المشاهد نت

اتفاق استوكهولم لم يوقف المدافع في الحديدة

الحديدة – خالد الحميري:

على الرغم من اتفاق طرفي الصراع في اليمن على وقف القتال في مدينة الحديدة وسحب القوات منها، وذلك بعد أسبوع من محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد إلا أن أصوات المدافع لم تخفت في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.

ووافقت جماعة الحوثي والحكومة اليمنية يوم الخميس الماضي، على وقف القتال في مدينة الحديدة والانسحاب التدريجي منها، في إطار إجراءاتٍ لبناء الثقة، لتمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة أوسع نطاقاً وبدء مفاوضات سياسية في يناير القادم.

اتفاق استوكهولم لم يوقف المدافع في الحديدة
صورة ارشيفية لشارع الكورنيش في مدينة الحديدة

وينص اتفاق الحديدة الذي وقع عليه طرفا المشاورات في السويد، على وقفٍ فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، يدخل حيز التنفيذ فور توقيع الاتفاق.

وتؤكد الأخبار القادمة من المدينة الساحلية التي يترقب سكانها هدنة يفترض أن تكون في يومها الرابع أن لا صوت يعلو على صوت الرصاص والمدافع، حيث شهدت المدينة لليوم الثالث على التوالي اشتباكات متقطعة في أحيائها الشرقية والجنوبية.

وقال سكان محليون لـ”المشاهد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الأحد بين الطرفين بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في حي 7 يوليو جنوبي المدينة والأحياء الشرقية للمدينة حيث مناطق التماس بين قوات الطرفين.

يأتي ذلك بعد ليلة من الاشتباكات الليلية العنيفة والغارات في المدينة، ومعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، عقب شن الحوثيين هجوماً واسعاً على مواقع القوات الحكومية في المديرية.

وأشاروا إلى أن الوضع على الأرض غير مطمئن رغم توقيع الاتفاق حول الانسحاب من الحديدة، لافتين إلى استحداث الحوثيين لمزيد من التحصينات والحفريات في مواقع التماس جنوب وشرق المدينة ماقد ينذر بأن تشهد المدينة جولة جديدة من القتال العنيف.

اتفاق استوكهولم لم يوقف المدافع في الحديدة
صورة ارشيفية ميناء الحديدة ويظهر مسلح حوثي

اتهاماتٌ متبادلة

وتبادلت القوات الحكومية والحوثيون الاتهامات بخرق اتفاق الهدنة الهش الذي تم التوصل إليه في محادثات السويد، ودخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة.

واتهمت ألوية العمالقة المنضوية ضمن القوات الحكومية المشاركة في العمليات العسكرية بمدينة الحديدة، مسلحي جماعة الحوثيين بخرق الهدنة التي تم الاتفاق عليها برعاية أممية في السويد.

وأعلنت في بيان رسمي على صفحتها بموقع “فيسبوك”، اليوم الأحد، احباط محاولة تسلل لمسلحي جماعة الحوثيين في محيط مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة غربي البلاد.

وأوضحت أن المعارك التي شارك فيها طيران التحالف استمرت نحو ست ساعات في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة وأسفرت عن مقتل العشرات من مسلحي الحوثيين وأسر آخرين.

وأكدت أن وحدات الباتريوت تمكنت من اسقاط ثمانية صواريخ أطلقها الحوثيون من مدينة الحديدة وبلدة المسعودي في مديرية بيت الفقيه جنوب المحافظة نحو مدينة الدريهمي.

في سياق متصل، اتهم وضاح الدبيش الناطق باسم ألوية العمالقة جماعة الحوثي بحشد مقاتليهم إلى داخل الحديدة، ونشر عناصرها في أحياء وشوارع المدينة تحديداً في مراكز الشرطة، وإحلالهم بدلاً عن أفراد الأمن الحقيقيين.

وأشار إلى أن ذلك يأتي في محاولة من الحوثيين لإيهام الأمم المتحدة بأن هؤلاء يمثلون أفراد الأمن الداخلي لمحافظة الحديدة، وبالتالي يحق لهم البقاء في الحديدة، بحسب اتفاق السويد.

في المقابل، اتهم المتحدث باسم قوات الحوثيين العميد يحيى سريع، القوات الحكومية بعدم الالتزام بالتهدئة في محافظة الحديدة حسب ما تم إعلانه في ختام مشاورات السويد.

إقرأ أيضاً  زجاج السيارات... وسيلة للتعبير والتواصل

وقال سريع في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء إن طيران التحالف شن في اليوم الأول بعد المشاورات الجمعة 14 ديسمبر الجاري، 21 غارة منها عشر غارات استهدفت مناطق الفازة والتحيتا والدريهمي ومدينة الحديدة، ويوم أمس السبت شن 38 غارة منها 12 غارة على مدينة الحديدة و منطقة كيلو 16 وغارات على الصليف وبيت الفقيه، في خرقٍ واضح لاتفاق التهدئة.

واتهم سريع القوات الحكومية بإطلاق أكثر من 100 قذيفة عشوائية على عدد من الأحياء السكنية ومدينة الصالح جنوب مدينة الحديدة، لافتاً إلى شن القوات الحكومية هجوماً على مواقع الحوثيين في الدريهمي.

دعوة أممية للالتزام بالهدنة

التصعيد العسكري في الحديدة الذي يهدد بانهيار الهدنة ونسف اتفاق الحديدة الذي رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين دفع بمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى دعوة كلٍ من الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين إلى “التطبيق الفوري” لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
وقال غريفيث، في بيان مقتضب، عبر حسابه على “تويتر”: “تعمل الأمم المتحدة عن قرب مع الحكومة اليمنية والحوثيين، لضمان التطبيق السريع والتام لاتفاق الحديدة”.
وتابع أنه يتوقع من الطرفين “احترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق”.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قال إن أطراف النزاع أبلغوه بموافقتهم على تولي الأمم المتحدة مراقبة ميناء الحديدة وطلب من مجلس الأمن الموافقة على قرار يدعم نشر نظام صارم للمراقبة، للإشراف على الالتزام بالهدنة بقيادة الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامييرت.

وأشار غريفيث خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة بشأن نتائج المشاورات اليمنية في السويد، إلى أن الانسحاب المتفق عليه يرتكز أولاً على الاحتياجات الإنسانية، وأن التركيز في المرحلة الحالية سيكون على فتح الممرات الإنسانية في الحديدة وتعز.

الثلاثاء موعد بدء سريان الهدنة

وكشفت مصادر في الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، اليوم الأحد، أن وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة غرب البلاد سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثلاثاء المقبل.

وأعلن المتحدث باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، في مؤتمر صحفي بصنعاء اليوم الأحد، عن بدء سريان الهدنة المتفق عليها في الحديدة، اعتباراً من 18 ديسمبر، معرباً عن أمل الجماعة في أن تفي الحكومة اليمنية بوعودها “وإلا فإننا مستعدون للرد”.

من جانب آخر، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الحكومة اليمنية اليوم الأحد، أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارثن غريفيث، بعث إلى طرفي النزاع برسالة حدد فيها الثلاثاء المقبل موعداً لبدء سريان الهدنة.

وينص اتفاق الحديدة، الذي وقع عليه طرفا المشاورات في السويد، على “وقفٍ فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، يدخل حيز التنفيذ فور توقيع الاتفاق”.

واختتمت، الخميس الماضي، جولة من مشاورات بين الأطراف اليمنية، برعاية من الأمم المتحدة، اتفقت خلالها على ملفي الأسرى والحديدة، وتوصلت إلى تفاهمات حول ملف تعز، فيما أخفقت في التوصل إلى تفاهمات في ملفي الاقتصاد والبنك المركزي ومطار صنعاء.

 

مقالات مشابهة