المشاهد نت

الصحفي الهلالي يحرم من مؤتمر دولي …وتعسف الحزام الأمني السبب

عدن – خالد الحميري:

كان المقعد الخاص بالزميل الصحفي عبدالناصر الهلالي خالياً نهار اليوم أثناء انطلاق المؤتمر السنوي الحادي عشر الذي تقيمه شبكة أريج “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية” في العاصمة الأردنية عمان رغم حصوله على دعوة رسمية للمشاركة وتأشيرة دخول من السلطات الأردنية.

ومنعت نقطة الحبيلين التابعة لقوات الحزام الأمني بمحافظة لحج (جنوبي البلاد) الصحفي الهلالي من الدخول إلى عدن، رغم امتلاكه تذكرة سفر إلى الأردن، ودعوة لحضور المؤتمر السنوي الذي تقيمه أريج بالإضافة إلى موافقة أمنية من وزارة الداخلية الأردنية.

وقال الصحفي الهلالي في تصريح خاص لـ”المشاهد” إن عناصر النقطة الأمنية طلبوا منه النزول من الباص مساء يوم الثلاثاء وأمروا السائق بالإنصراف قبل أن يفتشوا أغراضه ويحققوا معه لمدة ساعة ونصف تخللها ترهيب وتهديد بالسجن.

وأوضح أنه حاول العودة صباح اليوم التالي إلى النقطة بعد تلقيه وعداً من عمليات إدارة أمن لحج بالعبور، لكنه فوجئ لدى وصوله إلى النقطة ذاتها بمنعه من العبور مجدداً، وعندما تحدث إليهم أن عمليات أمن لحج تواصلوا معهم، أجاب أحد أفراد النقطة بالقول:”لا علاقة لنا بأمن لحج، وعد من حيث أتيت واذا رجعت مرة أخرى سنقوم باعتقالك”.

وقال الصحفي الهلالي الذي يعمل في صحيفة الثورة ويعد واحداً من أشهر الصحفيين الاستقصائيين في اليمن إن المفارقة العجيبة أن يمنعك أفراد الأمن من دخولك جزء من بلدك، فيما تمنحك الداخلية الأردنية تصريحاً لدخول أراضيها.

وتابع: “المفارقة الأخرى أن أفراد النقطة الأمنية سمحوا لأجنبي من أصول هندية بالدخول إلى مدينة عدن ومنعنوني أنا، مختتماً بالقول: “صرنا غرباء في بلدنا”

معاناة الصحفي الهلالي مع تعنت قوات الحزام الأمني التي تسيطر على مداخل مدينة عدن، لم تكن الأولى فقد سبق وأن تعرض للمنع من الدخول إلى المدينة نحو ثلاث مرات أثناء توجهه للمشاركة في دورات صحفية خارجية بسبب دواعٍ مناطقية.

وتعرض الصحفي الاستقصائي عبدالناصر الهلالي لمضايقات كثيرة كان آخرها منعه قبل خلال هذا العام من قبل أفراد الحزام الأمني في احدى نقاط قعطبة بمحافظة الضالع من التوجه إلى مطار عدن لحضور دورة تدريب خارجية.

وسبق أن تعرض الصحفي بصحيفة الثورة عارف الآتام للمنع من المرور إلى مدينة عدن من قبل قوات الحزام الأمني ذاتها واضطر للعودة حينها إلى العاصمة صنعاء فيما واجه صحفيون آخرون مضايقات كبيرة وصلت حد الاحتجاز ومصادرة الجوزات من قبل القوات ذاتها في مطار عدن الدولي.

بدورها، أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين منع الصحفي عبدالناصر الهلالي من السفر إلى الأردن بعد توقيفه من قبل أفراد نقطة أمنية في الحبيلين بمحافظة لحج، وحملت السلطات الحكومية كامل المسؤولية.

وقالت النقابة في بيان حصل “المشاهد” على نسخة منه، إن أفراد النقطة منعوا الهلالي من السفر إلى الأردن للمشاركة في فعالية إعلامية، وقاموا بتفتيشه وتفتيش أجهزته والتعامل معه بشكل غير لائق.

وأعربت النقابة عن استيائها من تكرار المضايقات للصحفيين في النقاط العسكرية على خلفية انتمائهم المهني، مستنكرة هذا التحريض والتعامل العدائي تجاه الصحافة والصحافيين.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

وحملت النقابة في ختام بيانها الحكومة اليمنية كامل المسؤولية، مطالبة بسرعة التحقيق في الواقعة ومحاسبة المتورطين فيها.

وتمنع قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات العشرات من المسافرين المنحدرين من المحافظات الشمالية بشكل يومي من دخول مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد عبر إجراءات عنصرية لم يعرفها أبناء المحافظات الشمالية حتى قبل الوحدة بحسب شهادات مسافرين.

وتشمل هذه الاجراءات التعسفية غير المبررة، حتى المسافرين عبر مطار عدن الدولي للدراسة أو العلاج، حيث تتسبب تصرفات أفراد نقاط الحزام الامني في مداخل عدن في تأخرهم عن رحلاتهم وعودتهم أحياناً من حيث أتوا.

ويواجه أبناء المحافظات الشمالية منذ أكثر من عام ونصف العام، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدينة عدن جراء بعض الممارسات من قوات الحزام الأمني التي عكست الوضع الذي آلت إليه عدن والمحافظات الجنوبية جراء تعدد الأجهزة الأمنية وتنازع الصلاحيات ونشوب خلافات فيما بينها، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المدينة.

وترفض قوات الحزام الأمني توجيهات وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية بالسماح للمسافرين من أبناء المحافظات الشمالية والنازحين بدخول مدينة عدن معللة ذلك بأن لديهم توجيهات بالمنع من قيادة قوات التحالف العربي في عدن.

ورغم التصريحات الحكومية المتكررة عن اتفاقات لاستيعاب ما تسمى قوات “الحزام الأمني”، ومنح أفرادها أرقاماً عسكرية، واستيعابهم ضمن قوام الأجهزة الأمنية الخاضعة للحكومة اليمنية، ممثلة بوزارة الداخلية إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.

تعسفات قوات الحزام الأمني بحق الصحفيين تجاوزت منعهم من الدخول إلى عدن ووصلت لحد منع الصحفيين المقيمين في عدن من المشاركة عبر الأقمار الصناعية في برامج القنوات الاخبارية للتعليق على مجمل الأوضاع في البلاد، كما حصل مع الصحفيين فهمي السقاف وسامي الكاف.

وفي منتصف يوليو الماضي قامت قوات الحزام الأمني بمنع مشاركة الصحفي فهمي السقاف في برامج قناة بلقيس الفضائية، ومنعت أي مشاركة له في أي قنوات تلفزيونية عبر الأقمار الفضائية التي تقدم من مدينة عدن، بحسب بلاغ من قناة بلقيس لنقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين والصحفيين العرب.

وفي 31 يوليو الماضي أبلغ مكتب الخدمات الإعلامية قناة بلقيس والصحفي سامي الكاف بقرار صادر عن قوات الحزام الأمني بمنع ظهور الكاف في برنامج المساء اليمني الذي يبث العاشرة مساء على القناة حيث أبلغ المكتب القناة أن هناك أمراً بإقفاله إذا تم استضافة الصحفيين السقاف والكاف للمشاركة في أي من برامج القناة.. بحسب البلاغ.

واعتبرت القناة، ما حدث ويحدث من حالات قمع وتضييق للحريات العامة وحرية التعبير انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والمواثيق الدولية، واستهدافاً مباشراً لحرية الصحافة، ودعت وزارة الداخلية لإنهاء حالة التقييد والمنع بحق الصحفيين الكاف والسقاف وضمان سلامتهما وحقهما في ممارسة حرية التعبير.

مقالات مشابهة