المشاهد نت

بالفيديو – بطل يمني في المصارعة: “أسست معملاً لبيع مشروب الشعير والزبيب”

صنعاء – فارس قاسم :

في الـ8 من صباح كل يوم، يغادر الشاب اليمني محمد الجرباني، منزله بالعاصمة صنعاء، متجهاً إلى معمله الخاص بـ”بيع شراب الشعير والزبيب”، رغم أنه بطل يمني سابق في رياضة المصارعة، التي بدأ ممارستها في العام 1997، وفق حديثه المصور لـ”المشاهد” عن مشواره الرياضي وإنجازاته على المستوى الوطني.
الثلاثيني الجرباني الذي سافر على نفقته الخاصة في مشاركته الخارجية الوحيدة في البطولة العربية للأندية للمصارعة الحرة والرومانية، في العام 2009، يفاخر بما حققه، إذ أحرز ميدالية برونزية بحصوله على المركز الثالث بين متنافسين من 14 دولة.
ويقول المصارع اليمني الذي حقق إنجازات مهمة بإحرازه مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية، وحصد عديد ميداليات بينها 8 ذهبية: “أشعر بالفخر لأنني رفعت علم اليمن عالياً”.

بالفيديو - بطل يمني في المصارعة: "أسست معملاً لبيع مشروب الشعير والزبيب"
صورة ارشيفية لفريق المصارعة في كلية الشرطة بينهم محمد

ولا زال الجرباني يحتفظ بلوحة بلاستيكية -شاهدها معد التقرير- تظهر عليها صورته مرتدياً ميدالية برونزية، حققها في تلك المشاركة. كان مبتسماً وهو يرفع علم اليمن عالياً.
قبل بطولة بيروت في العام 2009، تدرب الجرباني لمدة قصيرة على الإسفلت في شوارع صنعاء، بعد أن توقف عن ممارسة الرياضة لمدة سنتين، بسبب إصابة في الركبة تعرض لها أثناء التدريب، ولم تساعده وزارة الشباب في تحمل تكاليف العلاج، “لم أحظَ بالعناية اللازمة، كوني لاعباً في المنتخب الوطني، ولدي الكثير من الإنجازات”، حسب قوله، معتبراً ذلك أمراً محبطاً.

“لا تؤكل عيش!”

الجرباني الأب لطفلين، اضطر للعمل في مهنة أخرى، على حساب اهتمامه بالرياضة، حيث
لجأ، قبل 3 أعوام، إلى تأسيس معمل خاص لبيع شراب الشعير والزبيب، في العاصمة صنعاء، من أجل إعالة أسرته (زوجته وطفلين)، والإنفاق على نفسه كرياضي.
“الرياضة في اليمن لا تؤكل عيشاً”، هكذا اختزل الجرباني واقع الرياضيين في بلاده، لكنه يستدرك بالقول: “لا زالت الرياضة تجري في دمي، رغم انتقالي إلى مهنتي ومهنة أبي وجدي، وهي بيع مشروب الشعير والزبيب، وقمت بتطويره من محل إلى معمل لبيع المشروبات”.
وبحسرة يتابع: “نحن كلاعبين مميزين، كان من المفترض دعمنا بشكل كلي، وتفرغنا تماماً للرياضة”، مضيفاً: “كان طموحي أن أصل للعالمية، ولكن رياضة وشغل صعب”.
وأكد الجرباني أن “واقع الرياضيين في اليمن مهمش جداً في لعبة المصارعة، وبسبب الحرب المستمرة منذ 4 سنوات، تفاقم التهميش أكثر، وانهارت لعبة المصارعة وباقي الألعاب”.
واتهم المسؤولين عن الرياضة بالمتاجرة بالرياضيين المتميزين، والدفع بهم للعمل في مهن أخرى.
“يوجد مسؤولون حكوميون يشتغلون لحسابهم الخاص، ومن الصعب أن يعطوا جائعاً من لقمتهم”، كما يقول.

إقرأ أيضاً  تعز : الابتهاج بالعيد رغم الحرب والحصار

وتابع معبراً عن نفسه: “آه آه يا صديقي، لو تعلم مدى الشوق بي إلى تلك الأيام التي كان حلمي فيها التربع على عرش الذهب، ولكنه دفن تحت أنقاض الفساد”، في إشارة إلى فساد المسؤولين عن الرياضة في اليمن.
ويوضح الجرباني أن لعبة المصارعة في اليمن تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي؛ “نتمنى تعيين رؤساء الاتحادات والمدربين من أبناء اللعبة نفسها، ليكون عطاؤهم أفضل”.
ومثل الجرباني، هناك عشرات الرياضيين المتميزين، تعرضوا للإقصاء، فانتقلوا للعمل بمهن أخرى.

مقالات مشابهة