المشاهد نت

الفياجرا في زمن الحرب القاتل الخفي في اليمن

هذة القصة “الفياجرا في زمن الحرب القاتل الخفي في اليمن ” نشرها “المشاهد” في 14 مايو الماضي، وكانت من بين المواد التي حصلت على أعلى نسبة قراءة، نعيد نشرها ونشر المواد الأخرى الأكثر قراءة خلال عام 2018م .

صنعاء -قيس أحمد:

رغم أن “العقم وسلس المني والالتهابات التناسلية و التهاب البروستات المزمن” هي أكثر الأمراض الجنسية شيوعاً لدى غالبية اليمنيين المترددين على الأطباء المتخصصين في أمراض الأجهزة التناسلية والمسالك البولية، إلا أن كثيراً من اليمنيين والذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 إلى 45عاماً يُـقبلون على تعاطي المنشطات الجنسية، وزاد هذا الإقبال بشكل جنوني منذ سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، والتي شاعت فيها الفوضى وتعطل فيها عمل الأجهزة الرقابية الحكومية والمدنية، وقد استغل أصحاب بعض شركات الأدوية المحلية وبعض الصيدليات تلك الأجواء العشوائية والفوضوية لتقوم بصناعة وتحضير منشطات جنسية تفوق ”الفياجرا” وتصيب الأنسان بأضرار بالغة قد تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى انتشار المنشطات الجنسية المهربة من الصين و تركيا و الهند.
يحيى العلماني شاب في الخامسة والثلاثين من العمر، توفي في إحدى المشافي الخاصة بالعاصمة صنعاء بسبب تناوله جرعات كبيرة من الحبوب المنشطة جنسياً والتي لم يعرف مصدر إنتاجها، يقول عبدالله شقيق يحيى في حديثه لـ “المشاهد” : “أخبرني أخي قبل أن نسعفه أنه تناول أربعة أشرطه من حبوب منشطة جنسياً، والتي لم تكن تؤدي مفعولاً قوياً خلال ممارسته الجنسية، وعندما أدخل العناية المركزة في المستشفى، لم أتردد بإخبار الطبيب، أن أخي كان يتناول المنشطات الجنسية التي سببت له ذبحة صدرية كانت سبب وفاته”.

على عينك يا تاجر

وفي الآونة الأخيرة لوحظ قيام عدد من مندوبي شركات الأدوية المحلية بالترويج للمنشطات الجنسية على المترددين على المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة، على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة، ويعمل في الوقت الراهن 9 مصانع لشركات أدوية محلية في العاصمة صنعاء وضواحيها، منها 4 شركات تصنع المنشطات الجنسية تحمل أسماء ( ياجرا، الزواجرا، والدواجرا، صهيل، دوافيل ) وبحسب إحصائية نشرت قبل ثلاثة أعوام فإن مبيعات المنشطات الجنسية في اليمن وصلت إلى (400) مليون ريال خلال عام واحد، رغم أن سعر الباكت الواحد الذي يباع في الصيدليات لا يزيد عن الـ300ريال صنع محلي ولا يزيد عن الـ400 ريال صنع خارجي.

مصدر في ميناء الحديدة تحدث لـ”المشاهد” عن سماح جماعة الحوثي دخول آلاف الأصناف المنشطة جنسياً لأحد التجار، حيث تأتي تلك المنشطات على أشكال مختلفة “حلويات وعلك وكبسولات” ولم تخضع تلك الأصناف إلى أية رقابة أو مراجعة.

ووفقاً لآخر إحصائية طبية للهيئة العليا للأدوية، فإن المنشطات الجنسية تمكنت من تحقيق مبيعات عالية، وإزاحة عدد من الأصناف الدوائية من أماكنها، لتحتل المرتبة الثالثة من بين الأدوية الأكثر مبيعاً في اليمن، بنسبة تصل إلى 13%، تسبقها المضادات الحيوية والمسكنات الدوائية بنسب تتراوح بين21% و 24%على التوالي.

رشاوى

عدد لا بأس به من أصحاب الصيدليات يقومون بتحضير المنشطات الجنسية في معامل صغيرة يوجد فيها أجهزة وخلاطات ومعدات لكبس الأقراص، وهي تكلف من 10 آلاف إلى 15 ألف دولار، بحسب الدكتور صيدلاني درهم الذبحاني، والذي أكد في حديثه لـ”المشاهد” أن بعض الصيادلة يقومون بتصنيع الفياجرا دون موافقة من الهيئة العليا للأدوية، وبعض أصحاب المعامل يقومون بتصنيع المنشطات الجنسية في الهيئة غير المطابقة للمواصفات مقابل رشاوى تدفع لمسؤولين تتراوح من 500 إلى 1000 دولار.

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

ويستخدم في تصنيع الفياجرا المواد الفاعلة التالية: (sildenafil – Calcium carbonate – Purified water – Areosil – Aspartame – Flavor agent – Coloured a gent ) حسب الدكتور درهم، مضيفاً أن لكل مادة موجودة داخل القرص وظيفة محددة، فبعضها محسنة للطعم والأخرى ملونة، وأخرى تزيد فعالية القدرة الجنسية، وأخرى تستخدم للتحثير، وإذا زادت مقادير تلك المواد فإنها تسبب مضاعفات تؤدي إلى إصابة مستخدميها بأمراض خطيرة، وإجمالاً هناك ثلاثة أنواع من المنشطات الجنسية المتعارف عليها عالمياً وهي الفياجرا والفيترا والسيالس، و هناك 4 شركات فقط في صنعاء هي التي تعتبر من الشركات التي تصنع منشطات جنسية مطابقة للمواصفات من بين 14 شركة، وهي الشركة العالمية للأدوية و الشركة المصرية اليمنية Dawagra والشركة الدوائية الحديثة وشركة سبأ فارما.

ضعف جنسي

ويرجع متخصصون في المسالك البولية أبرز الأسباب المؤدية للضعف الجنسي والفتور في العلاقات الجنسية بين الزوجين في اليمن إلى الاكتئاب و المشاكل الزوجية و الضغوط النفسية ومشاكل العمل، وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد فارع استشاري أمراض المسالك البولية في حديثه لـ “المشاهد”: “للأسف أن أخذ المنشطات الجنسية تتم خارج الممارسة الطبية السليمة ويتم أخذها بدون وصفة طبية من طبيب مختص، أما فيما يخص خطورة هذه المواد المنشطة جنسياً فمن المعروف أن هناك محاذير طبية لأخذ هذه المركبات وخاصة لمرضى القلب حيث قد تكون السبب في الوفاة عند هؤلاء المرضى، أما فيما يتعلق بخطورة المواد التي يتم تحضيرها محلياً وخاصة من قبل من يمارسون الطب الشعبي، فهنا الخطورة كبيرة، حيث أن هؤلاء يقومون بغش الناس بزعمهم أن تلك المستحضرات نباتية لا تضر وهم في الحقيقة يقومون بوضع مركبات المنشطات الجنسية المعروفة، ويقومون بطحنها ثم إضافتها إلى مركبات نباتية غير معروفة، ويضيفون العسل، والخطورة هنا أن تركيز الدواء غير معروف فقد يتعرض مريض القلب والأوعية الدموية لذبحة صدرية أو احتشاء عضلة القلب وتوقفها والوفاة، وخاصة عند مرضى القلب والأوعية الدموية، فهم يأخذون هذه المستحضرات وهم يعتقدون أنها نباتية ولا تضر”.

وحسب أطباء يجب أن يتم أولاً تحديد سبب الضعف الجنسي وعلى ضوئه يتم وصف العلاج، فقد يكون السبب نفسي أو نقص هرموني، فلا ينصح بأخذ هذه المنشطات بدون وصفة من طبيب مختص، فالطبيب يدرس الحالة الصحية للمريض بشكل عام وهل هناك امراض جهازية أخرى قد تتفاقم بأخذ مثل هذه الأدوية”.

مقالات مشابهة