقظ الأسر باكراً، استعداداً لرحلة جديدة من البحث عن رغيف الخبز، أمام صعوبة الحصول عليه، في ظل استمرار ارتفاع أسعار الدقيق من قبل التجار، وجشع أصحاب أفران الخبز، رغم تعافي الريال اليمني مقابل الدولار.
ووصل سعر رغيف الخبز الذي يتراوح وزنه بين 30 و40 جراماً، إلى 25 ريالاً، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 20 ريالاً، بحسب أحمد الخولاني، أحد سكان مدينة مأرب.
وتحتاج الأسرة المكونة من 7 أفراد، إلى 25 رغيفاً لوجبة الفطور، وضعفها أربع مرات في وجبتي الغداء والعشاء، بمبلغ 3125 ريالاً للوجبات الثلاث في اليوم الواحد.
هذا المبلغ يفوق معدل الدخل اليومي لبائع الفل في مدينة مأرب، الثلاثيني هشام محمد، الذي يقول إن كل ما يربحه، يصل في أغلب الأحيان إلى ألفين، وأحياناً أقل منه، متسائلاً: “ماذا ستعمل لي هذه الألفا ريال لي وأسرتي المكونة من 4 أفراد. زوجتي و3 أطفال؟ لا أدري، هل أصرفها في شراء الخبز، أم في توفير مستلزمات البيت الأخرى، أم للإيجار؟”. أسئلة عجز عن الإجابة عليها الكثير من أرباب الأسر في بلد تطحنه الحرب منذ 4 سنوات.

تعميم لتحديد سعر الخبز

وعلى الرغم من إصدار مكتب التجارة والصناعة بمحافظة مأرب، تعميماً إلى أصحاب كل أفران المدينة، في 22 أكتوبر الماضي، حدد فيه أسعار الخبز ووزنه، إلا أن أصحاب الأفران لم يلتزموا بالأسعار التي حددها التعميم، وفق تأكيد 3 أشخاص من السكان المحليين لـ”المشاهد”.
وألزم التعميم الأفران ببيع الرغيف الواحد من الخبز بـ20 ريالاً، على أن يكون وزنه 50 جراماً، وليس 40 جراماً كما هو الحال في الأفران حالياً.
وسعر تعميم مكتب الصناعة والتجارة الكيلوجرام من الخبز بـ400 ريال، داعياً أصحاب الأفران للالتزام بهذا السعر، وإشهار قائمة أسعار الخبز في واجهة المحلات.
وطالب مكتب الصناعة سكان المدينة بالإبلاغ عن المتلاعبين والمخالفين للتعليمات، عبر الاتصال على عمليات الصناعة والتجارة بالمحافظة (٧١١٠٥٤٥٥٩/٠٦٣٠٢٣٩١).
ويقول نائب مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة ياسر الحاشدي، إن المكتب أصدر تعميماً يقضي بتحديد حجم وسعر رغيف الخبز، وألزم جميع الأفران بتعليق التعميم بواجهة محلاتهم، واستخدام الميازين المعتمدة ذات الكفتين، لافتاً إلى أن المكتب سيتخذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق المخالفين سواءً لإشهار القائمة أو مخالفة الأسعار المحددة فيها.
وأوضح الحاشدي أن القائمة راعت الربح المعقول لأصحاب الأفران وقدرة المستهلك، وبما يحد من تفاوت الأسعار وتشجيع الجشعين، مؤكداً أنه تم تشكيل لجنة تقوم بالإشراف على تنفيذ القرار وتكثيف الحملات الميدانية لضبط الأفران ومنافذ البيع المخالفة.

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

الأسعار ما زالت مرتفعة

لكن محرر “المشاهد” أكد في جولة على أفران بيع الخبز بمدينة مأرب، أن أصحاب الأفران ما زالوا يبيعون الرغيف الواحد بـ25 ريالاً.
وعند سؤال “المشاهد” أحد مالكي الأفران في المدينة، عن عدم تقيدهم بتعليمات التعميم الذي يعلقونه فوق باب المخبز، رد بالقول: “مجرد أوراق فقط يوزعونها. لن يفعلوا شيئاً، ولن يقدروا أن يغيروا شيئاً، لأن الأسعار ثبتت، ولن يعود رغيف الخبز إلى السعر القديم”.
ويؤكد سيف منصور، أحد سكان مدينة مأرب، لـ”المشاهد” إن هذه الأفران تقوم باستغلال واضح لحاجة المواطنين لرغيف الخبز، متجاهلة تعميم مكتب الصناعة والتجارة، لأن المكتب عاجز عن فعل شيء بحق المخالفين، ولم نسمع أنهم أغلقوا فرناً، أو حاسبوا صاحبه المخالف للتعليمات الصادرة عنهم.

مقالات مشابهة