المشاهد نت

فيديو يجبر اليافعي على الاعتذار

عدن – بديع سلطان :
لم يكن طريقاً مزدحماً بالمركبات والمارة، ذلك الشارع القصي الذي مر منه الستيني رفيق عبدالله قُبيح بسيارته، بالقرب من البوابة الشرقية لشركة مصافي عدن بمديرية البريقة.

غير أن ذات الشارع تحول، بعد ساعاتٍ من ذلك المرور العابر، إلى مسرحٍ إعلامي لأكثر الحوادث صدىً وتأثيراً؛ بعد أن تحولت حادثة رفيق قُبيح مع أطقمٍ عسكرية إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي في عدن وربما اليمن عموماً.

أحد جيران الستيني قُبيح، محمود درامة قال (للمشاهد): إن جاره أخبره بأنه كان وحيداً، فجأةً، في مواجهة أطقمٍ عسكرية أمطرت سيارته بوابلٍ من الرصاص دون أن يدرك ما الذي اقترفه جراء ذلك، ثم مضت الأطقم في طريقها لتتركه وحيداً مرة أخرى مع سيارته بعد إعطاب إطاراتها.

ويضيف درامة، وهو ناشطٌ على موقع الفيس بوك، أن دوي الرصاص دفع بالعديد من المواطنين بالتوافد إلى مكان الحادثة، والشروع في التقاط الصور والفيديو للوالد قُبيح وسيارته المهشمة، وهو يتحدث عن مجريات ما واجهه قبل لحظات.

تلك المواد الإعلامية سرعان ما وجدت طريقها إلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تصف، وعلى لسان قُبيح، ما تعرض له من قبل قائد ما يسمى بألوية الدعم والإسناد (الحزام الأمني) العميد منير اليافعي، المعروف بأبي اليمامة، حيث كان رفيق قبيح يقود سيارته وتفاجأ بإحدى سيارات موكب اليافعي تصدمه متسببه بأضرار في سيارته وعندما نزل لتفقدها وللمطالبه باصلاحها قام برش سيارته بالرصاص لينطلق ومرافقيه غير مكترثين لما حدث.

تداول النشطاء والمواطنون مشهد الرجل المسن وسيارته في الواتس آب والفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي محدثا رأي عام وسرعان ما نشرت مواقع اخبارية موالية لليافعي عن محاولة اغتيال القائد منير اليافعي، أبو اليمامة، عبر كمين لسيارةٍ يقودها شيخٌ (إصلاحي)، بلحيةٍ (حمراء).

يقول مدير ومشرف “مجموعة شباب البريقة ” على الواتس آب، عمر عبدالعزيز (للمشاهد): إن نشر الفيديو في الواتس آب بعد لحظاتٍ من الحادثة، كذبت الروايات التي نشرتها المطابخ الإعلامية والمواقع الموالية للحزام الأمني، والتي زعمت أن قائدها تعرض لمحاولة اغتيال.

إقرأ أيضاً  التغلب على النزوح من خلال حياكة المعاوز

وأضاف عبدالعزيز، أن النشر عبر مجموعات الواتس ساهمت بفضح محاولات تزييف الواقعة، ومنعت فاعليها من التمادي في ادعاءاتهم، بل وأرغمتهم على الاعتذار بعد أن انكشفت مزاعمهم.

كان الواتس آب وسيلة ضغط مهمة استخدمها النشطاء لنقل صور الوالد رفيق وهو يشرح ما تعرض له من اعتداء من قبل قائد الحزام الأمني بنفسه، وفق ما أدلى به الناشط ياسر الحسني (للمشاهد).

وأضاف الحسني: كانت كاميرات الجوال هي السلاح الفعال في هذا النموذج، الذي يؤكد أن نقل الحقيقة لم تعد حكراً على مؤسسات وسائل الإعلام وكياناته، ولم يعد بمقدور أحد أن يُلبّس على العامة، ويُزيّف الحقائق.

وبالفعل.. استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي : فيس بوك، واتس آب، كشف الحقيقة، وإنصاف المظلومين، بحسب رويدا الياسري، الناشطة على الفيس بوك.

وأكدت رويدا (للمشاهد) أننا اليوم نعيش في واقعٍ مفتوح، يستطيع من خلاله كل من يمتلك جوالاً أو حساباً على الفيسبوك والواتس أن يصبح إعلامياً في مجاله، وقادر على تشكيل الرأي العام والضغط على صناع القرار.

ما انتهت إليه رويدا الياسري، هو ما حدث بالفعل بعد وساطةٍ قادها أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن، بدر معاون، ونائب مدير عام أمن عدن، أبو مشعل الكازمي، في الدفع بقائد الحزام الأمني منير اليافعي إلى الاعتذار للمواطن رفيق قُبيح.

حيث استضاف منزل هذا الأخير، يوم الاثنين، إجتماعاً ضم جميع المذكورين أعلاه، بالإضافة إلى عددٍ من الشخصيات في مديرية البريقة، لتقديم الاعتذار لقُبيح.

ناشطون وأعضاء مجموعات واتس آب، عزوا إقدام اليافعي على الاعتذار إلى جهود من يسمونهم بالمفسبكين وناشطي التواصل الاجتماعي، الذين أجبرت منشوراتهم وصورهم قائداً أمنياً على الاعتذار من مواطنٍ في سابقةٍ تحدث لأول مرة.

وتضمنت نقاشات اعضاء المجموعات في الواتس، والفيس بوك إشاراتٌ إلى ضرورة فضح ممارسات كل مسؤول، أمني كان أو إداري، من خلال ما هو متوفر لدى الجميع من تقنياتٍ وأدوات، بالوثائق والصور والأدلة، بعيداً عن المناكفات والممحاكات.

فيديو تم تناقله في مواقع التواصل الاجتماعي

اجبر قائد عسكري في عدن علي الاعتذار من مواطن

مقالات مشابهة