المشاهد نت

إب: أزمة الغاز تجبر السكان على الاحتطاب

إب – وسيم الشراعي:

لجأت الحاجة فاطمة (65 عاماً)، إلى قطع فروع الأشجار اليابسة، لكي تتمكن من طباخة وجبة الغداء لأسرتها المكونة من 7 أفراد، بعد عجزها عن شراء أسطوانة غاز بـ8000 ريال في السوق السوداء، علماً أن سعر الأسطوانة سعة 25 لتراً لم يكن يتجاوز 1500 ريال قبل انقلاب جماعة الحوثي على الحكومة.
كثيرون غير فاطمة، أجبرتهم ظروف الحرب القاسية على الذهاب لقطع الأشجار، كون الحطب بديلاً مناسباً لعدم قدرتهم على توفير الغاز، ومنهم طه العماري، ومحمد البعداني، وأحمد المجيدي، الذي قال لـ”المشاهد”: “بعد ارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 8 آلاف ريال، عجزنا عن توفير هذا المبلغ باستمرار، ما جعلنا نقوم بقطع فروع الأشجار اليابسة”.

أزمة مفتعلة

ويشكو سكان في مدينة  إب (وسط اليمن)، من تلاعب مراكز بيع أسطوانات الغاز، التي تعمل على احتكارها وبيعها في الأسواق السوداء، الأمر الذي تسبب في أزمة خانقة، فاقمها غياب الرقابة المستمرة، كما يقول مثنى علي، صاحب أحد المطاعم في مدينة إب، مضيفاً: “أحتاج بشكل دائم إلى الغاز، ولا أمتلك أي خيار آخر سوى شرائها من السوق السوداء”.
ويشير الكثير من الناشطين إلى أن أزمة الغاز المنزلي، مفتعلة من قبل تجار الغاز المنزلي، الذين يسعون للتضييق على المواطنين وجني أموال طائلة، من خلال فتح الكثير من الأسواق السوداء في مختلف المديريات، على حساب المواطن المسكين.
وتقول نهى البعداني، أحد سكان مدينة إب، إن سياسة الاحتكار، سياسة دائمة، وليست وليدة اللحظة، فمن خلال احتياجات المواطن البسيط، تستطيع مافيا الأزمات جني أموال ضخمة، ولا يمتلك المواطن سوى الرضوخ للأمر الواقع وشراء الغاز من الأسواق السوداء.
لكن عبدالله مشرح، مالك أحد مراكز بيع الغاز، يعيد سبب الأزمة إلى احتجاز، وتأخر بعض ناقلات الغاز من مدينة مأرب إلى مدينة إب، إضافة إلى حالة الهلع من قبل الناس، وزيادة الطلب عليه.
ويوضح عبدالملك دبوان، مسؤول التوزيع في فرع الشركة اليمنية للغاز، لـ”المشاهد”، أن الشركة ضبطت عشرات الوكلاء الذين ثبت تلاعبهم بأسعار مادة الغاز، ومخالفتهم للأسعار المحددة من الشركة، كما حصرت الشركة أعداد المطاعم في المدينة، واعتمدت لها حصصها أسبوعياً، مشيراً إلى أن الشركة تتابع عمليات التوزيع وفق كشوفات معتمدة.

إقرأ أيضاً   " مضغ القات" مع السكر أوساط اليمنيين

إجراءات لم تنهِ معاناة السكان

ويعمل عقال الحارات على تسجل أسماء الأسر في كشوفات، وكل أسرة يصرف لها أسطوانة غاز، بحسب عبد الكريم الخياط، عاقل حارة الظهار في مدينة إب، مؤكداً لـ”المشاهد” بالقول: “نعمل على رفع كشوفات إلى الموزع، وهو يقوم بتسليمها بموجب الكشف، لكن الحارات مزدحمة، وعدد المساكن فيها كبير جداً، الأمر الذي يتسبب بإشكاليات”، مضيفاً: “لابد من إلزام موردي الغاز بتوفير أسطوانات الغاز إلى الحارات، وتحميلهم مسؤولية التقصير في ذلك”.
رفع كشوفات بأسماء المواطنين، وصرف حصص لكل حي في المدينة، لاقى ارتياحاً من قبل البعض، لكن المعاناة لم تنتهِ، حيث يصف يحيى مصلح لـ”المشاهد”: “نقوم بتسجيل أسمائنا لدى عاقل الحارة، ووضع أسطوانة الغاز في المركز، بعد دفع ثمنها، وننتظر أسابيع طويلة، ولم نلقَ أي شيء”.
ويؤكد حسام الحبيشي أن القليل من عقال الحارات ملتزمون بتسجيل وصرف أسطوانات الغاز للمواطنين، خلال فترة وجيزة، لكي يخففوا من معاناة الناس، ويجب أن يحتذي الآخرون بهم، وفق قوله.
الإجراءات الحالية كفيلة بإنهاء الأزمة، إذا انتظم المواطنون في عملية التسجيل، وكل مواطن في منطقته سوف يحصل على حقة من مادة الغاز المنزلي بدون أية معاناة تذكر، بحسب سعيد الشريف، أحد سكان مدينة إب، وهو ما يأمله صادق الذي قال لـ”المشاهد”: “نتمنى أن تحل أزمة الغاز المنزلي، وأن تنتهي الأزمات المفتعلة في ربوع محافظات اليمن”.

مقالات مشابهة