المشاهد نت

خريجو الثانوية…و البحث عن تعلم اللغة الإنجليزية

تعز – أحلام محمد :

بعد تخرج كفى خالد (18 عاماً) من الثانوية العامة، سارعت للالتحاق بمعهد خاص لدراسة اللغة الإنجليزية، لكي تتجاوز امتحانات القبول بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة تعز، العام القادم، كما تقول لـ”المشاهد”.
وتقول كفى إنها بدأت بعد شهر واحد من انتهاء اختبارات الثانوية العامة، بدراسة اللغة الإنجليزية، لأن مستواها لم يكن جيداً، فهي لم تستفد شيئاً من دراستها في المدرسة.
ويدرس طلاب اليمن، اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية منذ الصف السابع، لكن أغلبهم يخرجون دون أن يتقنوا اللغة، وبالكاد يتعلمون بعض القواعد والأحرف.

المدارس لا تهتم بمادة الإنجليزي

واعتمدت الحكومة، قبل بضع سنوات، تدريس تلك المادة منذ الصف الرابع الأساسي، لتحسين مستوى الطلاب باللغة الإنجليزية.
لكن القرار لم يطبق في المدارس الحكومية، بحسب المعلمة أسماء علي محمد، مشيرة إلى أن أغلب المدارس لم تهتم بتدريس اللغة الإنجليزية منذ الصف الرابع وحتى السادس، كما لا يقومون باعتماد درجاتها في شهادات الطلاب النهائية، في حين تعمل المدارس الخاصة على تدريس الطلاب اللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الأساسي، ورغم ذلك، يتخرج الطلاب من المدارس المختلفة حكومية أو خاصة، دون أن يستفيدوا من اللغة الإنجليزية كثيراً.
وفي محاولة منها لتشخيص المشكلة، تذكر كفى أن بعض أساتذة المدرسة لا يهتمون بدريس اللغة الإنجليزية في المدرسة، ولا يعنيهم إن استوعب الطالب دروسها أم لا، مشيرة إلى أن مدرسي اللغة الإنجليزية في المدارس لديهم الكثير من الأخطاء في طريقة التدريس، لم تعرفها إلا عندما التحقت في المعهد لدراسة اللغة.
ويتفق أستاذ مادة اللغة الإنجليزية فهمي المعمري، مع كفى بعدم وجود كادر مؤهل لتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس، ويزيد بالقول: “المنهج المعتمد في التدريس لا يحتوي على معلومات كافية ومترابطة، تؤهل الطالب لاكتساب لغة، فضلاً عن أن طريقة التدريس في المدارس تعتمد على التلقين، ولا تركز على المهارات الأساسية لأية لغة، وهي الكتابة والقراءة والاستماع والمحادثة”.
ويؤكد المعمري لـ”المشاهد” أن الطالب غالباً لا يهتم بالإنجليزية، ويتعامل معها كلغة تراكمية، ويكون جل تركيزه على حصوله على الدرجات والنجاح فقط.
ولم يغفل المعمري أن ظاهرة الغش التي تفشت في السنوات الأخيرة لعبت دوراً سلبياً في رداءة مخرجات التعليم.
ويقول إن هناك طلاباً برغم التحاقهم بالمعاهد لا يستفيدون من الدراسة، خاصة إذا لم يكن لديهم هدف من تعلم اللغة، أو دافع، أو إذا لم يقوموا بممارستها باستمرار.

إقرأ أيضاً  رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

الحاجة إلى تعلم اللغة

تتفاوت أسعار الدورة الواحدة التي تستغرق شهراً في معاهد تدريس اللغة، من معهد إلى آخر، فمعاهد تحدد سعر الدورة بـ8 آلاف ريال يمني، وأخرى بـ20 ألفاً، وتصل رسوم الدورة في بعض المعاهد إلى 100 دولار.
وأغلب الطلاب الملتحقين بمعاهد اللغة الإنجليزية من خريجي الثانوية العامة الذين يرغبون بالتسجيل في تخصصات علمية كالعلوم الطبية والصيدلة والهندسة، لتجاوز امتحانات القبول أولاً، والاستعانة بها في دراسة التخصص تالياً، كما يلتحق بها خريجو الجامعات الذين يبحثون عن فرص عمل جيدة، أو يرغبون بإكمال الدراسات العليا التي تتطلب لغة إنجليزية.
وتقول نهى المنبري إن دراسة اللغة الإنجليزية في المدارس غير كافية لتتمكن من دخول كلية الطب، وهو ما جعلها تلتحق بمعهد خاص بتعز لتعلم اللغة.
وأشارت في حديثها مع “المشاهد” إلى عدم دراستها الإنجليزي بالصف الثالث الثانوي، والسبب يعود إلى أن أستاذ المقرر كان لا يهتم كثيراً بالحضور وإعطاء الطلاب الدرس، بسبب الفوضى التي شهدتها العملية التعليمية في اليمن في ظل الحرب.
وتعد اللغة الإنجليزية الأولى عالمياً من حيث نسبة عدد المتحدثين، إذ تبلغ نسبتهم قرابة 25% من سكان العالم، ويتجاوز عددهم 1.8 مليار نسمة، بحسب إحصائيات عام 2015.

مقالات مشابهة