المشاهد نت

مشاورات السويد.. ملفات عالقة والحديدة أبرز محطات الخلاف

استوكهوم – خالد الحميري:

تتواصل المشاورات اليمنية الجارية في السويد لليوم الخامس على التوالي برعاية أممية، في ظل وجود ملفات عالقة على يتصدرها فتح مطار صنعاء وتحديد مصير ميناء الحديدة واستمرار تمحور المشاورات في الملفات الإنسانية التي تدخل في إطار “بناء الثقة”، كقضية الأسرى والمعتقلين.

ويعد ملف الحديدة، التي يتركز فيها القتال بين القوات الحكومية من جهة، والحوثيين من جهة أخرى من أبرز العقبات التي يمكن أن تقلل من فرص نجاح مشاورات السويد، باعتراف غريفيث الذي أكد اليوم أن مشكلة الحديدة هي المحور الأبرز في الأزمة اليمنية.

وتبحث المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي ست قضايا وهي: إطلاق الأسرى، القتال بمدينة الحديدة، البنك المركزي، حصار مدينة تعز، إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين وفتح مطار صنعاء.

إحراز تقدم

وأعلن المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم على هامش المشاورات اليمنية في السويد أنه سيتم الإعلان عن اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، خلال اليومين المقبلين فيما لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بشأن الوضع الاقتصادي.

وأوضح غريفيث أن هناك اتفاقات محددة ونتائج ملموسة ستتمخض عن المشاورات الجارية في ستوكهولم، منها إحراز تقدم في قضية إعادة تشغيل مطار صنعاء، مؤكداً أنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بين الطرفين بشأن المطار.

وأشار غريفيث إلى أن المشاورات الحالية تناولت الوضع في مدينتي تعز والحديدة وهناك مقترحات للتهدئة في المدينتين، لافتاً إلى أن قضية الحديدة صعبة جداً وتعد نقطة ارتكاز في هذه المشاورات، آملاً التوصل إلى اتفاق لوقف التصعيد في المدينتين.

وأوضح المبعوث الاممي أنه من الصعب إقناع الأطراف بطرح سلاحها في الحديدة وتعز، قائلا “لا نتوقع اختراقات في يومين ونحن بصدد حوارات تفصيلية وصعبة.. مشيراً الى أن الحل في اليمن يتطلب تنازلات من كلا الطرفين.

واعتبر المبعوث الاممي جمع الاطراف اليمنية لأول مرة بعد عامين ونصف إنجازاً بحد ذاته، مشدداً على انه لا يقدم أي ضمانات معتبراً أن تقديم الضمانات هذه مسؤولية الأطراف المتحاورة.

اتفاق مبدئي

في سياق متصل، قال محمد عبدالسلام رئيس وفد الحوثيين بمشاورات السويد اليوم الاثنين، إن مشاورات السلام تسير بشكل جيد وأفضل مما سبق لكننا نعتقد وجوب تقدم النقاش إلى مستوى يتم فيه طرح أوراق تناقش اتفاقات.

وأضاف عبد السلام في مؤتمر صحفي أن المشاورات لم يتبق لها سوى ثلاثة إلى أربعة أيام وإذا خرجنا من دون شيء فهذا يعني أن هذه الجولة فشلت ولكن إذا خرجنا بمسودة اتفاق مبدئي فيه الإطار العام لإجراءات بناء الثقة كفتح مطار صنعاء والافراج عن الأسرى والمعتقلين وتحييد البنك المركزي إلى جانب التهدئة سواء في الحديدة أو أي محافظة أخرى ستكون هذه خطوة جيدة لعقد جولة ثانية من المشاورات بعد شهر أو شهرين.

وأوضح عبد السلام أن المبعوث الأممي أبلغهم أنه يريد من الأطراف تسمية مكان وتحديد زمان لإجراء جولة ثانية من المشاورات، مؤكدا استعدادهم لذلك “ولكن بعد أن يكون هناك شيء ملموس يربط هذه الجولة بالجولة القادمة”.

مرحلة انتقالية

بدوره قال سليم مغلس عضو وفد جماعة الحوثي في مشاورات السويد أنه لابد من الدخول في مرحلة انتقالية سياسية تتولى الانسحاب من المدن وترتيب الجيش السلاح.

وأضاف في تصريح لـ “لغرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية” أن إغلاق مطار صنعاء كان قرارا سياسيا دون أي أسباب رغم أنه على جاهزية لاستقبال الرحلات، معتبراً ما طرحه وفد الحكومة اليمنية حول الرحلات الداخلية من مطار صنعاء إلى عدن بالأمر غير منطقي.

وقال مغلس: “تقدمنا بمقترح وبأفكار هذا الشأن على أن يفتح المطار لكافة الرحلات الداخلية والخارجية والإقليمية ونحن حريصون أن نصل بهذا الملف إلى حلول لتخفيف المعاناة على أبناء الشعب اليمني”.

وأكد أن أن الطرفين موافقان على فتح مطار صنعاء من حيث المبدأ وفيما يتعلق بالإجراءات التفصيلية يمكن النقاش حولها لافتاً أنه من المقرر أن تتقدم الأمم المتحدة اليوم الاثنين بورقة بخصوص المطار للوفدين لمناقشتها وطرح الملاحظات عليها، وهي تتضمن أفكار قابلة للنقاش.

ومطار صنعاء الذي يشكل واحدا من أبرز الملفات التي تنطوي على خلافات حادة بين الطرفين حيث يضع الوفد الحكومي بتفتيش الطائرات في المطارات التي يشرف عليها شرطا لفتح مطار صنعاء بينما أصر وفد الحوثي على فتح المطار أمام الرحلات الدولية دون خضوعها للتفتيش في مطارات تابعة للحكومة ثم عاد وقبل بمبدأ تفتيش الطائرات ولكن في نقاط تفتيش خارج اليمن.

وفيما يتعلق بالإطار العام أكد سليم مغلس أنه تم انعقاد العديد من الجلسات النقاشية في هذا الملف مع الأمم المبعوث الأممي لليمن مارتين جريفيت لافتا أن الإطار العام ملف رئيسي وأساسي فكل اجراءات بناء الثقة وكل الخطوات التي يتم التقدم فيها في حال عدم وجود إطار عام سينعكس سلبا على كل الملفات مشيرا إلى أن الإطار العام يحافظ على ديمومة الحل السياسي وديمومة الاتفاقات الجزئية.

إقرأ أيضاً  غياب الوعي بالتغذية العلاجية في اليمن 

وأكد أنه لابد من الدخول بمرحلة انتقالية سياسية يتوافق عليها جميع الأطراف السياسية في اليمن، وتدير هذه المرحلة سلطة تنفيذية توافقية تتولي الانسحابات من المدن وترتيب الجيش السلاح.

الحديدة مدخل للسلام

من جانب آخر، قال علي عشال، عضو وفد الحكومة اليمنية في مشاورات جنيف، اليوم الإثنين، إن أي اتفاق يتم إجراؤه حول مدينة الحديدة، غربي اليمن، هو مدخل لإحلال السلام في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.

وأوضح عشال في لقاء مع الصحفيين على هامش مشاورات السلام في السويد أن وفد الحكومة يتعامل بإيجابية مع أي مبادرات أممية يتم طرحها.

واختتم بقوله “لا يمكن أن نتعاطى مع أي مبادرات خارج المرجعيات التي جاء المبعوث الأممي لتنفيذها ومن بينها القرار الأممي 2216 وأي افكار تخرج خارج المرجعيات قد يكون لنا تحفظ كبير عليها و لدينا رؤية واضحة فيها ونحن نضع حلول ومعالجات عملية لإحداث حالة انفراج حقيقية في احداث السلام”.

توحيد المؤسسات الاقتصادية

كشف أحمد غالب عضو وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السويد وعضو اللجنة الاقتصادية عن اجتماع يجرى في عمان مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمناقشة توحيد المؤسسات الاقتصادية بالتزامن مع مشاورات السويد.

وأوضح في تصريح نقلته غرفة مشاورات السلام اليمنية أنه يجري انتظار نتائج هذا الاجتماع لإحراز تقدم في مشاورات السويد مشيرا الى تلقي الوفد الحكومي وعداً من مكتب المبعوث الأممي بأنه سيكون هناك ورقة للبحث والنقاش حول الموضوع الاقتصادي وحتى هذه اللحظة لم نستلم أي شيء وكان هناك اجتماع يوم أمس وتم تأجيله وأتوقع أن يكون اليوم.

ولفت إلى أن الوفد الحكومي قدم أفكاره ورؤيته حول توحيد المؤسسات الاقتصادية وتوريد إيرادات الدولة، لكنه لم يتحقق أي تقدم حتى اللحظة في الجانب الاقتصادي في السويد.

مبادرة الحديدة

وقبل ساعات، قدم غريفيث مبادرة للفريقين المتحاورين تنص على وقف شامل للعمليات العسكرية، بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة والضربات الجوية، ووقف استقدام التعزيزات العسكرية، وكذلك انسحاب متزامن للوحدات العسكرية والمليشيات الملسحة إلى خارج مدينة الحديدة.

وتشمل أبرز بنود المبادرة التي حصل “المشاهد” على نسخة منها، تشكيل لجنة أمنية وعسكرية بمشاركة الأمم المتحدة؛ للإشراف على الترتيبات الأمنية في الحديدة ونشر الأمم المتحدة مراقبين لآلية التحقيق والتفتيش في موانئ الحديدة، على أن تتولى قوات الأمن المحلية مسؤولية حفظ الأمن والنظام، وتضمن جميع الأطراف تسهيل حرية حركة الأشخاص والبضائع من وإلى الميناء، وإيصال المساعدات الإنسانية.

وتضمنت المبادرة تولي جهاز خفر السواحل وحرس المنشآت مسؤولية أمن منطقة ميناء الحديدة، بالإدارة المعينة قبل سبتمبر 2014، على أن تنسحب كافة التشكيلات العسكرية والأمنية الأخرى من المنطقة، والتزام الأطراف بإنهاء أية مظاهر مسلحة في المدينة.

رفض حكومي

وأعلنت الحكومة اليمنية على لسان وزير الخارجية ورئيس الوفد المفاوض في مشاورات السويد رفض مبادرة غريفيث حول مدينة الحديدة فيما لم يعلق الحوثيون الذين يسيطرون على المدينة بعد على الاقتراح.

وقال اليماني في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، اليوم الاثنين، إن الحكومة اليمنية لن تقبل بمهمة حفظ سلام للأمم المتحدة في الحديدة.. مشيرا الى أنها ستقبل ذلك شرط أن تكون المدينة تحت سيطرتها.

 

خطوة غير كافية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فارس البيل أن مشاورات السويد وإن كان سقفها منخفض منذ البداية باعتبارها تفاوضاً حول خطوات كان يجب تنفيذها على الارض قبل أي مفاوضات الا أنها خطوة جيدة وإن كانت ليست كافية.

ويضيف البيل في حديثه لـ”المشاهد” أن المشاورات الجارية في السويد جيدة من حيث الوقوف على معاناة اليمنيين بسبب هذا التصلب لكنها بالتأكيد لن تجلب السلام لليمنيين على هذه الشاكلة من الاعداد والنقاش والموضوعات.

ويشير الى أنه إذا ما استمرت المشاورات حول نقاط تفصيلية في الهامش وليست في متن المشكلة اليمنية فإننا سنحتاج لماراثون طويل من المشاورات والتفاصيل المتشعبة ولايمكن التنبؤ بالمدى الذي سنصل إلى معالجة جذور المشكلة وأسباب الحرب لأن مايجري الان هو نقاش حول الآثار المترتبة عن الحرب لا أسبابها وهنا تكمن المسافة الفاصلة بين السلام الحقيقي ورغبات الأطراف.

وحول النتائج التي أسفرت عنها المشاورات حتى الآن قال البيل في تصريح خاص لـ”المشاهد”أن هناك تقدماً في ملف الأسرى وإن كان قديم الترتيب لكن إن لم يتم اطلاق الأسرى الآن وفي عملية سريعة فسندخل في مقايضات حول الملفات الأخرى.

واعتبر البيل أن ملف الحديدة سيكون الأثقل والأعسر وربما الملف الذي سينهي مشاورات السويد دونما نتائج حقيقية مشيرا الى أن الحوثيين يرغبون بجولات عديدة للتفاوض فليس لديهم مايخسروه ولايقيمون وزنا لأي مسئولي .ينما الحكومة اليمنية ستستهلك نفسها إن خاضت تفاوضات طويلة دون انجاز حقيقي.

وكسرت المشاورات الجارية بين الأطراف اليمنية، برعاية أممية في العاصمة السويدية ستوكهولم، حالة الجمود السياسي ومن المنتظر الخروج منها بالحد الأدنى من التوافقات التي سيتم من خلالها التأسيس لجولة جادة من المفاوضات، وصولا إلى تسوية سياسية شاملة.

مقالات مشابهة