المشاهد نت

” اغراء السنابل ” تعيد الروح للمسرح في عدن و”ميس” تؤهل تعز للفوز

عدن -بديع سلطان:

دبّتْ الروح، مجدداً، على خشبة المسرح المتصلبة بعدن، من خلال إقامة فعاليات المهرجان الوطني الأول للمسرح، الذي استضافته مدينة عدن خلال الفترة من 10 حتى 20 ديسمبر الجاري، بمشاركة فرق مسرحية من 4 محافظات، هي: عدن وصنعاء وتعز والحديدة، والتي قدمت 9 عروض مسرحية متنوعة، على مدى أيام المهرجان.
وحرص المنظمون في الهيئة العربية للمسرح، ووزارة الثقافة اليمنية، على أن تكون عدن الحاضنة للنسخة الأولى من المهرجان، بعد توقف أي مهرجان مماثل منذ 10 أعوام، لتعيش ذكريات تاريخها المسرحي العريق والممتد لأكثر من 100 عام.
عودة المسرح إلى عدن، واليمن عموماً، يكتسب أهمية بالغة، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، بحسب الكاتب المسرحي والروائي جمال الشعري، الذي استشهد، بالمقولة الألمانية المنسوبة للكاتب سان ستلافيسكي “اعطني خبزاً ومسرحاً، أعطك شعباً واعياً”.
وقال الكاتب المسرحي والروائي جمال الشعري: “إننا نحتاج التوعية والتثقيف عن طريق الطرح الجيد والمقبول للجمهور، وهذا الطرح المقبول لا يأتي إلا عن طريق الخشبة الأم (أم الفنون)، بعد أن عشنا فترة موت للمسرح، سبقتها مرحلة خمول، وهذا ضاعف من معاناة الطبقات البسيطة المفتقرة للوعي بما يدور حولها”، لكنه يرى أن التعددية في العروض لم تكن عادلة، منوهاً إلى أن عدن وحدها استأثرت بـ5 عروض، فيما تم السماح لكلٍ من صنعاء والحديدة وتعز وحضرموت، بعرضٍ واحد لكل محافظة.
ويقول عمر الرخم، أحد المهتمين بالشأن الثقافي، لـ”المشاهد”: “المهرجان كان حدثاً رائعاً، ونوعياً، بعد غيابٍ للمهرجانات المسرحية عن عدن منذ 10 أعوام”، مؤكداً أنه كان مختلفاً ومتنوعاً فنياً، من خلال العروض المسرحية المقدمة، بفكرتها وطريقة تنفيذها، وفقاً لاختلاف المدارس المسرحية، التي اعتمدها المخرجون عبر عروضهم المسرحية.

" اغراء السنابل " تعيد الروح للمسرح في عدن و"ميس" تؤهل تعز للفوز
من اختتام المهرجان

رؤية فنية

يرى الشعري أن العرض الأول لمسرحية “اللقاء العظيم” للمخرج علي اليافعي، اتسم بركاكة، ولم يستند إلى أية مدرسة مسرحية، إضافةً إلى خروج الممثلين عن النص الأصلي للكاتب الكبير علي أحمد باكثير، وافتقارها للفكرة والرسالة، موضحاً بالقول: “لا ننسى عيوبها الفنية في الإضاءة، واعتمادها على موسيقى تصويرية مستهلكة، كما أن المَشاهد الدرامية تناسب تقنية one shoot، وهذا ما يعيب طرح “اللقاء العظيم” على المسرح، فهي لا تناسبه، لأننا في المسرح أمام خشبة واحدة لا يجب أن نقسمها إلى أجزاء، يتم تفعيل إحداها لوقتٍ طويل، ويهمل الجزء الآخر، ثم يعود إليه بعد إهمال الجهة الأخرى من المسرح”.
ويقول إن مسرحية “انسى” للمخرج الدكتور عبدالسلام عامر، التي عُرضت في ثاني أيام المهرجان، أنست الجمهور عيوب “اللقاء العظيم”، وتميزت بطرحها الجيد نوعاً ما، لكنه انتقد مسرحية “الطوق” للمخرج محمد علي يافعي، التي عرضت في اليوم الثالث للمهرجان، بقوله: “المسرحية خرجت عن طوق الوطنية، التي بشر بها المهرجان، وقدمت طرحاً مناطقياً، وافتقرت للقصة وجودة الأداء”.
ووصف الشعري، مسرحية “الطوق” بأنها لا تستند للمسرح الحداثي، كما صرح بذلك طاقم المسرحية، فهي لا تعتبر عملاً مسرحياً يستحق العرض.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت
" اغراء السنابل " تعيد الروح للمسرح في عدن و"ميس" تؤهل تعز للفوز
من احدي العروض المسرحية في المهرجان

عودة الروح

حظيت مسرحية “إغراء السنابل” للمخرج عبدالهادي التميمي، ومسرحية “الجوال” للمخرج ياسر سلام، بشرف إعادة الروح إلى مهرجان المسرح بعدن، وفق الروائي جمال الشعري، وذلك من خلال ميزاتهما في طريقة عرض القصة، بشكلٍ جذب الجمهور نوعاً ما.
ويقول الشعري: “تواصل التألق المسرحي في اليوم السادس للمهرجان، الذي عرضت فيه المسرحية المذهلة “زبد” للمخرج عمر مكرم، المتميزة بقصتها وأداء ممثليها، وخروجهم عن أخطاء النطق العربي الفصيح الذي وقعت فيه العروض السابقة”.

دهشة “ميس

يمضي الروائي جمال الشعري، في تقديم رؤيته الفنية حول مسرحيات المهرجان، لـ”المشاهد”، من خلال وصفه لمسرحية “ميس” التي قدمتها فرقة مكتب الثقافة بتعز، وأخرجها أحمد جبارة، وكتبها هائل المذابي، بأنها نالت نصيباً كبيراً من اهتمام الجماهير، الذين امتلأت بهم صالة مسرح حافون بالمعلا.
ويضيف: “شدت المسرحية الجمهور إليها منذ فصلها الأول، وظهرت فيها الكوميديا لأول مرة في المهرجان، واحتوت على عناصر الدهشة والمفاجأة، وتمكن كل طاقم المسرحية من التعامل مع خشبة المسرح، وقدرتهم على نطق العربية الفصحى بشكل سليم”.
ويؤكد الشعري أن “ميس” قدمت مسرح مهرجانات حقيقياً، وظهرت فيها القصة والحبكة الدرامية، والموسيقى التصويرية، علاوةً على أداء الممثلين المبهر، الذين تعاملوا مع السينوغرافيا والمؤثرات البصرية والصوتية بشكلٍ جيد، معيداً النجاح الذي شهد به جمهور المسرح بعدن لمسرحية “ميس”، إلى العمل الجماعي المنظم الذي قاده المخرج أحمد جبارة، مما نتج عنه شهادات من الجماهير بتميز العرض، وهو ما تجسد بعد ختامه، حيث وقف جميع الجمهور لتحية طاقم العمل، وعلت هتافاته وتصفيقه وصافراته لمدة من الوقت.

فوز مستحق لـ”ميس

فاز العرض المسرحي الخاص بمحافظة تعز “ميس”، بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل. وعلق مدير عام مكتب الثقافة بتعز، عبد الخالق سيف، على فوز فرقة المسرح الوطني في تعز، بالقول:” هو انتصار للتعدد الثقافي اليمني، وللهوية الوطنية بكل روافدها، خاصة أن المسرح لغة كونية وإنسانية، واليوم تحققت الوحدة الثقافية في قالب فني مسرحي

" اغراء السنابل " تعيد الروح للمسرح في عدن و"ميس" تؤهل تعز للفوز
مدير مكتب الثقافة يتسلم جائزة تعز

احترافي”.
والفوز بالمركز الأول لأفضل عرض مسرحي متكامل يؤهله للسفر والمشاركة في عروض الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وهو ما يجعل تعز وعملها المسرحي في تحدٍّ جديد لتشريف الثقافة اليمنية خارجياً.
ويرى الشعري أن جوائز المهرجان، لأفضل ممثل وممثلة، وجائزة السينوغرافيا، وأفضل نص، تم توزيعها بالمحاصصة والمجاملة.
وحاز الفنان الشاب أحمد اليافعي الذي يرى الكثير من النقاد أن له مستقبلاً زاهراً في مجال التمثيل المسرحي، بجائزة أفضل ممثل في المهرجان.

مقالات مشابهة