المشاهد نت

“قصة مصورة” في أقدم الأسواق الشعبية بصنعاء حدادون في زمن الكساد

صنعاء – فارس قاسم:

قبل سنوات الحرب، كان سوق الحدادة الواقع وسط مدينة صنعاء القديمة، يعج بالحركة والحيوية والبيع والشراء، بعكس ما هو عليه الحال اليوم، إذ يشكو الحدادون من كساد غير مسبوق.
ويعد سوق الحدادة أحد الأسواق القديمة في مدينة صنعاء التاريخية؛ المدينة الأقدم في شبه الجزيرة العربية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، وأول سوق صنع فيه (بندق عربي) عام 1390م.
في هذا السوق، يمتهن حرفيون يمنيون، منذ القدم، صناعة مقتنيات من الحديد، خاصة معدات الزراعة والبناء وغيرها، كالمسامير والمطارق ومغالق الأبواب والنوافذ والسكاكين، والفؤوس والمجارف والمحاريث.
ولا يزال أحد الحدادين، يحتفظ بكير يدوي قديم لتشكيل الحديد، عرض عليه قبل سنوات بيعه لسائح أجنبي مقابل 100 ألف ريال (222 دولاراً أمريكياً)، لكنه رفض ذلك، كونه تراثاً، كما يقول، مضيفاً أنه يرى والده فيه.

"قصة مصورة" في أقدم الأسواق الشعبية بصنعاء حدادون في زمن الكساد
محل الحدادة في صنعاء

وشكا حدادون في أحاديث موثقة بالفيديو لـ”المشاهد”، من إشكاليات جمة أثرت عليهم وعلى مهنتهم، بينها ضعف الإنتاج والإقبال على الشراء، بسبب الاستيراد الخارجي للأدوات الحديدية الحرفية التي ينتجون مثلها محلياً.
وقالوا إن الحرب المستمرة في بلادهم منذ 4 سنوات، تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي العمومي، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، فضلاً عن انهيار العملة المحلية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام كالحديد.
وأضاف عادل إسحاق، وهو حداد يعمل في محل والده منذ طفولته في سوق الحدادة، أن بعض الحرفيين اضطروا إلى إغلاق محلاتهم خلال السنوات الأخيرة.
ولا يخفي عادل مخاوفه من اندثار مهنتهم كغيرها من المهن العريقة في البلد العربي الفقير. ويطالب هؤلاء الحرفيون بإنهاء الحرب في اليمن وتداعياتها المدمرة، وإيقاف استيراد أدوات الزراعة والبناء المصنعة من الحديد.
ويقولون إنهم قادرون على تغطية السوق المحلي من هذه الأدوات، وبجودة أفضل من مثيلاتها المستوردة.

إقرأ أيضاً  نوران.. رفض القيود المجتمعية 

مقالات مشابهة