المشاهد نت

“آلاء الحميري” …الطفلة التي لم تعد من المدرسة في مدينة إب

إب – عصام صبري:

هزت جريمة مقتل الطفلة” آلاء يوسف الحميري “البالغة من العمر 9 سنوات مشاعر الناس في مدينة إب (وسط اليمن ) وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كان الحيز الأكبر هو ردود فعل غاضبة على الجريمة.

بعد ثلاثة أيام على وقوع الجريمة والقبض على المتهم  قضت المحكمةالجزائية الابتدائية بمحافظة إب (وسط اليمن)، بإعدامه قصاصاً وتعزيراً في مكان عام.

وقضى الحكم في الجلسة المستعجلة المخصصة للنطق به برئاسة رئيس المحكمة القاضي غمدان داجنه بإدانة “يوسف الثوابي”، بالتهم المنسوبة إليه في قرار اتهام النيابة من واقعة قتل بطريقة وحشية واختطاف واغتصاب المجني عليها، وكذا جريمة تضليل القضاء بإخفاء الجثة.

"آلاء الحميري" ...الطفلة التي لم تعد من المدرسة في مدينة إب
ام الطفلة آلاء اثناء سماع حكم الاعدام علي قاتل ابنتها

كما قضت المحكمة بإعادة ملف القضية إلى النيابة العامة لتنفيذ الحكم وتغريم المدان مبلغ ثلاثمائة ألف ريال لورثة المجني أتعاب المحاماة .

جاء منطوق الحكم بعد 72 ساعة مضت على تنفيذ الجاني جريمته البشعة، وبعد أن تحولت الجريمة إلى قضية رأي عام، خرج على إثرها آلاف المواطنين في مسيرات “غضب” بمدينتي إب وجبله ..للمطالبة بإعدام المجرم “الثوابي” قاتل الطفلة “آلاء”، فيما خرج طلاب جميع مدارس مدينة جبلة في ساحة الملعب الكبير في المدينة، لذات المطلب.

تفاصيل مؤلمة:

وتعود تفاصيل الجريمة التي وقعت قبل خمسة أيام، بحسب تصريحات لرجال أمن، و اعترافات الجاني “حينما اختطف الجاني الطفلة “آلاء”، قبل أذان المغرب أثناء عودتها من المدرسة، وهي ترتدي الزي المدرسي، متجهة إلى منزلها الذي يبعد عن منزل الجاني بحوالي 100 متر، في حارة “المكعدد” بمدينة جبلة -محافظة إب.

"آلاء الحميري" ...الطفلة التي لم تعد من المدرسة في مدينة إب
احتجاحات طلابية

واقتاد الجاني الطفلة إلى منزله حيلة، مستدرجاً إياها، فأغلق عليها باب منزله ثم قام باغتصابها بالقوة  فقام بخنقها حتى الموت بسبب صراخها العالي، ثم قام بوضعها في شوالة، ورميها إلى مكان مرتفع ترمى فيه المخلفات بالقرب من شجرة”البلس”.

كانت الأم تنتظر عودة ابنتها على أحر من الجمر، كونها لم ترجع إلى منزلها كما هو معتاد، فأبلغت الأم جيرانها ثم اتجهت صوب إدارة أمن جبله، للإبلاغ عن اختفاء ابنتها، وحينها انتشر خبر اختفاء الطفلة” آلاء”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، كانتشار الهشيم في النار.

يقول عبدالكريم الربادي، أحد جيران الطفلة آلاء، متحدثا لـ”المشاهد”، “كنا جميعا نحاول البحث عن الطفلة آلاء في كل مكان، ونسأل بعضنا من شاهدها آخر مرة، ولكننا لم نجد إجابات شافية، ومن المفارقات أننا أثناء البحث عن الطفلة “آلاء” ،نستمع إلى المجرم يوسف الثوابي، وهو يعلن عبر مايكرفون المسجد، بأن طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات قد ضاعت، وأن من وجدها عليه إيصالها إلى الجامع أو إدارة الامن.”

تحايل مجرم:

و مع مرور ساعات ليست بالقليلة على الاختفاء وفقدان أثر الطفلة”آلاء”، وتفاقم المخاوف لدى الجميع من مصير مجهول ينتظرها، وبعد التحريات التي أجراها رجال الأمن، والتي أفضت بالتركيز على المجني “يوسف الثوابي “، الذي تراودت حوله الشكوك، من خلال تصرفاته التي تم رصدها عقب واقعة اختفاء الطفلة، وملازمته القوية لفريق البحث عن الطفلة المكون من الأهالي وأسرتها، والتحرك معهم خطوة بخطوة، إضافة إلى ارتباكه عند اتفاقهم على تفتيش المنازل، اتجه الجاني إلى منزله لنقل جثة الطفلة من على سطح المنزل إلى مكان فيه مخلفات دون علم رجال الأمن، بعدها وجه رجال الأمن اتهامهم الصريح للجاني “يوسف الثوابي”، باختطاف الطفلة “آلاء”، لكنه أنكر، وفور ذلك أحيل المتهم إلى إدارة البحث الجنائي، حينها اعترف بجريمة اختطافها واغتصابها، ووضعها داخل شوال، ومن ثم رميها ” كما يقول فواز إسكندر، أحد صحفيي محافظة إب.

إقرأ أيضاً  محطات تعبئة المياه... استغلال ضعف الرقابة 

ويضيف “وعقب تحديده لمكان الجثة، انتقل ضباط من البحث و الأدلة الجنائية للمكان المشار إليه باعترافات المتهم وتم البحث من قبل الجميع ليتم بالفعل العثور على شوالة مرمية فيه، وتم انتشالها وتفتيشها وفق تدابير أمنية واحتياطية، والتأكد من وجود جثة الطفلة “آلاء” بداخلها، وتم ايداعها في ثلاجة مستشفى الأمومة الحكومي، وتم نقل الجاني” يوسف الثوابي” إلى السجن، وإحالته في اليوم الثاني إلى النيابة ثم إلى المحكمة التي حكمت بإعدامه، وتم إرسال ملف القضية إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ليصادق على حكم الإعدام بحق الجاني، بعد رفضه استئناف الحكم وقبوله بحكم المحكمة الجزائية.”

غضب عارم:

"آلاء الحميري" ...الطفلة التي لم تعد من المدرسة في مدينة إب
الآلاف يشيعون الطفلة آلاء وسط مدينة إب

ومع استمرار ردود أفعال المجتمع الغاضبة تجاه الجريمة، قامت بعض النسوة في منطقة جبلة (غرب محافظة إب) بمهاجمة زوجة الجاني يوسف الثوابي، وبناته الصغار، ورمي منزلهن بالحجارة، الأمر الذي استدعى إلى تدخل رجال الأمن لحمايتهن من الاعتداء وكذلك تدخل المدافعين عن الحقوق والحريات في المجتمع المحلي الذين بادروا بعمل حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المجتمع بعدم تحميل أسرة الجاني “يوسف الثوابي”، وماقام به من عمل إجرامي.

وفي هذا السياق، وفي حديثه لـ”المشاهد”، يؤكد الناشط وائل النظاري، من مبادرة شباب جبله، أن” اغتصاب وقتل الطفلة آلاء، تعد جريمة دخيلة على أبناء جبلة، وأن ماقام به المجرم يوسف الثوابي سلوك إجرامي فردي، وأن لاعلاقة لعائلته بما أرتكبه، مصداقاً لقول الله عزوجل (ولاتزر وازرة وزر أخرى)، وقد بادرت فتيات من جبلة بزيارة أسرة المجرم وطمأنتهم أن لاعلاقة لهم بماحدث، وأنهم سيحضون برعاية المجتمع”.

وتزايدت الجرائم الجنائية في محافظة إب الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في الآونة الأخيرة، وسط انفلات أمني غير مسبوق لم تشهده المحافظة خلال تاريخها المعاصر.

 

مقالات مشابهة